الوقت- في خبر يقض مضاجع المسؤولين الإسرائيليين وآلتهم العسكرية الدموية، دعت حركة المقاطعة الثقافية لكيان الاحتلال "الإسرائيلي" (PACBI)، بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين، واتحاد البث الأوروبي (EBU) إلى استبعاد كيان الاحتلال "الإسرائيلي" من المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن"، نظرًا لتصنيفه ككيان فصل عنصري استعماري وممارساته للإبادة الجماعية في قطاع غزة، وأشارت PACBI إلى الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد كيان الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، وذلك بدعم من العديد من الدول وتقارير قانونية ودولية تصف الأحداث في قطاع غزة بأنها إبادة جماعية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي البربري على قطاع غزة.
غطاء ثقافيّ للإبادة الجماعية
بشدة، طالبت الحركة بعدم تقديم غطاء ثقافي وفني لهذه الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال، وذلك في إطار جهودها كعضو مؤسس في حركة BDS لمقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها، وفيما يتعلق بمشاركة كيان الاحتلال في المسابقة، رأت الحركة أن ذلك يمثل توفيرًا لغطاء جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة ضد الإنسانية، ما يُسهم في تمكينها وتسترها، وأكدت أن هذا يحمل في طياته مفارقة تاريخية، حيث يُعتبر تاريخ أوروبا المظلم محطة للاستعمار الوحشي والعبودية والإبادة الجماعية.
وفي بيانها، أوضحت الحركة أن الجهة الرسمية التي تمثل كيان الاحتلال في "يوروفيجن"، قد تورطت في جرائم الإبادة الجماعية، بما في ذلك من خلال نشر هيئة البث الإسرائيلية "كان" مقطع فيديو خلال الحرب على قطاع غزة، يظهر فيه أطفال إسرائيليون يُغنون: "سوف نبيدهم جميعًا"، والمقصود بهم الفلسطينيون في قطاع غزة، وبهذا يعتبر هذا التحريض الواضح على الإبادة الجماعية مبررًا قويًا وكافيًا لطرد "كان" من "يوروفيجن"، وفقًا لما أكدته الحركة.
وذكّرت المعلومات بتهديد مسؤولين "إسرائيليين" لهيئة البث البريطانية والضغط عليها لاستبعاد المتسابق البريطاني، الذي وقّع سابقًا على رسالة مفتوحة تدين الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة، وكذلك محاولتها استغلال قضايا المثلية الجنسية لتلميع جرائمها، وكانت رسالة المتسابق تعبر عن رفضها لهذه الممارسات، حيث جاء فيها: "نحن، كأشخاص من مجتمع المثليين/ات، لا يمكننا السماح للآخرين باستغلال نضالنا من أجل الحرية لتبرير الاحتلال الممنهج والإبادة الجماعية لشعب".
وبالتزامن مع نية الحركة بالقيام بحملة واسعة لمقاطعة "يورو فيجن" في حال عدم اتخاذ اتحاد البث قرارًا بحظر مشاركة "إسرائيل" في المسابقة، وستشمل هذه الحملة تعبئة ملايين الداعمين لنضال الفلسطينيين التحرري حول العالم لدعم الحملة، وأشادت الحركة بموقف هيئات البث لدولتي آيسلندا وسلوفينيا، التي عبرتا سابقًا عن قلقهما بشأن السماح لكيان الاحتلال "الإسرائيلي" بالمشاركة في المسابقة، كما ألمحت فنلندا بأنها قد لا تشارك في المسابقة المقررة في السويد في مايو المقبل "بسبب الوضع في الشرق الأوسط"، ما يفسر على أنه إشارة إلى "مقاطعة محتملة بسبب مشاركة إسرائيل".
وتشير المعلومات إلى أن الحركة قدّمت التحية لأعضاء رابطة الملحنين وكتّاب الأغاني الآيسلنديين، وأكثر من 1400 فنان فنلندي، وروابط المعجبين الرسمية، والعديد من المشاركين الحاليين والسابقين في مسابقة "يوروفيجن"، بالإضافة إلى الحزب اليساري السويدي، الذين دعوا جميعًا إلى حظر مشاركة نظام الأبارتهايد الإسرائيلي في المسابقة، ويُذكر أن حركة المقاطعة "BDS" نجحت في تنظيم حملة واسعة لمقاطعة مسابقة "يوروفيجن" التي أُقيمت في كيان الاحتلال "الإسرائيلي" عام 2019، ونجحت في جلب دعم من ملايين الأفراد حول العالم، ما تسبب في خسائر كبيرة لكيان الاحتلال خلال تنظيمه للمسابقة، وأدى إلى نقص كبير في الحضور من الخارج.
تصاعد الجرائم الإسرائيلية
الكيان الصهيوني يُعتبر كياناً استيطانياً، ويشترك في تاريخ من القمع والاحتلال، على يد الولايات المتحدة التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية تجاه العديد من الشعوب، بما في ذلك الملايين من الهنود الحمر ومئات الآلاف من الأبرياء في مختلف أنحاء العالم، تلك الدولة أتاحت الفرصة للكيان الصهيوني لمواصلة انتهاكاته ضد الفلسطينيين، ودعمته بالأموال والسلاح، وقدّمت له الدعم العسكري لمواجهة المقاومة الفلسطينية، بواسطة حاملات الطائرات وبإرسال 2000 جندي من مشاة البحرية لدعم جيش الاحتلال، وعلى الرغم من ذلك، لم يستطع جيش الاحتلال الرد على المقاومة بشكل فعّال، فقام بارتكاب المزيد من الجرائم وقتل الأبرياء، حيث تشير الإحصائيات غير الرسمية إلى أن أكثر من 90% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء، ما أدى إلى تنامي الانتقادات الدولية وإلى كشف الاحتلال وفقدان لهيبته وصورته في المنطقة وعبر العالم.
وقد ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب بحق الفلسطينيين، حيث شملت هذه الجرائم قتل المدنيين وفرض الحصار والعقوبات الجماعية على سكان قطاع غزة، بما في ذلك قطع الماء والكهرباء، ومنع دخول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في القطاع، ووصلت خسة جيش الاحتلال إلى ذروتها عندما استهدف طيرانه قافلة للنازحين، الذين كانوا يحاولون الفرار من القصف الهمجي الذي استهدفهم في مناطق شمال القطاع، وذلك استجابة لتهديدات الاحتلال، ولم تتوقف غارات الاحتلال المتواصلة على قطاع غزة، حتى المستشفيات لم تسلم من هذه الهجمات، ما جعلها غير قادرة على تقديم الخدمات الطبية للجرحى والمصابين، ومن بين أبشع الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال هو قصف المباني الطبية وسيارات الإسعاف.
ولم تسلم الطواقم الطبية والدفاع المدني من جرائم الاحتلال، حيث تعرضوا للقصف والهجوم المباشر أثناء أداء واجباتهم الإنسانية في إنقاذ الجرحى، وتتعمد قوات الاحتلال استهداف وقتل الصحفيين، بهدف منعهم من نقل الحقيقة وتوثيق الجرائم التي يقترفونها، والسبب هو أنّ عملية (طوفان الأقصى) المباركة، عملية نوعية، انتصرت فيها المقاومة بتوفيق وفضل من الله، وتداعياتها ستستمر لفترة من الزمن، ويكفيها ما حققته من مكاسب، فقد أصابت الكيان بالشلل التام، وكانت تكلفتها على العدو باهظة الثمن بشريًا واقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، فقد أنهت المستقبل السياسي لمجرم الحرب (نتنياهو)، ووجهت ضربة موجعة لحكومته اليمينية المتطرفة، وحطمت من جديد أكذوبة (الجيش الذي لا يقهر)، ووهم التفوق العسكري الإسرائيلي.
وإنّ جيش الاحتلال يستهدف الحجر والبشر في فلسطين، إذ منذ بداية العدوان، قامت قوات الاحتلال بتدمير آلاف المنازل وهدمها فوق رؤوس ساكنيها، واستهدفت البنية التحتية في القطاع، لكن بالمقابل الخسائر البشرية التي تكبدتها قوات الاحتلال جسيمة بالفعل، حيث لا يمكن للكيان الصهيوني تحمل الخسائر البشرية الكبيرة سواء من جنوده أو من آلياته، وتُعد الخسائر البشرية التي ألحقتها المقاومة بقوات الاحتلال مأساوية بالنسبة للكيان الصهيوني، الذي لا يمكنه تحمل فقدان أعداد كبيرة من جنوده أو من سكانه، وقد أجبرت عملية "طوفان الأقصى" حكومة الاحتلال على إجلاء حوالي 80 ألف من سكان المستوطنات إلى داخل حدود الكيان، ومن المتوقع أن تتسبب هذه العملية في هجرة عكسية لليهود من للكيان، حيث بدأ الشتات اليهودي في فلسطين في التفكير بالعودة إلى بلدانهم الأصلية.
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، فقد تكبد الاحتلال خسائر فادحة، حيث انخفضت قيمة الشيكل، وسجلت البورصة الإسرائيلية خسائر كبيرة منذ بداية العملية، ولم تعد حركة الطيران في مطار بن غوريون كسابقها نظرًا للظروف الأمنية السائدة، ورغم التضحيات الفادحة التي يقدمها الشعب الفلسطيني، إلا أن السابع من أكتوبر 2023 شهد نصرًا مؤثرًا للمقاومة ضد الكيان الصهيوني الغاصب، هذا النصر أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العربي والإسلامي والدولي، إذ تعتبر هذه القضية عادلة وتستحق الوقوف إلى جانبها ودعمها، ويجب أن يُعاد الحق لأصحابه الشرعيين، ولا بد أن ينتهي الاحتلال ويزول الكيان الصهيوني الغاصب عن أرض فلسطين، حيث يجب أن تعود الأرض إلى أهلها الأصليين، وكل خطوة تساهم في عقاب الكيان هي بسبب تلك المنجزات وفضح إرهاب المحتلين.
