الوقت - رئيس وزراء الكيان الصهيوني، الذي يواجه أزمات داخلية لا حصر لها منذ توليه منصبه، اختار مرةً أخرى الهروب إلی الأمام وحرف أذهان الصهاينة عن الوضع الداخلي المؤسف لهذا الکيان، عبر توجيه تهديدات ضد إيران.
في تهديداته الجديدة ضد إيران بهدف التستر على أزمة حكومته، ودون الالتفات إلى اعتراف خبراء عسكريين ومحللين للکيان الصهيوني بضعف الجبهة الداخلية وضعف جيش هذا الکيان، زعم "بنيامين نتنياهو" قبل أيام أن "إسرائيل تفاجئ إيران دائمًا، وسنفاجئ كل أعدائنا".
وفي محاولة منه للحفاظ على حکومته الهشة والاعتراف باستمرار الخلافات مع المعارضة، قال: "تحالفنا سيبقى موحداً، ولست مسؤولاً عما يحدث في المعارضة".
يوآف غالانت، وزير الحرب في الکيان الصهيوني، إلى جانب قادة صهاينة آخرين، في تهديداته ضد إيران، وبهدف التستر على الأزمة الداخلية للکيان الصهيوني، اتهم مرةً أخرى إيران بمحاولة الحصول على أسلحة نووية، وقال إن "كل الخيارات يجب أن تكون مطروحةً على الطاولة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي".
وفي سياق التحريض ضد برنامج إيران النووي السلمي، تابع وزير الحرب في الکيان الصهيوني: "إذا زادت إيران تخصيب اليورانيوم إلى 90٪، فستكون لذلك عواقب على الشرق الأوسط".
تأتي ادعاءات قادة الكيان الصهيوني حول قدرة هذا الکيان على مواجهة إيران وتهديداتهم للمقاومة، بينما يعيش هذا الکيان الآن في أسوأ الظروف التاريخية داخليًا وخارجيًا، بحيث يواجه مظاهرات احتجاجية في الداخل والخارج، وهو معزول من قبل حلفائه ويتعرض لضغوط هجمات المقاتلين الفلسطينيين ومحور المقاومة.
لذلك، يبدو أن التهديدات الجديدة لنتنياهو يجب أن ينظر إليها علی أنها بسبب مشاكله وأزماته، وخاصةً بعد مناورات المقاومة اللبنانية قبل أيام، وأداء حركة الجهاد الإسلامي في معركة الأيام الخمسة، وحکومته الهشة، بهدف إرضاء المستوطنين متعددي الجنسيات.
نتنياهو سيكون مسؤولاً عن سقوط الکيان الصهيوني أسرع مما يتوقع
في هذا الصدد، قال الخبير الإيراني السيد رضا صدر الحسيني: مؤخرًا، رئيس وزراء الكيان الصهيوني الضعيف، الذي لا يملك القدرة على حل مشاكله الداخلية، وكل يوم تضغط عليه مظاهرات سكان الأراضي المحتلة، وحتى بعض الوزراء المتشددين في حكومته وصلوا إلى حد اليأس، أطلق ادعاءات لا تصدق ضد إيران.
وتابع: مرةً أخرى، يحاول الکيان الصهيوني برئاسة نتنياهو، نقل أزماته الداخلية إلى خارج الأراضي المحتلة، وتحقيق التماسك الداخلي.
وأضاف الخبير في شؤون غرب آسيا: هذه الحيلة من الکيان الصهيوني، والتي كانت على أجندة الحكومات المختلفة خلال السنوات الماضية، طرحها نتنياهو في شكل عرض دعائي وحيلة سياسية، وهدد الجمهورية الإسلامية بإجراءات غير متوقعة.
وصرح صدر الحسيني: في الحقيقة، تم الرد على هذه القضية في الأيام الماضية في الممارسة العملية لـ "حزب الله" في لبنان، والتي أظهرت بشكل كامل هشاشة هذا الکيان في المجال العسكري والأمني.
وقال: بالنظر إلى أوضاع الكيان الصهيوني وتعاظم قدرة إيران في المنطقة والنظام الدولي، ليس من الواضح ما هو الوهم الذي دفع نتنياهو إلى إطلاق مثل هذه التصريحات؟
وأشار الخبير في شؤون غرب آسيا: لقد أعلنت إيران مرارًا أن أياً من أفعال الكيان الصهيوني لن يمر دون رد. وربما يمكننا الإجابة على سؤال ما هي أجواء ذهن نتنياهو، بالقول إنه سيكون مسؤولاً عن السقوط المبكر للکيان الصهيوني.
ارتباك نتنياهو في مواجهة القوة الدفاعية لإيران
قال أصغر زارعي الخبير في شؤون المنطقة: شهد الکيان الصهيوني خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 5 أيام، إطلاق أكثر من 10 آلاف صاروخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الصهيونية.
وتابع: صواريخ غزة استطاعت أن تصيب بعض أجزاء تل أبيب، والکيان الصهيوني العاجز بسبب كثافة الهجمات وفشل القبة الحديدية في اعتراض وإسقاط الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة، اضطر أن يلجأ إلى مصر، وبوساطة مصر انتهت هذه الحرب.
وقال الخبير في القضايا الإقليمية: على الرغم من الهزيمة المذلة التي لحقت به في هذه الحرب، حاول الکيان الصهيوني تقديم نفسه على أنه الجانب المنتصر، وبتصوير هذه الإخفاقات بدأ يطلق التهديدات ضد حزب الله في لبنان وإيران.
وأضاف زارعي: أعلن نتنياهو، خلال زيارته لبعض المراكز العسكرية والقوات الجوية للکيان الصهيوني، "أننا مستعدون لضرب القوة العسكرية والنووية لإيران، وسنهاجم المراكز النووية الإيرانية وحزب الله في خطوة مفاجئة"، وهذا النوع من الأدبيات كان موجودًا دائمًا لدی نتنياهو والتيار المتطرف في هذا الکيان، لكن عمليًا نرى أنهم فشلوا في مواجهة المقاومة.
وقال: حزب الله اليوم جاهز بالكامل أمام الأراضي المحتلة، وسيرد علی أي إجراء. وأضاف الخبير في شؤون المنطقة: مواقف نتنياهو تظهر أنه مرتبك تماماً بشأن القوة الدفاعية لإيران.
وأوضح زارعي: أن تطرف حكومة نتنياهو وشخصيته ووزير حربه، أدى إلى مظاهرات حاشدة ضد حكومة نتنياهو الفاسدة والديكتاتورية. وقال: مثل هذه المواقف هو نوع من الإسقاط للخروج من الأزمة التي أحدثتها حكومة نتنياهو الفاسدة في الأراضي المحتلة.
وصرح الخبير في شؤون المنطقة: إن الکيان الإسرائيلي على دراية كاملة بقدرات إيران الهجومية والدفاعية، لذا فإن إيران سترد علی أي حماقة إسرائيلية ليس فقط في جغرافية إيران ولكن أيضًا في أماكن أخرى.
وفي الختام، أشار زارعي إلى أن: ضعف وعجز نظام الدفاع الإسرائيلي والقبة الحديدية أظهر أن الکيان الصهيوني ضعيف للغاية، وغير قادر حتى على التعامل مع الصواريخ منخفضة المدى.