الوقت- لاقت جريمة اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأسير الشيخ خضر عدنان الذي استشهد داخل زنزانته، فجر الثلاثاء 2 أيار 2023، إدانات واستنكارات عربية وإسلامية واسعة على المستويين الرسمي والشعبي، حمّلت العدو الصّهيوني المسؤولية الكاملة عن اغتياله. في هذا السياق، عقّب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، على جريمة اغتيال الشيخ عدنان الذي قضى بعد 85 يومًا من الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني، مؤكدًا أن صمت المجتمع الدولي على جريمة اغتيال هذا المجاهد يجعل كيان الفصل العنصري الصهيوني أكثر صلافة.
وفي بيان له أضاف كنعاني: "إن حادث استشهاد هذا المجاهد في زنزانته، جسّد أحقية الشعب الفلسطيني المقاوم والظلم الذي يمارس في حقه، أكثر من أي وقت مضى". ولفت إلى "أن طريقة اعتقال هذا المواطن الفلسطيني وتعامل الكيان الصهيوني اللا إنساني معه، شكّل نموذجًا بارزًا للنهج الوحشي والعنيف الذي يمارسه هذا الكيان في حق الشعب الفلسطيني والمجاهدين من أبنائه". وفيما ثمّن مقاومة الشعب الفلسطيني المظلوم ضد الاحتلال والجرائم في حق الانسانية من جانب الكيان الصهيوني، قدم كنعاني العزاء والمواساة إلى اسرة الشهيد والشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة ولا سيما حركة الجهاد الإسلامي الذي كان الشهيد عضوًا فيها.
الجامعة العربية
بدورها، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أدانت جريمة إعدام الأسير خضر عدنان، جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمّد التي تمارسها سلطة الاحتلال الصهيوني بصورة ممنهجة، ليصل عدد شهداء الحركة الأسيرة داخل السجون الصهيونية إلى 237 شهيدًا منذ بدء الاحتلال عام 1967، وحمّلت الجامعة سلطات الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن "هذه الجريمة الجديدة بحق الأسرى الفلسطينيين". كما، حذّرت الأمانة العامة من "صمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية عن هذه الجريمة الجديدة، والذي يشجع سلطات الاحتلال على مواصلة هذا النهج الإجرامي، بما يحتّم قيام المسؤولية الدولية التي توجبها القوانين وقرارات الشرعية الدولية، وخاصة اتفاقية جنيف في حماية الأسرى الفلسطينيين، بوضع حدّ لهذا المسلسل الإجرامي والقتل البطيء، عبر الإهمال الطبي المتعمّد والممنّهج الذي يواصله الاحتلال الصهيوني على مرأى ومسمع من دول وشعوب العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية".
الخارجية الفلسطينية
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية "بأشد العبارات، الجريمة البشعة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال، والتي أدت لاستشهاد الشيخ خضر عدنان، وحمّلت "الحكومة" الصهيونية وأذرعها ذات العلاقة، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة، وأعلنت أنها بصدد رفع ملف هذه الجريمة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وطالبت لجنة التحقيق الدولية بفتح تحقيق في ملابسات وتفاصيل هذه الجريمة الجديدة، باعتبارها جزءًا مما يتعرض له الأسرى من تنكيل واختطاف وقمع وسلب لحقوقهم وحريتهم.
الخارجية اليمنية
وفي السياق نفسه، أدانت الخارجية اليمنية استمرار قيام الكيان الصهيوني بممارسة سياسة الاعتقال خارج إطار القانون، والتي نجم عنها استشهاد الأسير خضر عدنان، وحملت في بيان، الكيان الصهيوني مسؤولية جريمة اعتقال الأسير خضر عدنان، برفض طلب الإفراج لأسباب صحية والإصرار على بقائه في زنزانته دون تقديم أي شكل من أشكال الخدمات الطبية. وكرّرت دعوتها لكل الحكومات المطبعة مع العدو الصهيوني إلى مراجعة مواقفها باعتبارها مواقف غير مشرفة ولا تنسجم مع الموقف العام لشعوبها ولا مع الموقف العام للأمتين العربية والإسلامية، كما، حذرت من أن سياسة الكيان الصهيوني ستؤدي إلى مزيد من العنف في المنطقة وتشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
لبنان
أكدت الاتحادات والمنظمات والهيئات الشبابيّة والطلابيّة في لبنان، أن استشهاد الشيخ الأسير خضر عدنان في معتقلات العدو الصهيوني يكشف بشاعة وإجرام العدو الذي يُمعن في سفك دماء أبناء فلسطين، منددة بهذه الجريمة النكراء.
وفي بيان أصدرته تنديداً بالجريمة الصهيونية باغتيال الشيخ عدنان تقدمت فيه من "الشعب الفلسطيني المقاوم ومن حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين بأحر التعازي والتهاني باستشهاد البطل المقاوم والشيخ الأسير خضر عدنان الذي نال ما أراد وتوَّج مسيرة حياته المُعبَّقة بالجهاد والكفاح والصمود بالشهادة". وأضاف البيان "إنّ هذا الحدث الجلل يكشف بشاعة وإجرام العدو الذي يُمعن في سفك دماء أبناء فلسطين، مؤكدا أن الاحتلال انتقم من الشهيد شيخ الأسرى الذي امتهن تحقيق الانتصار بعد الانتصار على السجان والاحتلال، وأظهر بعد كل انتصار في معارك الأمعاء الخاوية وهن وضعف الكيان الصهيوني المؤقت الذي صارت علامات الهرم والترهل واضحة عليه".
ولفت البيان إلى أنّ جريمة اغتيال الشهيد أظهرت مدى جبن الاحتلال حيث تتجسد فيها مظلومية الشعب الفلسطيني كله، وتظهر الخطر المحدق بالأسرى الفلسطينيين في معتقلات الصهاينة. هذا، وباركت الجمعيات في بيانها لفصائل المقاومة "ردّها على جريمة الاغتيال بإطلاق الصواريخ المباركة على قلب الكيان، وناشدتها المسارعة إلى محاسبة الاحتلال على جرائمه المتكررة، وجعل تحرير كل الأسرى بشتى الوسائل الممكنة على رأس الأولويات، ليعودوا أحراراً أبطالاً إلى ربوع أرض فلسطين"، ودعت الشبابَ العربي والمسلم والحر في العالم إلى إدانة جريمة الكيان الصهيوني المؤقت بحق الشيخ الشهيد خضر عدنان، وطالبت بتوحيد الساحات الشبابية والطلابية العربية والإسلامية في كل البلدان، دعماً لفصائل المقاومة، ونصرةً للأسرى في سجون الاحتلال، من اجل الوفاء ولو ببعض حق الشهيد. كما طالبت الاتحادات والمنظمات والهيئات الشبابية والطلابية؛ العربية والإسلامية في بيانها، المؤسسات الدولية والإنسانية بالعمل الجاد لكشف جرائم الاحتلال في السجون الصهيونية.
الأمانة العامة للأحزاب العربية
بدورها، نعت الأمانة العامة للأحزاب العربية في بيان، "للشعب الفلسطيني ولأمتنا وكل أحرار العالم، الشهيد القائد الأسير المقاوم الشيخ خضر عدنان الذي انتصر بروحه وحياته على السجان الصهيوني فغدا الصائم الشهيد في أنموذج نضالي فريد، يضاف إلى أساليب المقاومة التي تبهر العالم وتعبر عن إرادة شعبنا بمقاوميه الأبطال وأسراه الجاهزين". ورأى الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح أن "العدو الصهيوني الغاشم قد ارتكب عن سابق إصرار جريمة القتل والتصفية الجبانة التي نفذتها إدارة السجون بحق الشهيد الأسير، وهو بالتالي يتحمل كامل المسؤولية وكل تبعاتها داخل وخارج السجون. ونحن على ثقة كاملة بأن الفصائل الفلسطينية كافة ستكون على مستوى الحدث وعلى قدر المسؤولية إزاء عملية الاغتيال الجبانة هذه، وألا تمرّ هذه الجريمة النكراء دون رد وعقاب يكون بحجم الفعل الإجرامي الذي ترتكبه إدارة السجون بحق أسرانا الأبطال".
وختم قاسم صالح بـ"دعوة جميع الأحزاب والمؤتمرات والقوى الوطنية إلى أوسع تحرك لدعم قضية الأسرى والعمل على إطلاق سراحهم فورًا من الأسر الصهيوني".
المبادرة المغربية
وفي السياق، أدانت "المبادرة المغربية للدعم والنصرة" جريمة اغتيال الأسير المجاهد الشيخ خضر عدنان، واعتبرت في بيان أن استشهاده "جريمة ضد الإنسانية تُضاف إلى السجل الأسود لسلطات الاحتلال"، محملةً إياها كامل المسؤولية عن استشهاده وقالت: "إن استشهاد خضر عدنان، سببه تجاهل الاحتلال الصهيوني لكل التحذيرات والنداءات التي تمّ إطلاقها من أجل التدخل العاجل لإنقاذ حياته بعد تدهور وضعه الصحي، بسبب إضرابه المستمر، وتعنت الكيان الصهيوني في الاستجابة لمطالبه".
وأضاف البيان : "إننا في المبادرة المغربية للدعم والنصرة، إذ ننعى للأمة الإسلامية خبر استشهاد أحد أبنائها البررة، والذي أفنى حياته مقاومًا مجاهدًا ضد الاحتلال الصهيوني، ولم يلن، ولم يرضخ للكيان الصهيوني رغم القمع والتنكيل ومحاولاته المتكررة لاغتياله، فإننا نتقدم بتعازينا لزوجته المجاهدة وأبنائه ولكل أهلنا في فلسطين، ونترحم على الشيخ سائلين المولى عز وجل أن يتقبله مع الشهداء والنبيين والصدِّيقين في جنات النعيم".
وطالبت المبادرة المغربية المسؤولين المغربيين بـ"التراجع عن التطبيع ووقف كل الإجراءات والاتفاقات المعلنة والموقعة مع هذا العدو الصهيوني الذي يدنس المسجد الأقصى المبارك ويرتكب جرائم حرب ضد المدنيين ويقتل الأسرى حيث بلغ عدد الشهداء في الاحتلال 237 شهيدًا"، ودعت كل الأحرار والضمائر الحية والمنظمات الحقوقية الدولية للضغط من أجل حماية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني الذي ينتهك كل المواثيق الدولية وينكل بأهلنا في فلسطين. وأهابت بكل القوى المجتمعية للتعبير عن إدانتها لهذه الجريمة الجديدة للاحتلال الصهيوني والتحرك من أجل دعم صمود ونضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
"14 فبراير" البحرينية
هذا، وتقدم "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" في البحرين بـ"أحر التعازي إلى حركات محور المقاومة وقياداتها عمومًا، وإلى قيادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين المحتلّة خصوصًا، باستشهاد المقاوم الجهادي الشيخ خضر عدنان داخل سجون الكيان الصهيوني، بعد أكثر من 86 يومًا من الإضراب عن الطّعام". وقال في بيان: "إننا، وإذ نعرب عن كامل إدانتنا لسياسة القتل البطيء التي اعتمدها هذا الكيان المجرم بحق الشهيد، ندعو أبناءَ شعبنا الأبي في البحرين إلى استنكارها بشدّة والتعبير عن ذلك بمختلف الوسائل والأساليب، وإلى تأكيد الدعم والتضامن مع شعبنا الفلسطيني المقاوم ومع الحركة الأسيرة في عموم سجون الاحتلال الصهيوني، كما نحمّل المطبّعين المسؤوليّة عن كلّ شهيد فلسطينيّ يغتاله هذا الكيان الغاصب المجرم"