الوقت_ مؤخراً، بدأت عبارة "عرين الأسود" وهي مجموعة فرضت تطورات جديدة ومؤثرة للغاية في الضفة الغربية، تطرق كل أبواب الأردنيين عمليا وسط استمرار في ظهور الأدبيات والنصوص والبيانات لا بل الاجتماعات عشائرية الطابع التي تعلن التضامن مع تنظيم عرين الأسود الفلسطيني وفقاً لمواقع إخباريّة عربيّة، وهي مجموعات تضم المقاومين في البلدة القديمة في نابلس ولا تنتمي لأي فصيل محدد، والمساندة في عملية بدأت تزحف وتنمو داخل الحيز الاجتماعي والسياسي والجغرافي الاردني في حدث هام للغاية، وقد ردت تلك المعاني والدلالات في بيان صدر عن عشيرة "المجالي" المعروفة جنوب الاردن، أُعلن بشكل علنيّ إسناد مجموعات عرين الأسود الفلسطينية المسلحة ويمجد المقاومة والتضامن مع القضية الفلسطينية وشعبها، في ظل الأوضاع المتوترة للغاية في الضفة، نتيجة مواصلة سياسة الاعتداء الإسرائيليّة التي تنتهجها القوات الإسرائيليّة.
في الوقت الذي باتت في الضفة الغربية تشكل نقطة أمنية ساخنة جدًا ويتم التعامل معهما بحذر شديد للغاية تماماً كالعاصمة الفلسطينية القدس، تشير تقارير إعلاميّة لوجود قرائن وأدلة ليس فقط عن انشغال المجالسات والتكوينات الاردنيّة من شتى الأصول والمنابت بالتطويرات الحاصلة بالضفة الغربية وبإظهار جملة شعبية هذه المرة مع المقاومة المسلحة التي يظهرها جيل الشباب الفلسطينيّ، كذلك في إتجاه إكمال مشهد ظهر مناصرة لكتائب القسام الجناح العسكريّ لحركة حماس في معركة سيف القدس الشهيرة التي لقّنت العدو درساً مهماً في الحرب، حيث اندفعت واجهات عشائرية أردنية كبيرة وفي غالبية المحافظات وتحديدا في المناطق المحاذية لفلسطين المحتلة والحدود معها في وقفات تساند نضال الفلسطينيين والمقاومة وتندد بجرائم الكيان الصهيونيّ.
وبعد أن أثبت المقاومون الجدد “عرين الأسود” أنّهم قادرون على فرض معادلاتهم على العدو القاتل والسلطة الفلسطينية الخانعة، نظمت من أجل تلك المجموعة فعاليات صغيرة ومحدودة في هذه المرحلة في 3 مخيمات على الاقل للاجئين الفلسطينيين في المملكة الاردنية، وظهر ملصق ملون ضخم لمجموعة "عرين الاسود" الملثمين على هامش مهرجان تضامني في العاصمة عمان، ثم ظهر ملصق آخر ضخم وملون مع الدعوة لمسيرة جماهيريّة بعنوان التضامن مع أسود فلسطين المحتلة الجدد يوم الجمعة القادم.
يخطف تنظيم عرين الأسود كل الاضواء في عمق الشارع الاردني وبنيته الاجتماعية والعشائرية ومحافظاته تفاعلا مع الحالة الوطنية الفلسطينية اليوم وعلى حساب تلك الفصائل والمنظمات الفلسطينية السابقة .
ولأنّ الشعب الفلسطينيّ مجمع على إن المسؤولية الوطنية تستوجب حماية بلدهم ومقاوميه في الضفة الغربية، والحفاظ على مسار المواجهة ضد الاحتلال، يقرع جرس عرين الأسود أمام أبواب الاردنيين وحتى في اجتماعات لمناقشة الشأن الداخلي مثلما حصل مع بعض أبناء قبيلة بني صخر مؤخرا، حيث يوجه مشايخ ورموز في العشائر الاردنية قومية الانحياز التحية والتقدير اليوم علنا لشباب العرين الفلسطيني أو المقاومون الجدد كما يوصفون وهو ما حصل ايضا في مدينة المفرق، وعلى المستوى الثقافيّ والسياسيّ والإعلاميّ، يحول الأردنيون منصاتهم ومنابرهم الألكترونية إلى معرض دائم يتضمن التعبير ولو رمزيا عن الحالة الجديدة في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة.
وفي ظل إعلان أحزاب المعارضة والائتلافات مبكرا في بيانات رسميّة الوقوف باسم الشعب الاردني خلف شبان عرين الأسود، يحضر الاهتمام الإعلامي بهذه المجموعة على المستوى الرسميّ، مع انتشار سلسلة تقارير معمقة تحاول تتبع ما يجري على الأرض الفلسطينية والبحث عن تفسير للبروز الجماهيري والميداني القوي لشباب عرين الاسود، وإنشاء منصات ومجموعات زاد عددها عن 20 أمس الاول لإعادة نشر أدبيات ونصوص وبيانات مجموعة المقاومين الجدد.
أيضاً، لا يقتصر الحديث عن أبطال عرين الأسود الأراضي الفلسطينيّة المحتلة فقط، بل يشغل ويشغف الشارع الاردني بكل قواه وتعبيراته فيما الحكومة الرسميّة وسلطاتها لا تتبنى أيّ موقف علنيّ بعد، ومنشغلة وراء الكواليس بالتحذير فقط من بوادر انتفاضة ثالثة فلسطينية ستكون مسلحة وبالرصاص، بالتزامن مع قيام الصهاينة وآلتهم العسكريّة الجميع بأنّهم سيسحقون كل فلسطينيّ ومطالب بحقوقه، والتهم جاهزة كعادتها "إرهابيّ"، "قاتل"، "متشدد"، باعتبار أنّ المقاومين هناك يعتبرون "جمراً تحت الرماد" وأحد أساليب المقاومة والمواجهة في المنطقة المهددة من قوات المحتل الباغي، والدليل هو قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات قتل كثيرة خلال عملياتها التي نفذها في في أكثر من مدينة في الضفة، فمنذ أواخر آذار/مارس تشن قوات الأمن الإسرائيلية عمليات شبه يومية في مدن الضفة الغربية بمزاعم شن هجمات من قبل فلسطينيين وعرب في "إسرائيل" والضفة.
خلاصة القول، تتقدم مجموعة العرين في وجدان الأردنيين ويتابعون بشغف تصريحات قادته الشباب وصوره يتبادلها الاردنيون بكثافة والأضواء بكل أصنافها مسلطة شرق الاردن ونهره تماما على العرين الفلسطينيّ، فيما تنتج حاليّاً تقنيات ومحتويات موسيقية وفنية وثقافية تعكس هذا المزاج الشعبيّ وتبايع العرين ورجاله، مع فشل العدو في احتواء الوضع في شمال الضفة (جنين، ونابلس، وطولكرم)، وازدياد الأمر صعوبةً عليه بعد تصاعدها في أكثر من مدينة وتكرار عمليات إطلاق النار ضد جنوده ومستوطنيه خلال الفترة الماضية، فيما تتصاعد المخاوف أكثر فأكثر من الاجتمالية الكبيرة لانتقالها داخل أراضي الـ 48 المحتلة، فيما يدعو المقاومون بشكل مستمر إلى تصعيد المواجهة ضد الكيان ومستوطنيه في عموم مدن الضفة الغربية المحتلة، لتبقى الضفة الغربية ورجالها عنوان المرحلة القادمة التي ستغير كل المعادلات على الساحة الفلسطينيّة المستعمرة من العصابات الصهيونيّة.