الوقت- كان الإمام الخميني(ره) صاحب الثورة وفكر لم يبق منحصرا داخل الحدود الجغرافية للبلاد انما هندستها تنتشر الآن في جميع أنحاء العالم وهذا جزء مهم من ثورة وفكر الإمام الخميني(ره). لم تستطع جميع الشخصيات والنخب السياسية في العالم، بغض النظر عن المواقف المختلفة وحتى المعارضة للثورة الإسلامية الإيرانية، تجاهل الدور المهم والمؤثر للإمام الخميني(ره) في تغيير مجرى التاريخ والمعادلة العالمية.
وكان من أهم مخاوف وتوجسات الغرب من أفكار الإمام الخميني(ره) هو ظهور شخصية بارزة وشعبية يمكن أن تكون النقطة المشتركة ونقطة تلاقي جميع الدول الإسلامية والعربية. اعتبر الإمام الخميني(ره) القدس والمسجد الأقصى من أولويات الإسلام وأعطاهما الأهمية الاولى، وكانت هذه نقطة الانطلاق لقيادة أمة إسلامية واحدة.
قبل الثورة الإسلامية الإيرانية، كان ما يستخدم كنموذج لنضال الإسلام ضد الغرب نموذجا بلا فعل وكان فقط يعتمد الشعارات الكلامية مثل الإخوان، لكن الثورة الإسلامية الإيرانية كانت فعلًا بالمعنى الحقيقي. العمل بناء على الأوامر الإلهية للقضاء على الظلم.
خلقت نظرية الامام للمقاومة ذات الخصائص المختلفة، هيكلية وبنية جديدة في المنطقة. وغيرت الأدبيات السياسية والتوازن العسكري لصالح دول المنطقة. وقد تم إنشاء معسكر جديد ومفهوم جديد للقوة، وعلى الرغم من أن هذا المفهوم يشمل القوة العسكرية والدفاع، إلا أنه احتوى أيضًا على محتوى قيم يسمى النضال السياسي والعملي.
وفي ذكرى رحيل الإمام الخميني(ره) القائد ومؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية، نتفحص أفكار الإمام في هذا العصر ونتحدث أيضا عن أسباب معارضة الغرب للأفكار العظيمة لهذا القائد العظيم. وفي هذا الصدد، تمت اجراء مقابلة مع ناظم دباغ، ممثل إقليم كودستان العراق في طهران جاءت على النحو التالي:
ظهور الثورة الإسلامية الإيرانية ومعارضة الشعب الإيراني لنظام الشاه بقيادة الإمام الخميني(ره) أعطى حياة جديدة للشعوب المظلومة في العالم والمنطقة، حيث كان الناس يأملون أن يتمكنوا من مواجهة الظالمين وهم خاليو الوفاض لكنهم متحدين. ما رأيك في تأثير أفكار الإمام على دول العالم المظلومة؟
دباغ: لقد أعطت تجربة الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني(ره) القوة والأمل لجميع الشعوب الإسلامية وأعطتهم الأمل في هزيمة الظالمين بعون الله ونصرة الشعوب. وكانت هذه الثورة منارة أمل في قلوب المظلومين في العالم.
تعترف كل الشخصيات والمفكرين السياسيين في العالم، حتى أولئك الذين عارضوا الثورة الإسلامية الإيرانية، بأن الدور المهم والمؤثر للإمام الخميني(ره) قد غير مسار التاريخ والمعادلات العالمية. كيف تعتقد أن شخصاً يمكن أن يغير المعادلات العالمية في عصره دون دعم من أي قوة عظمى؟
دباغ: تزين الثورة الإسلامية الإيرانية باسم الإمام الخميني(ره)، وتجربة الثورة في ايران أثبتت أن ما من شعب سينجح في الوصول لمبتغاه دون قائد حكيم. كما أثبت أن القائد يحتاج إلى شعب مبارز لا يكل ولا يستكين ويعمل بجد. وقد سُجل في تاريخ العالم أن هزيمة المملكة الديكتاتورية المنافقة بقيادة الإمام الخميني(ره) ستجعل الانتفاضة الشعبية بلا حرب والفوز ممكناً، حيث يُطرد الديكتاتور من البلاد ولا أحد ولا بلد يؤويه. أصبحت هذه الثورة وهذه القيادة نموذجا يحتذى به للعالم كله. وكانت عودة الإمام من فرنسا إلى إيران نتيجة إرادة وشجاعة الإمام وشعب إيران وأثرت على جميع قادة العالم.
لم تكن الثورة الإسلامية في إيران مستوحاة من أي أيديولوجية أو قوة غربية أو شرقية باستثناء الإسلام. إلى أي مدى يمكن أن تؤثر هذه الميزة على الثورة وبقاء فكر الإمام الخميني(ره)؟
دباغ: ان الاستقلالية عن القوى الغربية والشرقية سمة بارزة للثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني(ره). عندما نسمع الشعار الإسلامي من شخص مثل الإمام الخميني(ره) فإنه بلا شك يظهر الصدق والرجاء بالله والتمسك بمقدسات الإسلام والإيمان بنجاحه. مدرسة الإمام ما زالت حية بعد وفاته، حتى أصبحت فتاواه ونصائحه مدرسة إسلامية.