الوقت- يصادف عام 2021 الذكرى الخمسين لبدء العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والصين. حيث تعتزم تركيا في عام 2021 رفع مستوى علاقاتها التجارية مع الصين إلى مستوى أعلى. لذلك، إضافة إلى الجهاز الدبلوماسي، استخدم القطاع الخاص التركي امكاناته لتعزيز العلاقات التجارية مع الصين، وفي يونيو من هذا العام، سيناقش مؤتمر مدته خمسة أيام سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية. وسيحضر هذا المؤتمر أكثر من 100 من رجل أعمال وتاجر إضافة إلى الوزراء المعنيين في البلدين.
وقال إحسان بشر رئيس جمعية تطوير الأعمال التركية الصينية، إن "رجال الأعمال الأتراك يستعدون لتجمع كبير. لقد قاموا بدعوة بعض السياسيين وأكثر من 100 رجل أعمال وتلقوا ردود فعل إيجابية، سنعقد اجتماعات تستمر 5 أيام، وسيحضر الاجتماعات رجال أعمال ونشطاء من مجالات الصناعة والتعدين والأغذية والزراعة والطاقة والتجارة الإلكترونية والمعلوماتية وخدمات المقاولات والسياحة والنقل".
إن أحد الأهداف الرئيسة لتركيا في العلاقات التجارية مع الصين هو توقيع العديد من الاتفاقيات الجديدة لتعزيز التعاون بين القطاعات الاقتصادية للبلدين. يعتقد رجال الأعمال الأتراك أن هذا البلد لديه فرصة للاستحواذ على جزء كبير من سوق الحليب المجفف والجبن والخضروات المجففة في الصين على المدى القصير، والنجاح في تسجيل أرقام قياسية جديدة في مجال السياحة.
حجم التبادل التجاري
قبل القرن الحادي والعشرين، كانت تركيا حذرة بشأن الصين ولم يكن لها علاقة حميمة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، لذلك لم يكن للمنتجين والمستوردين الأتراك علاقة كبيرة بالصين وللمرة الأولى في عام 2000، في بداية القرن الحادي والعشرين ، بلغ الحجم الإجمالي للتجارة بين تركيا والصين مليار دولار.
وخلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية، تحسنت العلاقات بين أنقرة وبكين، وفي غضون سنوات قليلة فقط، تجاوز حجم التبادل التجاري 10 مليارات دولار.
وغالباً ما يكون ميزان التبادل التجاري بين تركيا والصين في مصلحة الصين مع اختلاف كبير، وتركيا، مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، استوردت البضائع والمواد من الصين، لكن حجم الصادرات التركية إلى الصين لم يكن ملحوظاً.
تركيا تنتظر السياح الصينيين
تعد الصين من القوى العظمى في العالم في مجال السياحة وكانت دائما واحدة من أهم الوجهات السياحية إلى جانب دول مثل أمريكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا. فمن الآن وصاعدا تعتزم تركيا كدولة كانت ضمن أفضل 10 أندية سياحية في العالم لسنوات عديدة، اتخاذ تدابير خاصة لجذب السياح الصينيين.
حيث تمكنت تركيا من جني مليارات الدولارات من السياح الألمان والروس والعرب، وتستهدف الآن جذب 3 ملايين سائح صيني سنويا، وأعطت مكاتب السفر التركية وعوداً في جذب الصينيين في حقبة ما بعد فيروس كورونا.
بيع المواد الخام
إن أهم صادرات تركيا إلى الصين تشمل المعادن كالحديد والزنك والنحاس والكروم والكبريت والرخام وخام البورات الطبيعي والحجر الجيري وحمض البوريك. وتشمل السلع التي تستوردها تركيا من الصين: الآلات ووحدات معالجة البيانات الأوتوماتيكية ، والهواتف اللاسلكية ، والهواتف المحمولة ، وأجهزة الشبكات، والألعاب وسفن الشحن والركاب.
من الواضح في هذه المعادلة أن القيمة المضافة والأرباح الهائلة هي للصين، وتركيا حققت من خلال بيع المواد الخام وتصديرها الى الصين رقما لا يذكر وهو 3 مليارات دولار فقط. أما الآن، فإن مجموعة من المنتجين الأتراك عازمون على زيادة صادرات تركيا إلى الصين في مجال الصناعات الغذائية، وفي مقدمتها اللحوم والمنتجات الغذائية المصنعة ومنتجات الألبان ومجموعات معينة من المكسرات والخضروات المجففة.
آمال أردوغان في العلاقات مع الصين
تحولت سياسة تركيا الخارجية خلال السنوات الأخيرة إلى الشرق، وتأمل تركيا في إقامة علاقات واسعة مع روسيا والصين والعالم العربي ودول أخرى في العالم الإسلامي، إضافة إلى أمريكا وأوروبا.
ففي السنوات الأخيرة، انتقدت بعض الجماعات القومية والمحافظة في تركيا مرارا نهج الحكومة الصينية تجاه مسلمي الإيغور ودعت الحكومة إلى اتخاذ موقف ضد بكين. لكن حكومة أردوغان كانت حذرة ولم تتخذ مواقف رسمية أبدا، بل ويقال إنه خلف الكواليس بين المسؤولين الأمنيين في بكين وأنقرة، ادرج على جدول الاعمال اعادة الاويغور الهاربين من تركيا إلى الصين، ولكن بسبب الحساسيات الاجتماعية والشعبية، لم يتم الافصاح عن هذه القضية.
يعتقد بعض النقاد أن جهود تركيا للربط السككي مع الصين وإرسال قطارات التصدير إلى هذا البلد ليست فعالة من حيث التكلفة، نظرا لبعد المسافة. لكن يبدو أن الحكومة التركية تعتزم تحويل هذه القضية إلى دليل اثبات على القدرة مقابل الصينيين، وبهذا الإجراء الرمزي، تظهر مدى استعدادها لاستخدام الإمكانات التجارية للسوق الصينية.