الوقت- لم تتوان الأمم المتحدة الإعراب عن قلقلها
جرّاء ما تشهده الاجواء السورية من وجود لمقاتلات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده
أمريكا واخرى تابعة لروسيا.
القلق الأممي إزاء "الوضع المليء بالمخاطر"، في معرض تعليق المتحدث باسم الامم المتحدة "ستيفان دوجاريك" على خرق مقاتلة روسية الاجواء التركية، يتزامن مع خروقات إسرائيلية بالجملة لسماء الأراض الفلسطينية في الضفة والقطاع، فضلاً عن الخروقات الاخيرة التي تعرّض لها المسجد الأقصى في إطار مشروع التقسيم الزماني والمكاني، إضافة إلى العدوان السعودي القائم على الشعب اليمني منذ أكثر من 6أشهر.
قد يكون دوجاريك أصاب كبد الحقيقة عندما قال " نحن نرى الآن دولا مختلفة، تحالفات مختلفة تعمل في السماء فوق سوريا، هذا يخلق وضعا مليئا بالمخاطر وشديد الدقة"، ولكن لماذا لا يتم التعاطي بطريقة ممائلة إزاء الخروقات الإسرائيلية لسماء القطاع، مع العلم أن هذه الطائرات غالباً ما يكون ضحاياها من المدنيين، حتى الغير منتميين إلى الفصائل المقاومة في غزة، فهل الإختلاف اليوم حول الدماء التي تسيل، أو أنه يحق للكيان الإسرائيلي ما لا يحق لروسيا.
لا نختلف على أحقية تركيا في حماية سمائها من الخروقات الروسية أو أي دولة آخرى، كما للأمم المتحدة الحق في إنتقاد أي إنتهاك خارجي للاجواء التركية، ولكن لماذا تنتهك تركيا الأجواء السورية والعراقية في ظل الصمت الأممي؟ ماذا فعلت الأمم المتحدة لتركيا عندما تقدمت قوات برّية تابعة لها بإتجاه قبر سليمان شاه دون أي تنسيق مع الدولة السورية؟ الأغرب من هذا، أن الأمم المتحدة شاهدت بأم العين التواطئ التركي مع تنظيم داعش الإرهابي ولم تحرك ساكنا.
نقطة آخرى، تناولها المتحدث باسم الأمم المتحدة في حديثه، تمثلت في التأكيد على أن "اي تحرك يتخذ ضد تنظيم داعش الإرهابي وآخرين يجب ان يتفق والقوانين الدولية والقوانين الانسانية الدولية، فهل إتفق الكيان الإسرائيلي مع هذه المنظمة الأممية قبل شن هجماته الإجرامية على الشعب الفلسطيني، وهل يمكننا القول، أن كلام دوجاريك هذا يفسر الصمت الأممي إزاء الإنتهاكات الإسرائيلية. في المقلب الآخر، لماذا الحديث عن القوانين الدولية والإنسانية في هذا الوقت بالتحديد، فهل الضربات الأمريكية تراعي هذه الحقوق مع تنظيم داعش الإرهابي، فيما روسيا تنتهكها؟ وماذا تعني القوانين الإنسانية الدولية في التعاطي مع التنظيم الإرهابي؟.
كلام دوجاريك يشير إلى واحد من إثنين، إما أن واشنطن تراعي هذه الحقوق في التعاطي مع تنظيم داعش الإرهابي، وما حديث عن محاربة التنظيم سوى للتضليل الإعلامي، أو أن واشنطن لا تريد أن يُضرب التنظيم الإرهابي من روسيا، بإعتبارها لا تراعي الخطوط الحمراء الأمريكية. بعبارة آخرى، يقوم التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا بتسيير داعش الإرهابي في مخطط يخدم مصالح أعضاءه.
وفي جانب آخر من حديث دوجاريك، لفت إلى أن "هذا الامر يجب ان يقود المجتمع الدولي الى التركيز على ايجاد حل سياسي"للنزاع السوري". بما اننا كشعوب عربية وإسلامية نريد العنب لا الناطور، نرحب بهذه الدعوة التي نأمل أن تترجم عملياً على أرض الواقع. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق، لماذا لم تقم الأمم المتحدة بأي ردة فعل على الإنتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، فضلاً عن سنوات من المطالبة الأممية بحل سياسي للقضية الفلسطينية مقابل تعنّت إسرائيلي وتواطئ أمريكي وخمول أممي.
لا شك أن لتركيا الحق في حماية أجوائها، ولكن لا يسعنا القول إلا أنه "كما تكون يولّى عليكم"، ولذلك اذا كان بيتك من زجاج لا ترمي الناس بالحجارة. اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بات البيت التركي زجاجياً في ظل التغيرات الإقليمية بدءاً بالقتال بين الجيش التركي مع حزب العمال الكردستاني مروراً بوضع أنقرة الداخلي وليس إنتهاءاً بالتدخل الروسي.
في الخلاصة، نستغرب من هذا القلق الاممي حول
مكافحة روسيا الإرهاب الداعشي و لسنا في معرض الإنتقاد للحصول على أي نتيجة متوخاة
من الأمم المتحدة التی تعمل تحت عباءة "الأمريكية" ولكن من منطلق ذكّر
إن نفعت الذكرى أو لم تنفع.