الوقت- بعد بضعة أسابيع من الصمت الهش في محافظة مأرب، عادت الاشتباكات العنفية إلى الساحة مجدداً، حيث كشفت العديد من التقارير الاخبارية عن وقوع اشتباكات عنيفة بين قبائل "عبيدة وآل سمرة" وقوات تحالف العدوان السعودي وهذا الأمر اطلاق ناقوس الخطر في أروقة قصور "آل سعود"، وذلك لأن قواتهم ومرتزقتهم أصبحوا في وضع لا يحسدون عليه. ولفتت تلك التقارير إلى أنه في حين كانت ساحات المعارك في شمال غرب وغرب وجنوب محافظة مأرب هادئة نسبيًا، وقل عدد المواجهات بين أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية وقوات تحالف العدوان السعودي بشكل كبير خلال الاسابيع الماضية، حدثت تطورات جديدة في هذه المحافظة الغنية بالموارد النفطية، مما أثر سلباً على هذا الهدوء النسبي.
ووفقاً للمعلومات التي قدمها مصدر ميداني من محافظة مأرب، فإن عددًا من القبائل في محافظة مأرب اشتبكت خلال الأيام القليلة الماضية مع قوات تحالف العدوان السعودي وهذه الاشتباكات والتطورات الميدانية أدخلت هذه المحافظة مرحلة جديدة من الصراع. وأشار المصدر الميداني الذي يتابع عن كثب التطورات في محافظة مأرب، إلى تفاصيل وأسباب تلك الاشتباكات، حيث قال: "لقد عارضت قبيلتي عبيدة (الدمشقة) وآل سمرة قيام قوات منصور هادي (رئيس اليمن المستقيل والهارب) بالقبض على عدد من أبناءهم".
وأضاف، "لقد مر شهران منذ اعتقال اولئك المواطنين من قبيلتي عبيدة وآل سمرة"، ولقد وعد عبد الجبار العرادة، ممثل قيادة تحالف العدوان السعودي في تلك المنطقة، بالإفراج عن المعتقلين قريباً، لكن هذا لم يحدث، وهذا الأمر أشعل شرارة الاشتباكات بين تلك القبائل وقوات تحالف العدوان السعودي المتمركزة في تلك المناطق". واستناداً إلى هذا المصدر الميداني، فقد وقعت اشتباكات بين قوات قبيلتي عبيدة وآل سمرة في منطقة الرويك الواقعة شمال شرق محافظة مأرب والمحاذية لمحافظة الجوف، ولقد قتل وجرح عدد من الطرفين خلال تلك الاشتباكات على هذا المحور.
وأفاد المصدر الميداني أن قوات هذه القبائل أغلقت طريق "مأرب – العبر" الدولي، وقال: إن "الاشتباكات بين قوات تحالف العدوان السعودي والقبائل استمرت 48 ساعة، وأطلق الجانبان قذائف الهاون على بعضهما البعض وتم احراق 7 ناقلات تحمل البنزين و مشتقات النفط". وأفادت المعلومات التي تم الحصول عليها، أن قوات تحالف العدوان السعودي المتمركزة في منطقة الرويك، شنت هجمات عسكرية على عناصر من قبائل الدمشقة قاموا بأغلاق الطريق الدولي، ثم قامت قوات تحالف العدوان السعودي بشن هجمات عنيفة على المناطق السكنية التي تسيطر عليها قبيلة "آل سمرة".
وفي الوقت نفسه، حلقت مقاتلات الجو التابعة لتحالف العدوان السعودي فوق منطقة الرويك، مما تسبب في حدوث حالة من الذعر بين الناس، ولكن القبائل لم تظل مكتوفة الأيدي بل قامت بالرد على تلك الهجمات وقامت بمهاجمة مواقع قوات تحالف العدوان السعودي المتمركزة في تلك المناطق. وعلى الرغم من أن الاشتباكات قد هدأت إلى حد كبير مع تدّخل وساطة من بعض القبائل المجاورة، إلا أن قبيلتي "عبيدة وآل سمرة" أعلنتا أنهما ستستأنفان الهجمات بقوة أكبر إذا لم يتم الإفراج عن أبناءهما المحتجزين لدى قوات تحالف العدوان السعودي.
ووفقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجانبين، فإنه ينبغي على القبائل السماح لناقلات الوقود بالمرور من طريق "مأرب – العبر" وفي المقابل يفرج تحالف العدوان السعودي عن المعتقلين من أبناء تلك القبائل. وحتى الآن، كانت القبائل ملتزمة بهذا الاتفاق، لكن تحالف العدوان السعودي لا يزال مستمر في خرق بنود تلك المعاهدة.
ووفقاً لبعض المصادر الميدانية، فإن الاتفاق الذي يقبله تحالف العدوان السعودي حاليًا لن يكون مستدامًا لأن السعوديين وقوات "منصور هادي" ومجموعات المرتزقة الأخرى الموالية للرياض، ينوون تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد القبائل المحتجة في محافظة مأرب، بما في ذلك قبيلة "عبيدة". ويحاول تحالف العدوان السعودي في وقتنا الحالي قمع قبيلة "عبيدة" بالكامل، ووفقًا لبعض المصادر، فإن تحالف العدوان يُعد الخطط لبدأ هجمات عنيفة من منطقة "شرورة" والوصول بها إلى منطقة "الرويك" شمال شرق محافظة مأرب.
لقد أدى التقدم الواسع النطاق لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في المناطق الغربية والشمالية الغربية من محافظة مأرب خلال الأشهر الأخيرة واقترابهم من مركز مدينة مأرب بالتعاون مع بعض القبائل إلى إثارة غضب تحالف العدوان السعودي، حيث يواجهون فقدان أكبر قاعدة لهم في وسط اليمن.
الجدير بالذكر أنه قبل عدة شهود، شن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير قلب اليمن الاقتصادي ونجحت تلك القوات اليمنية البطلة من تحرير كافة المناطق الشرقية من العاصمة صنعاء والمناطق الواقعة جنوب غرب محافظة الجوف مع أجزاء من غرب محافظة مأرب والتي كانت قابعة تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته. ولم تكن هذه الانتصارات الميدانية، التي أصابت القادة السعوديين بالصدمة والذهول، نهاية الأمر ونهاية الحكاية، وإنما كانت مقدمة لقيام أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية بشن عملية عسكرية كبرى للوصول إلى المناطق الحيوية في محافظة مأرب الغنية بالموارد الغازية والنفطية، بما في ذلك مدينة مأرب وحقول النفط "صافر" ولقد تطلبت تلك العملية العسكرية الكبرى عدة مراحل للوصول لتحقيق الكثير من الانتصارات على ساحة المعركة.
فكانت العملية العسكرية الرئيسة، والتي يمكن أن تمهّد الطريق للوصول لعاصمة محافظة مأرب، هي تحرير مثلث طريق "صنعاء – مأرب - الجوف" المهم للغاية، حيث قام أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية بالتحرك من هذه المنطقة عقب تحريرها قبل عدة أشهر من أيدي قوات تحالف العدوان السعودي وفتح ثلاثة محاور مهمة وتحرير العديد من المناطق والجبال الإستراتيجية. وكان المحور الأول للعملية، جنوب غرب محافظة الجوف، حيث شنّ أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية هجمات عنيفة من مفرق الجوف وتمكنوا من التقدم وتطهير المناطق المحتلة على هذا المحور والتي كانت قابعة تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي، وتمكنوا أيضا من تحرير عدد من المديريات المهمة والإستراتيجية مثل "الغيل والخلق، و... ". وتُظهر التطورات الميدانية في ساحة المعركة اليمنية، أنه مع سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على المناطق الجنوبية الغربية والغربية من محافظة مأرب، سوف تُجبر قوات تحالف العدوان السعودي على الانسحاب من الأجزاء الشمالية الغربية من محافظة مأرب ولا سيما من مديريات "مجزر، ومدغل ورغوان" إلى حقل "صافر" النفطي المهم للغاية.
لقد مارس تحالف العدوان السعودي الكثير من الضغوط على قبائل محافظة مأرب ليس ليس فقط للتعاون مع قوات "منصور هادي"، ولكن أيضًا لإحضار مقاتليهم إلى ميدان المعركة وتقديم الكثير من المساعدة لهم، لأنهم يعرفون جيدًا أنهم إذا خسروا مدينة مأرب، فسوف يواجهون هزيمة كبيرة لا يمكن التعويض عنها. ووفقاً لبعض المعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد عارض عدد كبير من قادة القبائل في محافظة مأرب المستائين بشدة من سياسات تحالف العدوان السعودي، طلب إرسال أبناءهم لمحاربة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية وهم الآن ينتظرون فرصة لاتخاذ إجراءات ضد الرياض وقوات المرتزقة الموالية لها. ولفتت تلك المعلومات إلى أن قبيلتي "الجدعان وجهم" القاطنة في غرب وشمال غرب محافظة مأرب تتعاونان بشكل جيد مع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وأكدت تلك المعلومات أن بعض القبائل الأخرى لا تضفي صفة رسمية على موقفها ضد تحالف العدوان السعودي خوفاً من الهجمات؛ كما ترددت القبائل القاطنة جنوب محافظة مأرب، بما في ذلك قبيلة "مراد"، خلال التطورات الأخيرة، في الانضمام إلى جبهة المقاومة واللجان الشعبية "أنصار الله".