الوقت- اختتم "المؤتمر الاعلامي الدولي لمكافحة الارهاب" اعماله في العاصمة السورية دمشق. المؤتمر الذي انطلق نهار الجمعة في 24 تموز الجاري، ضم 130 شخصية اعلامية من مختلف دول العالم ومنها الجمهورية الاسلامية ولبنان وروسيا وكوبا واسبانيا والصين وتركيا وأفغانستان وباكستان ومصر والعراق والجزائر والمغرب والبحرين والاردن والسودان والسعودية وتونس وقبرص وبريطانيا والمانيا والكويت. ومن ابرز المشاركين وزير الثقافة والإرشاد الإيراني علي جنتي ونائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم ووزير الخارجية السوري وليد المعلم والأمين العام لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية علي كريميان.
وقد ناقش المشاركون على مدى يومين اهمية الاعلام في العمل الميداني العسكري . وكان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي قد قال خلال احدى الجلسات ان الاعلام السوري والمقاوم فوجئ في البداية بحجم المخطط وضخامة الامكانات التي وضعت لاستهداف سوريا مما ادى الى بعض الارباك والاخطاء التي تم تداركها سريعا. وشدد الحاضرون على مواضيع عدة منها: أهمية دقة المعلومة في الاعلام الحربي والتي تأتي على حساب السرعة، والاستفادة القصوى من ميزة الخصوصية التي يتفرد بها الاعلام الحربي المعرض للشك دائما لانه لا يعتبر اعلاما مستقلا ولا محايدا. وكان علي كريميان، الأمين العام لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، قد أكد خلال كلمته على مكافحة الإرهاب التكفيري كفكر يغزو الأمة ويستهدف عدة دول كسوريا ولبنان واليمن والجزائر، وشدد على دور سوريا المحوري في مكافحة الارهاب ووصف كريميان الرئيس السوري بأنه القائد التاريخي البطل الذي صمد بوجه الهجمة الإرهابية.
وقد اصدر المؤتمر في جلسته الختامية بيانا بعنوان "اعلان دمشق " ، حيث اكد البيان ان حرب الارهاب ضد سوريا ما زالت مستمرة وان ظاهرة الارهاب التكفيري في انتشار مستمر في عدد من الدول العربية والاسلامية والغربية.
وجاء في البيان الختامي انه مع استمرار الحرب الارهابية ضد سوريا واستمرار انتشار الارهاب التكفيري في عدد من الدول العربية والإسلامية والغربية، بات جليا ان هذا الارهاب يتخذ اشكالا عديدة تحمل جميعها الفكر والهدف نفسه وان تمويلها وتسليحها بات معروف المصدر. واضاف الاعلان ان الوضع الحالي يستدعي مواجهة شاملة ضد هذه التنظيمات الارهابية التكفيرية. ولفت الاعلان إلى ان قدرة التنظيمات التكفيرية قد تعاظمت في الاونة الاخيرة وهذا ما دفعها لتتجرأ وتعلن اهدافها صراحة، وتسعى الى تحقيقها عبر اساليب وحشية مناقضة لكل الشرائع السماوية والمدنية وحقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة.
وذكر الاعلان ايضا ان هناك وسائل إعلامية تدعم هذه التنظيمات، وهي تعمل وفق برنامج منظم ومبرمج كالقنوات التحريضية الدينية والسياسية وبعض الصفحات على شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي تروج لهذا الفكر الارهابي التكفيري. واكد المجتمعون في الاعلان على اهمية البدء بعمل إقليمي ودولي منظم على الصعيد السياسي والأمني والعسكري لمواجهة هذه التنظيمات الإرهابية وإدانة أي دولة تقدم أي مساعدة عسكرية أو أمنية أو مالية لهذه التنظيمات ومواجهتها ومعاقبتها، اضافة إلى توحيد الجهود الإعلامية وتنسيقها للتأكيد على أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى جوهر الصراع مع إسرائيل التي تمثل رمز الارهاب العالمي. ودعا البيان الى دعم الدول التي تواجه الارهاب وعلى راسها سوريا والعراق ومصر وليبيا وافغانستان والجزائر. كما واكد الاعلان على ضرورة التعاون مع الحكومات الشرعية في سوريا والعراق وليبيا من اجل دعم الحلول السياسية فيها.
وجدد اعلان دمشق الدعوة الى التصدي لظاهرة انتشار الفكر التكفيري، واقرار خطة عمل اعلامية لنشر ثقافة الوعي ومواجهة الفكر التضليلي وتطوير التنسيق الاعلامي بين المؤسسات الاعلامية الوطنية الرسمية والخاصة في الدول التي تتصدى للارهاب لفضح هذه التنظيمات الارهابية وكشف مصادر تمويلها وتسليحها. وفي نهاية البيان وجهت دعوة من اجل تشكيل لجنة لمتابعة مقررات المؤتمر تمهيدا لاطلاق تجمع اعلامي دولي لمناهضة الارهاب بكل أشكاله ومقره العاصمة السورية دمشق.
وختاما وجه المشاركون برقية إلى السيد الرئيس بشار الأسد راعي المؤتمر جاء فيها: “نرفع إلى مقامكم السامي أسمى آيات الاحترام والتقدير ولسوريا الدولة والشعب كل الوفاء والمحبة ولجيش سوريا الوطن جيش المقاومة وتشرين وخط الدفاع القومي عن العروبة والإسلام والحق والعدالة لهذا الجيش ولشهدائه وجرحاه مكانة سامية في العقول والقلوب والوجدان".