الوقت- اعتبرت صحيفة "التايمز" ان اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي يحمل خيوط المؤامرة، والجنائزية والعداء الشخصي، والمنافسة السياسية، لكنه يفتقد لعنصر رئيسي واحد، وهو تحقيق الشرطة، مؤكدة ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يريد استغلال هذه القضية لتحقيق بعض المنافع.
وأضافت التايمز في مقال تحليل لمراسلها ريتشارد سبنسر، ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يملك اليد العليا في الأزمة التي يواجهها على خلفية اختفاء خاشقجي، وتابعت الصحيفة إن "الرئيس أردوغان ومستشاريه بدوا غامضين، وبشكل مقصود، وأحيانا يؤكدون أن خاشقجي قتل على يد فرقة اغتيال سعودية، وفي بعض الأحيان يؤكدون أن القصة معقدة".
ويستدرك الكاتب بأنه "رغم ظهور خيوط التحقيق الجنائي من خلال التسريبات التي تنسب إلى مسؤولين أتراك، دون الكشف عن أسمائهم، إلا أن الشرطة لم تصدر بعد بيانا أو تأكيدا للتفاصيل التي ظهرت في الإعلام، ولم تتهم الحكومة التركية السعودية بعد باختطاف خاشقجي أو اغتياله، وهو ما قاله مستشار أردوغان، ياسين أقطاي، الذي اتصلت به خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز، التي انتظرت أمام القنصلية، واتصلت به أولا بعد فشل خطيبها في الخروج منها".
ويشير سبنسر إلى أن "تركيا لديها سجلها في اعتقال الصحافيين واحتجازهم، ولهذا فهي مترددة في توجيه أصابع الاتهام بشكل مؤكد"، ويرى الكاتب أن "الشك قائم، وفي رمال الشرق الأوسط المتحركة، فلربما كان أردوغان يفكر في طريقة تكتيكية، فلديه طموحاته الإقليمية، ومشكلة كردية، وقوات تقاتل في العراق وسوريا حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) أو فروعه، وعلاوة على هذا كله فهو يريد أن يكون نموذجا للقيادة السنية، وفي هذه المعركة فقد وقف إلى جانب الإخوان المسلمين وقطر في حربها للأنظمة الأتوقراطية والملكيات المطلقة في كل من الإمارات والسعودية، ومن خلال منع النيران من الاشتعال، وعدم الكشف عن المعلومات الحقيقية، فربما كانت تركيا تأمل بموقف مشترك مع السعودية إن جاءت بتوضيحات تتعلق باختفاء خاشقجي وما حدث له مقابل تنازلات من الجانب السعودي".
ويفيد سبنسر بأن تقريرا أشار إلى اعتقاد المخابرات البريطانية "أم آي6" أن العملاء السعوديين حاولوا تخدير خاشقجي قبل القبض عليه، لافتا إلى أن السلطات التركية لم تنف أو تؤكد سيل المعلومات التي تفصل دخول العملاء وأسماءهم.
ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه تمت مطابقة أسماء بعض العملاء بصورهم، وكان أحدهم مدير دائرة الطب الجنائي في وزارة الداخلية السعودية، فيما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن طبيبا شرعيا كان مع فرقة الاغتيال للمساعدة في تقطيع جثة خاشقجي، وكان أحد المشاركين ملحقاً في سفارة السعودية في لندن.