الوقت- أكد مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، أن اختطاف المفكر السعودي، جمال خاشقجي من قلب اسطنبول ليس اعتداء ضد شخصه فحسب بل هو اعتداء على تركيا.
وأضاف اقطاي في مقال نشر بصحيفة يني شفق التركية أن ما تعرض له خاشقجي في تركيا، "هجوم ليس ضد شخصه فحسب، وإنما هو عملية ضد تركيا على حد سواء. ومن الضروري أنْ تتعامل تركيا مع الموقف وفقا لذلك".
وأضاف أقطاي: إن جمال خاشقجي لا يحظى باهتمام كبير في الوسط التركي، الأمر الذي يجعل هذا الجانب غير مهم في مثل هذه القضية.
وعلى الرغم من ان المعارض السعودي الذي يعيش في أمريكا، فإنّ زياراته لتركيا كانت تتم في كنف الهدوء ودون ضجة، وكان يشارك في بعض الأحيان في مؤتمرات أو اجتماعات، وكشفت الحادثة التي تعرض لها جمال خاشقجي، النقاب عن حقيقة أنّ خطيبته الحالية هي مواطنة تركية، ما يفسر سبب تعدد وتكرر زياراته مؤخرا لتركيا.
وكشف أقطاي أن السلطات السعودية لم تقدم طلبا لتركيا من أجل إلقاء القبض على جمال خاشقجي على اعتباره متهما أو مطلوبا لديها، ولا توجد دعوى قضائية ضده في البلاد.
وأضاف أقطاي أن جمال خاشقجي دعم رؤية السعودية 2030، وعمليات السعودية في اليمن، كما أنه ساند الكثير من السياسات السعودية الخارجية، لكن النقطة الفاصلة كانت عندما أقدم خاشقجي على انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. في ذلك الوقت، أعلن النظام السعودي أن خاشقجي لا يمثل العائلة الحاكمة في السعودية.
ويعتقد أقطاي أن جمال خاشقجي كان يُدرك أنّ انتقاداته ستؤثر عليه إلى حد ما، ولكنه لم يتوقع أن يمتد ذلك إلى مجال السيادة التركية، ولذلك توجه إلى القنصلية السعودية في إسطنبول لأعراض مدنية وإنسانية بحتة.
وقد بادر أقطاي بالتحرك فورا بعد أن اتصلت خطيبة خاشقجي به، بشأن انقطاع التواصل معه. واتصل أقطاي فورا بجميع المسؤولين الذين يتوجب إخبارهم بالأمر، وتم أخذ كل التدابير والاحتياطات اللازمة في مواجهة احتمال اختطافه.
وكشف أقطاي أن كل المصادر، بما فيها شهادة خطيبته خديجة، وكاميرات المراقبة، أثبتت أن خاشقجي لم يخرج من القنصلية بصورة طبيعية بعد دخولها الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، ومن الممكن أن إخراج خاشقجي بشكل سري، كان من خلال سيارات مُعتمة لا يُرى داخلها. ويبقى هذا الأمر رهين تفسيرات القنصلية ويحتاج لتوضيح منهم.
وذكر أقطاي أن الاحتمال الآخر يتمثل في بقاء خاشقجي حتى الآن في القنصلية. وعلى الرغم من أن المسؤولين السعوديين يقولون خلاف ذلك تماما، إلا أن انقطاع الاتصال بهم منذ اللحظة الأولى لاختفاء خاشقجي ولمدة يومين، يعود إلى ترابط المعطيات بعضها ببعض، ويزيد من الشكوك أكثر.