الوقت- تحدثت صحيفة "لوفيف" البلجيكية في تقرير لها عن استغلال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لهوس الشباب بكرة القدم وتوظيف هذا الأمر في خدمة السياسة لتجنب الاضطرابات التي قد تحدث في البلاد في ظل الضغوط الخارجية المتزايدة.
وبحسب الصحيفة فقد عمدت الرياض إلى توظيف الترشح الذي أحرزه منتخب كرة القدم لخوض غمار كأس العالم في روسيا سياسياً، وتطرقت الصحيفة إلى التأثير الكبير لكرة القدم في السعودية، حيث تعتبر بمنزلة "الدين الثاني". وفي هذه الأثناء، يرغب ولي العهد السعودي في أن يؤدي دور المفتي الأعظم والقائد الأعلى للمنخرطين تحت لواء هذا الدين. وقد فهم الأمير الشاب أن الطريق نحو السلطة يمرّ بالضرورة عبر كسب تأييد مشجعي كرة القدم من الشباب، وذلك من أجل إرساء سلطته المطلقة وتنفيذ مشروعه الذي يعرف برؤية 2030.
وتابعت الصحيفة: " إنه من خلال إمعان النظر في 32 منتخباً ترشحوا لمونديال روسيا 2018، يمكن استنتاج الترابط الكبير بين السياسة وكرة القدم. من جهته، استغل النظام السعودي تأهل منتخب البلاد لكأس العالم، بعد غياب لمدة 12 سنة، من أجل الترويج للإصلاحات الجديدة داخل السعودية".
وتحدثت الصحيفة عن تفاصيل اللقاء الحاسم الذي جمع المنتخب السعودي مع المنتخب الياباني، وذكرت أن ابن سلمان اقتنى جميع تذاكر المباراة وأتاح للجماهير الدخول مجاناً لملعب "الملك عبد الله" الدولي. واكتملت فرحة الجماهير بفوز منتخبهم بنتيجة 1-0 وضمان تذكرة العبور، الأمر الذي جعلهم يحتفلون بطريقة هستيرية.
من ناحية أخرى، لاحظ الصحفي الأمريكي والباحث في معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، جيمس دورسي، أن "كرة القدم تعدّ المنافس الوحيد للدين الإسلامي في الشرق الأوسط". في السياق ذاته، أشار المعارض السعودي ومؤسس المعهد الخليجي، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، علي الأحمد، إلى أن "الشباب السعودي يرتاد ملاعب كرة القدم أكثر من المساجد".
وأشارت الصحيفة إلى أن ابن سلمان يسعى إلى اللحاق بركب القطريين، الذين سبقوا السعودية بأشواط. وقد تجلى ذلك بشكل خاص بعد فوز قطر بتنظيم كأس العالم سنة 2022، وذكرت الصحيفة أن السعودية استقبلت العديد من الأندية العالمية لكرة القدم، على غرار ريال مدريد ومانشستر يونايتد بغية الترويج للرؤية الجديدة التي وضعها ابن سلمان. كما أعلنت الإدارة النسائية للهيئة العامة للرياضة، التي تترأسها حالياً الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، أن النساء سيتمكن من حضور المباريات في ثلاثة ملاعب لكرة القدم.
واختتمت الصحيفة بالقول إن مشاركة السعودية في مونديال روسيا لهذه السنة، سيسلط الضوء على الرغبة الحقيقية للأمير الشاب في إجراء إصلاحات جذرية في البلاد، كما ستكشف مدى مصداقية السلطة الحالية. في هذا الشأن، كما أفاد الصحفي الأمريكي، جيمس دورسي أن "أزمة الكرة السعودية تؤكد على ضرورة القيام بإصلاحات من قبل النظام السعودي". عموماً، من الواضح أن عدم الاستقرار المزمن في البلاد لم ينته بعد.