الوقت- شهد عصر يوم الثلاثاء الفائت مراسم تشييع 270 من الشهداء المجهولين الذين ارتقوا إلى العلا ابان مرحلة الدفاع المقدس، وقد جرت المراسم في ساحة بهارستان مقابل مجلس الشورى الإسلامي وسط العاصمة طهران وسط ترديد شعارات التأكيد على مبادئ الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي قامت عليها، وقد توافدت الجماهير إلى الساحة بشكل منقطع النظير، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجثامين تعود إلى أهلها بعد 20 عاما لتستقبلها الأمهات الماجدات الإيرانيات المؤمنات واخوات الشهداء وأراملهم واخوتهم في أعظم ملتقٍ شعبي تنطلق منه صیحات أبي الاحرار وقائد الشهداء الثوار الامام الحسین (ع) في یوم عاشوراء: "هیهات منا الذلة" لتبایع ذلك الامام الهمام بالسیر علی نهجه بقیادة نجله البار الامام الخمیني طاب ثراه وخلفه الامام الخامنئي حفظه الله.
قائد الثورة الإسلامية أشاد في رسالة وجهها بالمناسبة بالتضحيات الجسام التي قدمها الشهداء ومن ضمنهم شهداء قوات الضفادع البشرية المظلومين (الغواصين)، في سبيل الاسلام وفي الدفاع عن الوطن. كما ثمن قائد الثورة الاسلامية المشاركة الحافلة لجماهير الشعب في مراسم تشييع رفات هؤلاء الشهداء الابرار، معتبرا هذه المشاركة الرائعة بانها من اهم احداث الثورة خلودا في التاريخ.
هذه المشاركة تحمل في طياتها جملة من الرسائل شديدة الأهمية نعرض أهمها كالتالي:
1- الرابطة القوية بين الجيل الأول للثورة والجيل الرابع بالرغم من وجود الحرب الناعمة التي يشنها العالم أجمع بهدف إضعاف إيران وحرفها عن مسارها القويم الذي رسمته لنفسها، وإيجاد فاصل بين طبقة الشباب الجديد والجيل القديم، لتأتي هذه المشاركة للحشود المليونية من أبناء الشعب الإيراني تأكيدا على مبادئ الثورة الإسلامية.
2- وحدة الشعب الإيراني حول مبادئ الثورة والمقاومة في وجه المعتدين، وهي رسالة إلى جميع من يطلق تهديداته بوجه الشعب الإيراني من أن هذا الشعب حاضر في الساحات وهو مستعد لتقديم الغالي والنفيس في سبيل حفظ وصون بلاده والإسلام.
3- هي رسالة من الشعب الإيراني إلى مجموعة الدول 5+1 من أن الشعب الإيراني صامد ومقاوم في وجهها لتحقيق مطالبه المحقة كاملة والمتمثلة بالإستفادة من الطاقة الذرية لتطوير أبحاثه العلمية الطبية وتوليد الطاقة وغيرهما.
4- الوفاء لدماء الشهداء الأبرار والتأكيد على المضي على ذات النهج مهما كلف الأمر من تضحيات دفاعا عن الإسلام والوطن الإسلامي العزيز، وبأن شعار "الموت لأمريكا" و"الموت لأسرائيل" لا زالت تردده حناجر المسلمين، وأن لا مساومة ولا استسلام معهم و"هيهات من الذلة" سيزلزل الأرض تحت عروش المتسلطين.
5- التأكيد على أصل روح الإسلام المتمثل بولاية الفقيه، وأن "لبيك يا خامنئي" لا زال يملأ الأرجاء، وأن "عزة الإسلام من عزة الولاية" هو مبدأ الشعب الإيراني المسلم والذي لن يتخلى عنه مهما كلف الامر.
6- إفتخار الشعب الإيراني واعتزازه بشهدائه وتضحياته التي قدمها ولا زال يقدمها، وأن مبدأ إيران بمساعدة الشعوب المستضعفة هو مبدأ أساسي لن يتخلى عنه الشعب الإيراني، وأن الضغوط الإقتصادية التي تفرضها دول الغرب على الشعب الإيراني لن تضعفه بل ستزيده عزما وقوة في المضي نحو الأمام.
إذن هي رسائل قدمها الشعب الإيراني للعالم أجمع، رسائل لم يكتف الشعب الإيراني بالتأكيد عليها كلاميا فقط، بل إنه شعب أكد وعلى مر السنوات التي مضت ترجمته لمواقفه، وإخلاصه للقيادة، وأنه شعب لا يرضخ ولا يستكين.