الوقت- نشر موقع "بزنس انسايدر" الأمريكي مقالا تحت عنوان "المملكة العربية السعودية لديها افضل المعدات العسكرية التي يمكن شراؤها بالمال لكنها لا تزال لا تشكل تهديدا لايران". وفيما يلي ملخص عن المقال المذكور.
"على مدى السنوات القليلة الماضية، أخذت المملكة العربية السعودية زمام المبادرة في التدخل في الحرب الأهلية اليمنية، كما كانت الورقة الرابحة في الأزمة الدبلوماسية بين قطر وجيرانها، كذلك أقحمت نفسها في السياسة اللبنانية. ويبدو أن كل هذه السياسات لها هدف مشترك، وهو الحد ومنع توسيع نفوذ إيران. لكن الخبراء يقولون ان طموحات السعودية محدودة من قبل الجيش، على الرغم من ان المملكة العربية السعودية تحتل المراكز الاولى في الانفاق العسكري."
وقال مايكل نايتس، عضو مركز ليفر في واشنطن، وهو متخصص عسكري وامني في العراق وسوريا، وايران ودول الخليجیة، " في الحقيقة ان ايران افضل حالا فيما يخص الشؤون العسكرية والقضايا ذات الصلة من السعودية. ولا يوجد احد من رئاسة الأركان (القوات المسلحة) من يتخوف من السعودية في الميدان العسكري ". إن محنة المملكة العربية السعودية في اليمن تُظهر نقاط ضعف الأخيرة أمام اعدائها مثل إيران.
وتواجه المملكة السعودية في الوقت الراهن مشكلتين رئيسيتين. ان هذا البلد واسع جدا جغرافيا، وهذا يسبب بضعف السعودية في القضايا الميدانية والنوعية، كما ان مفاعل المملكة العربية السعودية قد صُممت للحروب التقليدية وليس للحروب النيابية في القرن ال 21.
وفيما يخص موضوع عدم الكفاءة العسكرية للمملكة العربية السعودية، من الصعب جدا إلقاء اللوم على دعم السلطة لهم. إذ كانت المملكة العربية السعودية في العام الماضي رابع أكبر دولة من حيث الإنفاق على المنتجات الدفاعية في العالم، وكانت بعد روسيا في سلم الترتيب. وكانت المملكة العربية السعودية أول مستورد للأسلحة في العالم في عام 2014، وفقا لشركة آي اج اس جين (IHS Jane) البريطانية، المتخصصة في المجال العسكري والطيران ومعدات النقل.
وتظهر معلومات من معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام (سيبيريا) أن المملكة العربية السعودية كانت ثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم في عامي 2015 و 2016. وقد ارتفعت واردات السعودية من الاسلحة بنسبة اكثر من 200 في المائة منذ عام 2012.
وان الأسلحة المستوردة تتمتع بمواصفات وجودات عالية. وقد تم شراء معظم المعدات العسكرية السعودية من الشركات الأمريكية. وتم بيع 13٪ من صادرات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية في عام 2016، وكانت الشركات البريطانية والإسبانية أيضا ثاني وثالث أكبر بائعي الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية. ان المملكة العربية السعودية هي واحدة من أفضل الدول في العالم من حيث المعدات العسكرية، ولكن الجيش السعودي لا يُرهب اعدائه ولا يقذف الرعب في قلوبهم. ويمكن رؤية نقاط الضعف في الجيش السعودي على طول الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية مع اليمن.
وبعد مرور ثلاث سنوات تقريبا من التدخل العسكري السعودي، بدعم من دول الخليج الأخرى، في دعم الرئيس اليمني المخلوع عبد ربه منصور هادي، لا يزال الحوثيين يزاولون نشاطهم وهم يسيطرون حاليا على أكبر مدينة في اليمن وعاصمتها،صنعاء.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهر الحوثيون أنهم قادرون على شن هجمات واسعة النطاق ضد السعوديين، هجمات من قبيل هجوم لا بري على السعودية، والهجمات الناجحة على سفن الإمارات والسعودية، وإطلاق الصواريخ الباليستية في قلب المملكة (الرياض).
وكان للسعوديون في اليمن مهمة صعبة. فقد اضطروا لمواجهة الحوثيين، المُقاتلين المدربين تدريبا جيدا والمدعومين ماليا وعسكريا بشكل جيد، في مركز منطقة الحوثيين. ومع ذلك، لم تستخدم السعودية قوات برية كبيرة في اليمن، وهو ما يلزم للفوز في ساحة المعركة.
ويقدر نايتس أن هناك حاجة إلى 10 إلى 20 ألف جندي مشاة لتحقيق النتائج المرجوة، ولكن الجيش السعودي لم يستخدم قوات المشاة البرية حيث من المرجح أن يكون سبب ذلك هو علم القيادة السعودية انها تعاني من نقاط ضعف كبيرة في هذا الشأن". وتشمل نقاط الضعف هذه، نقص المعدات اللوجستية والخبرة المطلوبة لتنفيذ مثل هذه العمليات في اليمن. ويقول نايتس " ليس لديهم اي خبرة في عملية عسكرية واستطلاعية ".
وبالإضافة إلى ذلك، فإن القوات البرية السعودية، بشكل عام، غير مدربة بالشكل الذي تستطيع القيام بعمليات عسكرية ناجحة في عمليات واسعة النطاق. لهذا السبب، قد تكون القوات البرية المسلحة السعودية في اليمن شرا للمملكة العربية السعودية بدلا ان تكون عونا لهم.
وقال بلال سعب، كبير مساعدي ومدير برنامج الدفاع والأمن في مؤسسة الشرق الأوسط، لـ "بزنس انسايدر" إن المملكة العربية السعودية أدركت الأضرار المحتملة على قوات المشاة الخاصة بها.
واكد في رسالة عبر البريد الالكتروني ان السعودية لن تستعمل قواتها البرية على نطاق واسع "لان ضحاياها سيكونون كثيرون ومن المحتمل ان يتسببوا في الكثير من الاضرار لبجلنبية في اليمن".
ويرى كينغز، انه يجب على المملكة العربية السعودية أن تخفض حجمها العسكري وأن تركز على نوعية استيعاب وتدريب قواتها وإنشاء وحدات قادرة على القتال مع حلفائها الأصليين وتدريبهم.