الوقت- على واقع المستجدات القائمةفي المشهد العراقي، لاسيّما مع انتهاء المهلة التي حدّدتها الحكومة العراقية للبيشمركة بغية تسوية ازمة كركوك ووضعها تحت سيطرة الحكومة المركزيّة كان لموقع الوقت حوار خاص مع القيادي التركماني في منظمة بدر والوزير السابق السيد مهدي البياتي، إليكم نصّ المقابلة:
الوقت: القيادي التركماني في منظمة بدر والوزير السابق السيد مهدي البياتي، أهلا بك معنا، بداية صف لنا الاجواء في كركوك الان؟
البیاتی: لا تزال الازمة قائمة من الامس حتى الان دون حل ولم نصل الى أي نتيجة، وهناك جهود اقليمية من قبل ممثل الجمهورية الاسلامية اللواء قاسم سليماني، ومحاولات حلحلة الازمة عبر طاولة الحوار من اجل اعادة المياه الى مجاريها وتسليم المنافذ الحدودية والمعسكرات الثابتة للجيش العراقي والمطارات ومعسكر "كيوان" وهذا وهو اساس الازمة، ونعتقد حتى عصر اليوم قد تبرز افاقا للحل بهذا الاطار.
اما موضوع الاستفتاء فهو ما يزال قائما من دون حل، وينتظر الجميع من رئيس اقليم كردستان المهنتية ولايته السيد مسعود البارزاني أن يعلن بان نتائج هذا الاستفتاء باطلة لتدخل الحوارات في زاوية اخرى.
الوقت: من الذي يعرقل تسوية أزمة تسليم كركوك، خاصة وأن القانون ينص على ان تخضع هذه المحافظة لسيطرة الحكومة المركزية؟
البياتي: المعرقل الاول والاساس والسبب وراء اجراء هذا الاستفتاء الباطل، وكل هذه المشكلات في ما بين الاقليم وبغداد، هو بتآمر بعض الدول والسيد مسعود البارزاني ينفذ أوامرها ووصاياها، ومن هذه الدول اسرائيل وامريكا.
الوقت: كيف تنظر الاقليات في كركوك من التركمان والعرب الى العصيان الكردي؟
البياتي: عندما تدخل القوات العراقية من الجيش والحشد ووزارة الداخلية بالقوة من دون تفاهم مع كردستان وتحديدا الاحزاب الكردية، انا اعتقد سوف لا يبقى معنا ادارة مشتركة تتعلق بالمناطق المتنازع عليها، فالمناطق المتنازع عليها انتهت مع انتهاء المهلة الدستورية وفق المادة "140" في 31/12/2007.
الوقت: اذن هل تؤيدون اتخاذ القوات العراقية منطق القوة كخيار لحل الخلافات القائمة؟
البياتي: نعم، وذلك لعدم وجود أمل بحل هذه الازمة مع الاقليم، وخيارنا الوحيد هو الحفاظ على هيبة الدولة والحكومة والسلطات الدستورية، وإلا فسيكون التمدد الكردي والبيشمركة أمرا واقعا.
فهناك استهداف حقيقي للمكونات الاخرى، وهناك تمرد وعدم اعتراف بقرار المحكمة الاتحادية والبرلمان الاتحادي والحكومة الاتحادية، كل هذا يسبب لنا كمكونات اخرى من التركمان والعرب السنة مشاكل وازمة حقيقة، بالتالي نخشى أن تتحول هذه المعركة في هذه المناطق المختلطة الى حرب المكونات تحت عنوان الدفاع عن النفس.
الوقت: ماذا بشأن تطورات المواجهات ما بين الحشد التركماني والبيشمركة؟
البياتي: هناك استفزازات عدة ، خاصة في مدينة طوز خرماتو من قبل عناصر وعصابات تنتمي الى هذه الاحزاب "الكردية"، فعندما تقوم باستفزاز عوائل الحشد واللجان الشعبية في المقابل لا يقف هؤلاء مكتوفي الايدي، وهناك اعتداءات على دور التركمان في هذه المدينة، وصباح اليوم أيضا تم الاعتداء على 10 منازل سكنية وتم التجاوز على عوائلها واخراجهم عنوة، بالتأكيد هذا سيؤدي الى مشاكل، واليوم ايضا قد تحدث مشكلات اخرى جديدة بسبب الاستفزازات، واعتقد ان هناك مؤامرة لجر المعركة من كركوك الى طوزخرماتو، لكي تكون كركوك في مأمن عن أي صراع بين المركز والاقليم.
الوقت: كيف تقيّم اجراء الجمهورية الاسلامية بغلق الحدود مع كوردستان اليوم، والسبب وراء ذلك؟
البياتي: خطوة الجمهورية الاسلامية تعد مكملا لخطوات الحكومة العراقية، وننتظر خطوة مماثلة من قبل الجارة تركيا خاصة وان لها موقع جغرافي مهم ولها اكثر من منفذ في شريطها الحدودي مع كوردستان، لذا نتمنى ان تقوم بخطوات مشابهة، لأننا نعتقد ان مصالح انقرة ستتضرر اذا ما استمرت المعابر على حالها مفتوحة كما هي حتى اليوم، رغم تحدي مسعود البرزاني لدول الجوار وللوحدة الوطنية العراقية.
الوقت: ما هو السبب وراء الليونة التركية؟
البياتي: عندما نلتقي بالقيادة التركية يؤكدون على ان موقفهم كموقف طهران، ولكن في واقع الحال كل المطارات والحدود مفتوحة حسب علمي، أعتقد ان هناك اتفاقيات اقتصادية ما بين الاتراك وعائلة البارزاني بمدة تصل الى خمسين عاما، لصفقات نفطية غير رسمية وعقود اخرى، اعتقد هي السبب الرئيس في عدم حدة الخطوات التركية.
الوقت: هل هناك ضغوطات أمريكية على السيد العبادي تحول دون دخول القوات العراقية الى كركوك؟
البياتي: واضح جدا من ان مواقف امريكا غير منضبطة ومتغايرة، فتارة يقول الامريكان ان هذه الازمة عراقية داخلية ولن نتدخل بها، وتارة يقولون اننا مع الوحدة العراقية ولسنا مع الانفصال، وفي واقع الامر هناك دعم أمريكي واضح لمسعود البارزاني وحزبه والانفصاليين.