الوقت- يشكل إنتهاء صلاحية الأطعمة معضلة كبيرة لعلماء الكيمياء والأحياء وبطبيعة الحال لشركات إنتاج الأغذية والأطعمة، لما في ذلك من إهدار للمال والوقت، واللافت أن كثيرون لا يعرفون أنه هناك أطعمة عديدة يمكن أن تصل صلاحية إستعملها لآلاف السنين وهذا يعطيها خاصية مميزة يمكن أن تحل الكثير من المشاكل، وفيما يلي نعرض لكم لائحة ببعض هذه الأطعمة:
العسل
يعتبر العسل لغزاً في حد ذاته، إذ يمكن للعسل أن يبقى صالحاً لآلاف السنين، وفعلاً تم إكتشاف عسل عمره 3000 سنة أثناء حفر إحدى المقابر في مصر عام 2015.
ويتميز العسل بإحتوائه على كميات قليلة من الماء في مقابل كميات أكبر من السكر، وهذا يمنع البكتيريا من النمو فيه، كذلك يحتوي على مادة البيروكسيد الهيدروجين التي تقتل البكتيريا وهذا يفسر إستعمال النحل له كغذاء ووقاية لأطفالها في الوقت عينه. كما يتميز العسل بإحتوتئه على السكر الاسترطابي الذي يساعد في التخلص من الرطوبة في الهواء الشي يحيط به. لذا فإن العسل من الأطعمة التي وإن حلت نهاية العالم لن تفسد.
لذا وبسبب خطر الإنقراض الذي يعاني منه النحل بحسب ما أعلنته جامعة أوريجون وما نشرته مجلة ساينس يمكن اللجوء إلى تخزين العسل والإستفادة من قدرته الطويلة على الصمود.
البقول المجففة
من الصعب على البكتيريا النمو على الحبوب المجففة وكذلك الإنزيمات التي تفسد المنتجات والحبوب بعد حصادها، وذلك لأن تجفيف الحبوب يقلل من الماء فيها، كما يؤدي إلى تركز السكر بشكل كبير. لذا بتجفيف الحبوب والبقوليات ووضعها في معلبات محكمة الإغلاق يمكن حفظها لسنوات عديدة دون أن تتلف وحتى لو تسرب لها الماء يمكنها الصمود لشهور عدة.
صلصة الصويا
يقترن إستعمال الصويا بتخميرها قبل ذلك، وفي حال خمّرت وخلطت بالملح يمكنها الصمود لفترة طويلة من الزمن دون أن تخرب أو تتعفن. أما مدة صمودها فيرتبط بشكل مباشر بنوع صلصة الصويا وكذلك العبوة والحرارة المحفوظة فيهما، وغالباً ما تنتهي صلاحيتها بسبب العفن الذي يضرب غطاءها من الخارج.
الخل
قد يتغير لون الخل أو تنتج بعض الرواسب فيه ولكن هذا لن يؤثر على صلاحية المنتج ويقتصر الأمر على مظهره وربما نكهته، فطبيعة الخل ترتكز على كونه عصير مخمّر وبالتالي استخدم فيه بكتيريا تسمى أسيتوباكتر ليصل للحالة الحمضية التي هو عليها، والتي تمنع أي بكتيريا أخرى من النمو وهذا ما يمنحه مدة صلاحية طويلة. لذا يمكن للخل الأبيض أن يبقى للأبد دون أي إضافة أو تغيير.
الأرز الأبيض
الأرز من الأطعمة التي يمكنها الصمود لفترة طويلة تصل إلى عقود من الزمن دون أن يتعفن أو يتسوّس ولكن هذا مشروط إلى حد كبير بطريقة ودرجة حرارة تخزينه، إلاّ أن الأرز البني لا يمكنه البقاء لفترات طويلة مثل الأرز الأبيض بسبب إحتوائه على دهون مشبعة تؤدي لتعفنه بشكل أسرع. ودرجة الحرارة المثالية لحفظ الأرز هي 3 درجات مئوية.
الشوكولاته السوداء
الشوكولاته التي يستعمل في تحضيرها الحليب تكون عادة أقل عمراً من الشوكلاته الداكنة التي يمكنها البقاء لفترات طويلة دون أن تتعفن إذا ما حفظت في درجات حرارة ثابته، إذ أنه وفي حال تبدّل درجة الحرارة يمكن للدهون التي تحتويها الشوكولاته أن ترتفع إلى السطح وبذلك تشكل طبقة كالعفن. لذا يتوقع العلماء بقاء الشوكلاته الداكنة لمدة تقارب العامين في حال حفظها بطريقة سليمة.
الملح والسكر
رغم الضرر الكبير الذي يلحقه كل من الملح والسكر بالنظام الغذائي لجسم الإنسان، إلا أنهما من الأطعمة التي يمكنها البقاء طويلاً دون أن تفسد. فمعظم الأطعمة التي تصمد طويلاً تمتاز بإحتوائها على كميات كبيرة من الملح أو السكر اللذان يجففان الماء من هذه المادة ما يمنع البكتيريا من النمو عليها. لذا في حال حفظ الملح والسكر في عبوات مناسبة يتوقع بقاؤهما صالحين إلى الأبد، إلاّ أن بعض المواد التي تضاف عند إعداد الملح كاليود مثلاً قد تقلل من فترة صموده سليماً.
وأخيراً نشير إلى أن مسألة صلاحية الأطعمة ترتبط بشكل مباشر بتركيبتها والمواد المستعملة في إعدادها أو تصنيعها، والتي بدورها ترتبط بإمكانية نمو البكتيريا عليها، كما نشير إلى أن كثير من الأطعمة يكتب عليها (يفضل إستخدامها قبل التاريخ الفلاني) وهذا لا قد لا يعني إنتهاء صلاحية هذا الطعام بقدر ما يعنيه أن كيفية أو لون أو طعم هذا الطعام قد يتغير بعد هذا التاريخ.