الوقت- قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يثير تساؤلات حول ماهيته و مصداقيته وأبرز أهدافه، وهذا ما تناولته بعض الصحف الأمريكية والمحللين السياسيين بالكثير من البحث والتمحيص والتساؤل، فهل قرارترامب بداية للنهاية؟
فبعد تقرير صحيفة "واشنطن بوست" حول قرار ترامب إنهاء البرنامج السري لوكالة الإستخبارات الأمريكية الذي بدء العمل به في عهد الرئيس السابق باراك أوباما والذي كان يهدف إلى تدريب ما يسمى بالمعارضة "المعتدلة" في سوريا، كشف أحد جنرالات الجيش الأمريكي ليلة البارحة عن نية واشنطن وضع نهاية للعمل ببرنامج وكالة الاستخبارات المركزية لتدريب بعض المعارضة السورية. وأكد هذا الجنرال عدم وجود أي علاقة لتحسن العلاقات مع روسيا بالتغيير الحالي في النهج الأمريكي. وأضاف "ريموند توماس" الجنرال و رئيس قيادة أحد مراكز العمليات أن هذا القرار أتى "بعد تقييم هذا البرنامج".
وفي هذا السياق، نقلت مصادر حكومية غير رسمية في أمريكا الأسبوع الماضي لوكالات متعددة أخباراً تشير على نية الحكومة إنهاء برنامج التدريب المذكور تبعاً لرغبة حكومة ترامب على إقامة علاقات أفضل مع روسيا.
ويذكر أن قرار ترامب أتى بعد عدة أسابيع على لقائه لـ"مايك بومبيو" مدير الوكالة و"هربرت ماكمستر" مستشار الأمن القومي.
وفي هذا المجال، كتبت صحيفة "يو اس ايه تودي، أمريكا اليوم" في تقرير لها: "قرار دونالد ترامب الرئيس الأمريكي بقطع المساعدات لمعارضي الدولة السورية يعني انتصار بشار الأسد الرئيس السوري في الحرب الداخلية التي استمرت ستة أعوام و انتصار حلفاء الأسد روسيا وإيران، وهزيمة وانكسار المساعي الأمريكية لرحيل الأسد".
وتطرقت صحيفة أمريكا اليوم لبيان "ليندسي غراهام" السيناتور الديمقراطي الأمريكي على تويتر والذي كتب فيه أن قرار ترامب إنهاء تنفيذ برنامج الوكالة الخاص بدعم المعارضة السورية لا يعني إلا الاستسلام الأمريكي غير المشروط في مواجهة الأسد وروسيا وإيران. وأنها هزيمة للمعارضة السورية وحلفاء أمريكا العرب، كما و ستكون لطمة قوية لمكانة أمريكا في الشرق الأوسط. كما و كتب غراهام: أشعر بالقلق حيال هذه السياسة التي ستؤدي إلى سقوط عاصمة عربية أخرى في يد الإيرانيين.
وأشارت هذه الصحيفة الأمريكية إلى أن استراتيجية بوتين والأسد قد تمركزت حول إجبار العالم على الاختيار بين الأسد وبين المتشددين مثل القاعدة وداعش، فكتبت في هذا الشأن: "لقد تركزت الإجراءات العسكرية الأمريكية في سوريا أثناء رئاسة ترامب في محاربة داعش".
وفي صدد آخر أكد "أندرو تايلر" المحلل في الشؤون السورية في مركز أبحاث سياسات أمريكا في الشرق الأدنى بأن أمريكا تسعى إلى الحفاظ على مناطق نفوذ لها في سوريا في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، وقال: "لو توقف برنامج وكالة الاستخبارات المركزية بدون تحضير بديل له، فهذا يعني انتصار لإيران وروسيا في سوريا"، ويضيف: "يجب أن نتحلى بالصبر وننتظر برنامج الوكالة البديل".
كما وكتب موقع مجلة "اتلانتيك" فيما يتعلق بمحاذير سياسة قطع الدعم الأمريكي عن المعارضة: "يأمل ترامب للتقرب من الروس والتفاهم أكثر من خلال قطع الدعم عن المعارضة".
يذكر أن ترامب قال في مقابلة مع "وال ستريت جورنال" في تشرين الثاني بإحتمالية وقفه لدعم المعارضة السورية: "نحن لا نعلم معدن هؤلاء الأشخاص"، وقال: "ويتوجب على أمريكا التركيز على هزيمة داعش عوضاً عن ذلك".
وتابعت هذه المجلة: "هناك اختلافات واضحة بين رؤية أوباما وترامب، ولكنهما يتفقان على ترجيح الدور والوزن الروسي في سوريا على البرنامج السري والأهداف الأمريكية فيها، ويبدو أن ترامب يؤمن بإمكانية لعب روسيا دوراً مهماً في إنهاء العنف في البلاد".
هذا في حين وصفت مجلة أتلانتيك هذا القرار بداية لتأسيس تعاون موسع بين أمريكا وروسيا في سوريا سوف يؤدي إلى حل سريع للأزمة السورية، وأن القرار يعتبر امتيازاً أُعطي لروسيا لتتراجع موسكو عن بعض مواقفها الثابتة والمتصلبة في سوريا.