الوقت - تناول موقع وورلد سوشاليست الأمريكي في مقال للكاتب "أندرو دامون" الهجمات الإلكترونية المنظمة التي تشنها وكالات الاستخبارات الأمريكية حول العالم.
حيث قال الكاتب في مقاله: خلال الأيام الأربعة الماضية أصيب ما يقارب من 350 ألف جهاز كمبيوتر بالبرامج الضارة التي باتت تعرف باسم "واناكري" بما فيها 70 ألف جهاز مثل الماسحات الضوئية بالرنين المغناطيسي وثلاجات تخزين الدم ومعدات التشغيل المستخدمة من قبل مصلحة الصحة الوطنية البريطانية، ونتيجة للهجوم، اضطرت دائرة الصحة الوطنية إلى إبعاد المرضى في غرفة الطوارئ وتحويل سيارات الإسعاف، ما قد يؤدي إلى أمراض خطيرة وحتى وفيات، ففي يوم السبت، علق رئيس مايكروسوفت براد سميث، حول الأمر حيث وجه اللوم إلى وكالة الأمن القومي لفشلها في معرفتها للاستغلال الحاصل، وأضاف "إن هذا الهجوم يقدم مثالاً آخر عن نقاط الضعف من قبل الحكومات" كما أضاف إن "هذا الهجوم الأخير يمثل صلة غير مقصودة تماماً ولكن مثيرة للقلق بين أخطر أشكال تهديدات الأمن الالكتروني في العالم والعمل الإجرامي المنظم"، وختم قائلاً "إننا نحتاج إلى الحكومات للنظر في الأضرار التي لحقت بالمدنيين والتي تأتي نتيجة استغلال هذه الثغرات واستخدام هذه المآثر".
وتابع الموقع الأمريكي: إن مايكروسوفت ليست بعيدة عن اللوم عندما يتعلق الأمر بعمليات وكالة الأمن القومي، فلقد وضعت في حالة الممارسة الدائمة بالإبلاغ عن أخطاء الحكومة الأمريكية قبل أن يتم إصلاحها والاعتراف علناً بها، ما يسمح لوكالة الأمن القومي باستخدام هذه الثغرات لكي تقوم بهجمات الكترونية منظمة.
واستطرد الكاتب: وبغض النظر عن ذلك، يمثل بيان سميث اتهاماً لاذعاً لعمليات جهاز الاستخبارات الأمريكية، فأدوات القرصنة المستخدمة في البرامج الضارة "واناكري" تخدم الأغراض الخبيثة المتمثلة بالتجسس غير المشروع على سكان العالم كله كجزء من ممارسة منهجية للتخريب والعدوان الالكتروني المنظم، وفي مايو/أيار 2013، كشف متعهد وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن أن جهاز الاستخبارات الأمريكي يقوم بجمع وتجهيز وقراءة وفهرسة كمية كبيرة من الاتصالات الخاصة، سواء في أمريكا أم على الصعيد الدولي، وأوضح سنودن حينها أن الهدف المعلن من وكالة الأمن القومي، هو الوصول غير المقيد إلى جميع المعلومات الخاصة، والتي بات اليوم شعارها، "جمع كل شيء"، "معالجة كل شيء"، "استغلال كل شيء"، شم كل شيء" و" أعرف كل شيء ".
وتابع الكاتب الأمريكي مقاله بالقول: إن عمليات المراقبة الداخلية غير الشرعية التي أذنت بها إدارة بوش بعد أحداث 11 أيلول / سبتمبر أدت إلى التوسع الكبير في نطاق التجسس الحكومي، وبفضل تعاون شركات الاتصالات الكبرى بشكل طوعي أو قسري، تمكنت الحكومة الأمريكية من تفريغ جميع المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني والدردشة وتبادل الرسائل على الأجهزة الرقمية تقريباً، وفي السنوات اللاحقة، عملت منصات الاتصالات المشتركة على تحسين قدراتها الأمنية إلى حد كبير، حيث مكنت جميع نظم الاتصال بالإنترنت تقريباً من التشفير افتراضياً، ودفعت هذه التطورات مسؤولين في المخابرات الأمريكية إلى تقديم شكوى إلى وكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية، ما دفع النداءات المتكررة من قبل السياسيين، بمن فيهم المرشح الديمقراطي للرئاسة هيلاري كلينتون، لتجريم استخدام التشفير.
وأضاف الكاتب: إن استجابة وكالة الأمن القومي من خلال التوسع بشكل كبير في استخدام "عمليات الوصول المكرسة لـ "استغلال شبكة الكمبيوتر"، المعروف باسم القرصنة، ولتبرير ذلك اعتمدت الوكالة شعار "بياناتك هي بياناتنا، معداتك هي معداتنا في أي وقت وأي مكان"، فلقد عملت وكالة الأمن القومي على بناء كتالوج تفصيلي للأسلحة الالكترونية والمعروفة والتي تسمح لها بسهولة بكسر أي جهاز متصل بالإنترنت، وادعت وثيقة داخلية لوكالة الأمن القومي في عام 2012 أن وكالة الأمن القومي عملت مع أكبر شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيا في العالم لـ "إدراج نقاط الضعف في أنظمة التشفير التجاري وأنظمة تكنولوجيا المعلومات والشبكات وأجهزة الاتصالات".
وتابع الكاتب: كما عمل الفريق الضخم للباحثين الأمنيين في وكالة الأمن القومي - وهو الأكبر في العالم - على اكتشاف واستغلال نقاط الضعف ضمن المنتجات الحالية، مع إبقاء هذه الأخطاء سرية عن المصنعين أنفسهم من أجل السماح للوكالة الأمنية الوطنية باستغلالها والوصول إلى أجهزة الكمبيوتر وشبكات الإنترنت والأجهزة متصلة من قبل باحثين آخرين الأمر الذي يمكّن من اكتشافها والتوصية بإصلاحات للمصنعين، وبالإضافة إلى استخدام هذه الأدوات للقيام بمراقبة جماعية، قامت القوات المسلحة الوطنية بتسليحها من أجل تنفيذ هجمات إلكترونية ضد خصوم واشنطن الجيوسياسيين، حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بكين يوم الاثنين "فيما يتعلق بمصدر هذه التهديدات ذكرت قيادة مايكروسوفت هذا مباشرة، وقالوا إن مصدر الفيروس هو الخدمات الخاصة الأمريكية"، وقد أعلن مستشار الأمن الداخلي في البيت الأبيض توم بوسرت أن معرفة المسؤولين عن الهجمات الإلكترونية هو "شيء يضعفنا أحياناً".