الوقت- لم ينقل العالم يوماً صورة اليمن الجميلة، وظل الجانب القاتم مسيطراً على سمعة اليمن طوال عقود، إلا ان الحقيقة هي أن اليمن تعتبر من أجمل الاماكن التاريخية حول العالم التي يمكن زيارتها، حيث تتميز مدنها المختلفة بآثارها وتاريخيها وجمالها الخاص، فتشتهر كل مدينة ببعض الأماكن التاريخية العريقة والعربية الأصيلة التي ربما لم ترونها او تسمعوا عنها من قبل، وفيما يلي سوف نعرض بعض هذه المدن اليمنية واهم الاماكن التاريخية والتراثية فيها:
مدينة صنعاء
وهي عاصمة اليمن وتعتبر من اهم وابرز مدن الجذب السياحي في اليمن، إذ أنها واحدة من أقدم المدن في الوطن العربي، تقع على ارتفاع 2200 متر فوق سطح البحر، تتميز بجمال وسحر مبانيها المبنية من الطين والاحجار والمزينة برسومات خاصة وتاريخية مميزة وخلابة، ويوجد فيها أكثر من 14 ألف مبنى قديم وتاريخي يعود تاريخ بناء بعضها إلى اكثر من الف عام، وتحتوي على اكثر من 50 مسجد، وتتميز بأسواقها الشعبية، وبساتينها الخضراء، ومتاحفها القديمة التي يمكن زيارتها والتمتع بتاريخ حضارتها، وفيما يلي بعض الاماكن المميزة التي يمكن زيارتها في العاصمة اليمنية:
- صنعاء القديمة
المدينة المسورة كانت تملك سبعة أبواب، ولكن الآن لم يبق منها إلا باب اليمن الأصيل، وهي من المدن القديمة من القرن الخامس ق.م، تتميز بإحتوائها على ١٠٣ مسجداً وستة آلاف منزل قديم، وتتميز بهندستها المعمارية القديمة، تزينها الزخارف والنقوش والرسومات حسب نوع العمارة بين مسجد وسور أو حمام شعبي وغيره.
- مسجد البكيرية
وهو من أجمل المساجد في اليمن، يقع في ميدان قصر السلاح، وتتكون قبته من قسمين مختلفين أحدهما مكشوف ويسمى الحرم أو الصحن والآخر مغطى ويعرف باسم بيت الصلاة.
- الجامع الكبير
أقدم المساجد في اليمن بني في عهد الرسول محمد بن عبد الله صلی الله علیه و آله و سلم في السنة السادسة للهجرة، مستطيل الشكل ومساحته كبيرة جداً، يملك ١٢ باباً وجدرانه مبنية من حجر الحبش الأسود أما شرفاته فقد بنيت من الطابوق والجص.
- قصر دار الحجر
يتكون هذا القصر من سبعة طوابق متناسقة وساحرة بتصميمها المعماري الخاص، مع التكوين الطبيعي للصخر وعند بوابته توجد شجرة الطالوقة المعمرة التي يقدر عمرها بـ ٧٠٠ عام، أما المدخل الأساسي فهو عبارة عن ممر واسع مرصوف بحجارة ضخمة، ويطل هذا القصر على حوض مائي دائري مبني من حجر الحبش الأسود.
مدينة عدن
أكثر المدن تميزاً وجمالا، تحتوي على سواحل جميلة ونظيفة تعطي زائريها جواً مختلفاً عن أي سواحل أخرى، تقع فوق فوهة بركان كامن، وتملك هذه المدينة ميناء كبيرا ومشهورا وطبيعيا.
- صهاريج عدن
وهي من أهم المعالم التاريخية والسياحية في مدينة عدن، تقع هذه الصهاريج تحت هضبة عدن المرتفعة حوالي ٨٠٠ قدم عن سطح البحر، تشتهر اليمن ببناء المنشآت المائية والسدود الضخمة وقنوات الري ذات الطابع الفريد.
- قلعة صيرة
وهي من أبرز قلاع وحصون مدينة عدن القديمة، وقد لعبت القلعة دور دفاعي في حياة المدينة على مر العصور، تقع قلعة صيرة في جزيرة صيرة وهي عبارة عن جزيرة بركانيّة صخريّة طويلة وتقع هذه الجزيرة بالقرب من ميناء عدن.
- منارة عدن
هذه المنارة تعتبر من أبرز المعالم الأثرية في مدينة عدن، أشار بعض المؤرخين إلى أنها مأذنة لأحد المساجد التاريخية القديمة التي اختفت مع مرور الزمن وبقي منها هذا الجزء فقط، والبعض الآخر يؤكد أنها عبارة عن منارة لمراقبة السفن.
- المتحف الحربي بعدن
يضم هذا المتحف التراثي العسكري أكثر من ٥ آلاف قطعة أثرية تاريخية مهمة، بمعروضاته يحكي قصة تطور اليمن ونضالاته عبر التاريخ، حتى حكم العثمانيين وقيام الجمهورية وإعادة الوحدة في تسعينيات القرن الماضي.
مدينة تعز
المدينة الحالمة وتدعى أيضاً "عاصمة اليمن الثقافية"، حيث انها تشتهر بازدهارها الحضاري والتاريخي العريق، تشتهر بالحرف التراثية القديمة والأسواق الشعبية.
- المتحف الوطني
هو قصر ومقر الإمام أحمد حميد الدين، واليوم تحول هذا القصر إلى متحف عظيم يحتوي على معروضات تراثية ومقتنيات الإمام وأسرته إضافة إلى الأسلحة القديمة والصور التذكارية.
- قلعة القاهرة
هذه القلعة الأثرية تقع في مدينة تعز اليمنية، بقيت هذه القلعة شامخة حاملة قصص الحكام الذين مروا على البلاد، واليوم لم يبقى منها سوى سورها الخارجي الذي بقي صامداً رغم تشويه تاريخه، ترتكز على مرتفع صخري وتضم القلعة حدائق معلقة على هيئة مدرجات بنيت على المنحدر الجبلي وهناك سد مائي وأحواض منحوتة على إحدى واجهات الجبل.
- قلعة الدملؤه
كانت هذه القلعة عبارة عن حصن منيع يستعصي على الغزاة اقتحامه عبر التاريخ مما جعلها من القلاع الشهيرة في اليمن .
- مسجد الجند
يقع في الجهة الشرقية من مدينة تعز وبالقرب منه يوجد سوق الجند الشهير وهو أحد أهم أسواق العرب الموسمية المشهورة قبل الإسلام ويعتبر جامع الجند من أقدم المساجد في الإسلام.
الجدير بالذكر أن معالم وآثار وحضارة اليمن لا تقتصر على ما ورد أعلاه فقط بل إنها كثيرة ولا تتسع التقارير والمقالات لذكرها وتعدادها، إلا ان المحزن أن الكثير من هذه المعالم بجمالها وما تختزنه من قصص وتاريخ خُربت اليوم ودمرت وسرقت جرّاء العدوان الهمجي والبربري الذي تتعرض له اليمن وذلك وفقاً لتقارير المنظمات الدولية المختصة بهذا الشأن