الوقت- تناولت صحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم الخميس على لسان الكاتب "دو وايتس" العلاقات المتدهورة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بالتدخل في الشؤون الداخلية.
وقالت الصحيفة: سجلت العلاقات البريطانية مع الاتحاد الأوروبي انخفاضاً جديداً بعد أن شنت تيريزا ماي هجوماً شرساً على السياسيين الأوروبيين متهمة إياهم بالتدخل في الانتخابات العامة في المملكة المتحدة ومحاولة تدمير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتحدثت رئيسة الوزراء عن توجيه الاتهام إلى كبار الشخصيات في الاتحاد الأوروبي بتهمة التهديد "بمحاولة" متعمدة لإجراء انتخابات 8 يونيو ومحاولة نسف المفاوضات، وقبل ساعات من ذلك، عززت المفوضية الأوروبية موقفاً تفاوضياً صعباً، بعد ظهور تقديرات جديدة لحجم مشروع قانون في بريطانيا، وتأتي تدخلات ماي غير العادية أيضاً وسط تداعيات، بناءً على تفاصيل مسربة لاجتماع بينها وبين جان كلود جونكر، الذي أعد تقريراً في صحيفة ألمانية تحت عنوان "كيف يرى رئيس المفوضية الأوروبية أن السيدة ماي قد "تخدع نفسها" بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". وكانت رئيسة الوزراء قد عادت للتو من قصر باكنغهام بمناسبة حل البرلمان، عندما خرجت لتقول: "في الأيام القليلة الماضية، رأينا مدى صعوبة هذه المحادثات"، كما قالت "إن موقف بريطانيا التفاوضي في أوروبا قد أُسيء تمثيله في الصحافة وقد تفاقم الموقف التفاوضي للمفوضية الأوروبية، وقد أصدرت التهديدات ضد بريطانيا من قبل السياسيين والمسؤولين الأوروبيين، وأضافت "إن كل هذه الأعمال تم توقيتها عمداً للتأثير على نتيجة الانتخابات العامة التي ستجرى في 8 يونيو".
وأضافت الصحيفة البريطانية: إن السيدة ماي زعمت أنها على النقيض من أعمال السياسيين الأوروبيين، فقد أوضحت في مراسلة مع بروكسل أن "بريطانيا لا تسبب أي ضرر لأحد" وتريد أن يحقق مشروع الاتحاد الأوروبي نجاحاً باهراً، وتابعت: "لكن الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية أظهرت أنه - مهما كانت رغباتنا- فإن مواقف قادة أوروبا الآخرين غير معقولة، فهناك البعض في بروكسل لا يريدون أن تنجح هذه المحادثات، وهم الذين لا يريدون لبريطانيا أن تزدهر، وأضافت "حتى الآن وأكثر من أي وقت مضى نحن بحاجة إلى رئيس وزراء وحكومة قوية ومستقرة".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن زعيم حزب العمل كوربين قوله: إن السيدة ماي كانت "تريد لحزبها الخروج من الاتحاد الأوروبي"، وقال: "من خلال إنهاء المواجهة العامة مع بروكسل، يريد رئيس الوزراء أن يلتف حزب المحافظين حوله ويصرف الانتباه عن الفشل الاقتصادي لحكومة بلده وانهيار خدماتنا العامة، وأضاف "لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مهم جداً لاستخدامه كطرف سياسي في هذه الانتخابات".
وهنا نقلت الاندبندنت عن "ليب ديم" المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي قوله: "بيان تيريزا كان يائساً وغريباً، وأضاف "إن ائتلاف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بين المحافظين قد اكتمل الآن، وستكون العائلات المضطربة من اليوم بين الصعود والهبوط". وقالت الصحيفة: وخلال الانتخابات الأمريكية اختار ترامب مراراً وتكراراً تصعيد المعارك مع القادة الأجانب، بما في ذلك السياسيين في المكسيك وأوروبا، في حين وعد بوضع "أمريكا أولاً"، ولكن وفي خطاب ماي بدا أنها تتبع أسلوب ترامب.
وتابعت الصحيفة: إن زعيم حزب الشعب الوطني "نيكولا ستورجيون" علق على خطاب السيدة ماي قائلاً: إنه خلق "مناخاً سمياً"، وإنه "غير مسؤول بشكل عميق".
وكتب وزير الخارجية الألماني مايكل روث: إن الحكومة البريطانية ستتحسن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في حين سخر منسق الاتحاد الأوروبي من الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفي بروكسل، قبل خطاب داونينج ستريت في مايو الماضي، أكد ميشيل بارنييه رئيس مفاوضي الاتحاد الأوروبي على أنه "ليس هناك عقاب، وليس هناك مشروع قانون بريكسيت"، لكنه قال: إن على المملكة المتحدة أن تلتزم بتسوية وضعها مع الخصوم للوقوف على أي فرصة بشأن حقوق المواطنين والحدود الخارجية، وقال بارنييه: "يجب على المملكة المتحدة أن تبذل قدراً كبيراً من الطاقة والجهد في هذه القضايا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، ومن شأن ذلك أن يزيد من فرص التوصل إلى اتفاق، وأشار أيضاً إلى أن السيدة ماي يمكن أن تضطر إلى كسر تعهدها الرئيسي لإنهاء نفوذ محكمة العدل الأوروبية، إذا كانت تريد الحصول على كل صفقة الاستيراد في الاتحاد الأوروبي.