الوقت- المأساة الانسانية التي نشهدها يومياً للمرضى والمصابین من جرّاء الحرب على اليمن تختزل معاناة مئات الآلاف من المدنيين اليمنيين في كل أرجاء اليمن ممن لا يسمع صوتهم أو لا تصورهم الكاميرات ويبقون في مناطقهم النائية يصارعون المرض والاصابات بصمت وأنين لا يسمعه أحد.
وهنا لا نتحدث شعراً أو نصف حالة فنية تعيسة بل نتحدث عن واقع أليم وحقيقي يحدث اليوم والعالم أجمع لا يحرك ساكناً بل يصمت ويتواطئ بتصريحات المسؤولين المخزية من هنا وهناك والتي تدين المقصوف والمقتول والمحروم وتغض الطرف عن القاتل والمعتدي.
ولكي نتحدث عن الوقائع والأرقام فنذكر أن الهيئات والمنظمات الطبية العالمية والمحلية في اليمن حذرت من انهيار وشيك في النظام الصحي بسبب الحرب والغارات الجوية والحصار المفروض على المدنيين هناك.
الناطق باسم وزارة الصحة في صنعاء أكد أن أكثر من نصف المرافق الصحية في البلاد أصبحت خارج الخدمة وذلك بسبب نقص التموين والأدوية والمعدات أو بسبب التدمير الذي طال المراكز الصحية بما فيها ولا يزال يطالها فأنهاها جزئياً أو كلياً، كما لفت إلى أن أكثر من 5000 شخص يعانون من الفشل الكلوي بسبب نقص العناية الطبية والأدوية اللازمة فضلاً عن ما يواجهه مرضى السرطان ومرضى القلب وغيرهم ممن يحتاج إلى رعاية صحية خاصة، فالمخزون الاستراتيجي للأدوية بات منتهياً تقريباً ولا مجال للاستيراد واستقدام المساعدات حتى فكل الموانئ والمرافئ والمطارات مغلقة والحصار يعم كل شيء.
إلا أن التدهور في اليمن لم يقف عند الأزمة الصحية الجادة فالأوضاع الانسانية بشكل عام باتت كارثية في الكثير من المناطق اليمنية، فأزمة الغذاء والمياه النظيفة يعاني منهما أكثر من نصف سكان اليمن اليوم، كما انه حوالي 7 ملايين يمني مهددين بالمجاعة كذلك، ومئات الاف الأطفال يعانون من سوء التغذية والعناية اللازمة.
منظمات دولية عدة حذرت من خطورة هذه الأوضاع على اليمن وطالبت بايقاف العدوان على اليمنيين وفتح الممرات البحرية والجوية وايقاف الحصار المفروض عليها، حيث قال "يان أوغلاند" الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: "عدد الأشخاص المعرّضين للمجاعة في اليمن بلغ قرابة السبع ملايين شخص وليس 5 ملايين كما يقول البعض، ونحن نطالب وندين الصعوبات والعقوبات المفروضة على البلاد ومنها اغلاق المجال الجوي وايقاف الملاحة البحرية ونطالب بفتحها بأسرع وقت".
هذا ولا بد ان نذكر أن العدوان أجبر أكثر من ثلاثة ملايين شخص على ترك منازلهم واللجوء إلى اماكن يعتقدون أنها أكثر أماناً إلا انها أخطر في الواقع إذ لا تتوفر فيها ادنى مقومات الحياة، ولا يدفع ثمن هذه الحرب والعدوان الجائر والمستمر على اليمن سوى المدنيون من الاطفال والنساء والعجائز وذلك منذ أكثر من عامين والمشهد الإنساني يزداد قساوة يوماً بعد آخر في ظل غياب أي حلول سياسية أو حتى عسكرية في المدى القريب.