الوقت- يظن الكثيرون أن للإبداع الفني حدود قصوى قد تنتهي عندها مخيلة الإنسان، إلا أن الواقع يعكس غير ذلك حيث أننا نكتشف كل يوم نوعاً وأشكالاً جديدة من الفنون يخرجها إلى العالم أحد أبناء جنسنا ليضيف لعالمنا لمسة بشرية جديدة تترك أثراً في نفوس الأجيال الحاضرة والمستقبلية فتلهمهم بأن الإنسان قادر ويستطيع فعل الكثير من لا شيء.
وفي تقرير اليوم سنعرفكم على الفنان الياباني جاكو الذي اتخذ درباً خاصاً وفريداً ليظهر فنه المتألق باستخدام الأطعمة من الخضروات والفاكهة ولمساته الخاصة، وفيما يلي سنعرض لكم نموذجاً عن عمل هذا الفنان الياباني "جاكو" ونماذج من نحته على بعض من الخضروات والفاكهة، كما سنعرض لكم موهبة عربية شبيهة أبدعت في فن آخر مماثل..
اشتهر الفنان الياباني جاكو منذ حوالي السنة على مواقع التواصل الإجتماعي بنحته الدقيق للخضروات والفاكهة برسومات ونقوش فنية مذهلة تبهر الأبصار. ويسمى هذا النوع من الفنون بالـ "موكيمونو"، وهو فن ياباني تقليدي، وكان قد انتشر منذ قرون مضت وامتد ليصل إلى دول آسيوية عدة منها تايلند ليتحول بعد ذلك إلى طقوس في الطهي في هذه البلدان، إلا أنه شبه منقرض اليوم.
وهنا لا بد أن نذكر أن اليابان اشتهرت بتقديم كل ما هو غريب وعجيب سواء في عادات الأكل أو عاداتهم و تقاليدهم اليومية أو لبسهم حتى إختراعتهم كلها ذات أشكال و طرق غريبة مختلفة تمامًا عن نسق العالم أجمع وهي مميزة جداً.
وما يجعل هذا الفن أكثر إثارة للإعجاب هو أن الطعام يتأكسد ويفسد بسرعة، لذا فإن النحاتين يجب عليهم إنجاز العمل بسرعة وحرفية عالية جداً مما يصعب المهمة ويجعل التحدي أكبر فأكبر مع مرور الوقت..
واليوم بات فن النحت على الخضار والفواكه يستخدم في مجالات عدة مثل تقديم الطعام بطريقة كلاسيكية في المطاعم الكبرى والفاخرة، وأيضاً لتشجيع الأطفال وخاصة المرضى في المستشفيات على تناول الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية.
أكثر الخضار والفواكه المستخدمة هي الجزر واللفت والفجل والخيار والباذنجان والبصل والفلفل والكوسا والبطيخ والكيوي والأناناس والبابايا والبرتقال.
كما لا بد أن نسلط الضوء على مسألة أن فنوناً أخرى شبيهة انتشرت في عالمنا العربي كان آخرها ابداع شاب لبناني يدعى لؤي كاسب بحفره أشكالاً وزخارف على قشر البيض واشتهر بهذا النوع ليتخذه عملا له لاحقاً وينفرد به إلى جانب شخص آخر فقط يسكن القارة الأمريكية، تعامل الشاب مع قشرتها برقة متناهية، لتخرج من بين يديه بعد صبر وتركيز منحوتة فنية استغرقت الكثير من الوقت والجهد والصبر.
يعتبر لؤي كاسب الاول في لبنان الذي ينحت على البيض، ويعد هذا النحت واحدا من أصعب أنواع النحت وأجملها نظرا لكونه يتشكل بأفكار صغيرة لكنها أبعد من حدود البيضة.
يسعى الفنان والموهوب لؤي ان يكون الرقم الاول عالمياً، حيث حصد اعجاب كل من زار متحفه الصغير في بيته، وتعرف على تفاصيل عمله، الذي يعتمد فيه على ريشة طبيب الاسنان وألوان وفكرة تتحول الى برج ايفل، لوهلة تكاد أن تتساءل كيف تمكن من الحفر على قشرة البيض، هل يتحدى الصعوبة، أم يخلق حلقة ابداعية؟ وفق لؤي فإن "فكرة البيض كانت صدفة، فجأة وجدت نفسي احفرها، تفاجأت بالنتيجة، فأكملت اضف أنها تعلمك كيف تفكر، تصيغ رؤية لمستقبلك، ليس النحت على قشرة البيض بالامر اليسير، لكن نتيجته أعطتني قوة، لأبتكر افكارا جديدة".