وفي هذا السياق قال عبد العزيز جباري، رئيس ما يسمى باللجنة التنفيذية لمؤتمر الرياض الخاص بالحوار اليمني، إن اللجنة على وشك الانتهاء من وضع أسماء المشاركين في المؤتمر موضحا أن عدد المشاركين في مؤتمر الرياض سيبلغ قرابة 250 شخصا، وأن الموعد المبدئي للحوار سيكون في 16 و17 مايو (أيار) الحالي.
من جانبها، كشفت مصادر سياسية يمنية عن أن أبرز المحاور التي سيناقشها مؤتمر الرياض سيكون موضوع تشكيل جيش بديل عن الجيش اليمني الحالي الذي يقف ضد العدوان السعودي على البلاد ليكون جيشا يحارب بالنيابة عن السعودية ضد حركة انصارالله في اليمن.
وقد قال بدر باسلمة، وزير النقل في حكومة عبدربه منصور هادي المستقيل ان المؤتمر سيبحث إنشاء ائتلاف سياسي واسع؛ من أجل ترتيب المرحلة المقبلة لليمن والضغط على حركة انصار الله وعزلها، وأن هناك نقاشات في هذا الصدد مع عدد من المنشقين عن حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وفي مقابل ذلك قال قيادي في انصارالله إن جماعته تطالب بعقد حوار في جنيف برعاية الأمم المتحدة واعتبر حسن محمد زيد، أمين عام حزب الحق اليمني، أحد أبرز القيادات في انصارالله، في تصريحات نشرته جريدة "الشرق الأوسط" أن الحوار اليمني الذي كان يرعاه المبعوث الأممي السابق إلى اليمن جمال بنعمر، كان على وشك التوصل إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة، على حد قوله.
ويبدو من خلال ما ذكرناه بأن هناك خطة تجري تنفيذها الان لايجاد ميليشيات مسلحة مدعومة من السعودية من اجل شن الحروب بالنيابة في اليمن على غرار ما يجري في العراق وسوريا وقد ارسلت السعودية بالفعل 3 آلاف مسلح ارهابي سوري الى محافظة حضرموت عن طريق البحر في ساحل المكلا، حيث ستؤدي هذه المواجهات الى حرب استنزاف طويلة الامد في اليمن.
وتحاول السعودية جاهدة الآن الى زيادة التدخل البري في اليمن ليس بقواتها البرية بل عن طريق جهات يمنية اعلنت استعدادها لتنفيذ الخطة السعودية وتشكيل النواة الاولى لهذا الجيش الذي يحارب بالنيابة في منطقة العبر في محافظة حضرموت.
وتؤكد التقارير الواردة من اليمن ان نواة هذا الجيش الاستئجاري الوفي للسعودية ستكون في حضرموت التي تعتبر محافظة كبيرة رغم قلة سكانها لكنها تضم اغلب آبار النفط اليمنية كما ان هناك تواجداً كبيراً لعناصر تنظيم القاعدة في هذه المحافظة والذين استطاعوا السيطرة على مدينة المكلا عاصمة حضرموت بعد اتفاق مع القبائل المؤيدة للسعودية في هذه المحافظة.
اما المنطقة الاخرى التي من المحتمل أن تجمع السعودية القوات الموالية لها فيها وتبدأ الحرب الداخلية في اليمن انطلاقاً منها، هي محافظة عدن في جنوب اليمن حيث تسعى الجماعات والاحزاب التي ستشارك في مؤتمر الرياض جعل الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض يقف الى جانبها وقد اقترحت بعض الجماعات عقد لقاء بين علي سالم البيض ومنصور هادي من اجل الوصول الى نقاط مشتركة مع العلم بأن جنوب اليمن يكن العداء للسعودية بشكل تاريخي وان جمع الجنوبيين تحت لواء واحد لصالح السعودية يعتبر امرا صعبا.
وتبدو السعودية وكأنها لا تريد اعطاء اية امتيازات لحركة انصارالله والمعارضين للسعودية في اليمن وقد رأينا كيف وجّه المبعوث الاممي السابق في اليمن جمال بن عمر خلال الاسبوع الماضي الاتهام للسعودية بأنها هي السبب في فشل الحوار في اليمن وان العدوان السعودي هو السبب لفشل المحاولات الدبلوماسية لحل الازمة اليمنية.
وفي هذا الصدد قال الامين العام لحزب الحق اليمني حسن محمد زيد ان الحوار الذي كان يجري تحت اشراف جمال بن عمر كان على وشك النجاح لولا وقوع العدوان السعودي على اليمن.
ومن خلال ما ذكرناه يبدو انه من الضروري ان تتحرك الدول الاسلامية ودول المنطقة من اجل ايقاف هذا المخطط السعودي والحؤول دون بدء حرب استنزاف طويلة الامد في اليمن لأن تلك الحرب لها تداعيات كبيرة داخليا وخارجيا في اليمن. فالشعب اليمني شعب مسلم وله الحق في ان يحكم نفسه بنفسه ويختار مسؤوليه من أية جهة تريد بعيدا عن التدخلات الخارجية، كما ان حرق اليمن وادخاله في حرب داخلية لا تحمد عقباها وسيزيد من محنة الشعب اليمني الذي ثار ضد البؤس والفساد.
ان تقاعس الدول الاسلامية والعربية في وقف الحرب السعودية التي تشن على اليمن سيزيد من احتمالات انتشار الصراع الى خارج الحدود اليمنية في وقت لم يستطع فیه العالم الاسلامي حتى الآن من لملمة تداعيات الحرب الداخلية التي تجري في سوريا وهي ايضا حرب بالنيابة تجري ضد الشعب السوري.
کما أن عدم تلبية باكستان ومصر للطلب السعودي بارسال قوات برية للحرب ضد انصارالله في اليمن وكذلك عدم امتلاك جيش بري قوي، قد يدفع السعودية الى مغامرة تجربة اشعال حرب داخلية في اليمن عبر ضخ الاموال، لكن على القوى والاحزاب اليمنية ان تدقق النظر في المستقبل وتتجنب الوقوع في هذا الفخ السعودي.