الوقت- رغم الكثير من المحاولات اليائسة لبعض الأطراف الدولية والإقليمية للتفريق بين الجارين الصديقين إيران وباكستان، ورغم التحليلات والإيحاءات الإعلامية الضعيفة التي تبثها بعض القنوات المعروفة التمويل والتوجهات، يؤكد مسؤولو كلا البلدين على متانة العلاقات بين الجانبين واستراتيجيتها. وتأكيدا على هذا الأمر سنحاول عرض أبرز اللقاءات والزيارات التي تمت بين الجانبين خلال عام مضى.
زيارتين للرئیس روحاني خلال أقل من عام
مُد السجاد الأحمر للرئيس الإيراني حسن روحاني مرتين خلال عام واحد في إسلام أباد. المرة الأولى أواخر آذار مارس 2016 في زيارة رسمية له على رأس وفد رسمي من الجمهورية الإسلامية وقع خلالها ستة تفاهمات تعاون مشترك اقتصادي وسياسي بين البلدين. والمرة الثانية كانت في أواخر شباط فبراير الماضي خلال مشاركته في قمة منظمة التعاون الاقتصادي "ايكو". كما ولم يوفر الرئيسين الإيراني ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف فرصة مشاركتهما في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال أيلول سبتمبر من العام الفائت ليلتقوا على هامش فعاليات الجمعية تأكيدا على الروابط العميقة بين البلدين، لتكون بذلك خلاصة اللقاءات ثلاثة، منهم زيارتين للرئيس روحاني للباكستان، لتكون الدولة الوحيدة التي يزورها مرتين خلال عام واحد وهذا يؤكد عمق واستراتيجية العلاقة بين الطرفين وعلى أعلى المستويات.
إضافة إلى اللقاءات الرئاسية، فقد كثرت الزيارات الدبلوماسية الوزارية بين البلدين وبالاتجاهين، إضافة إلى زيارة مستشار الأمن القومي الباكستاني "ناصر جنجوعا" لطهران في 24 تموز يوليو من العام الفائت على رأس وفد رفيع، في رد لزيارة أمين مجلس الأمن القومي الايراني التي سبقتها.
كما جرى عدة زيارات بين الطرفين لوفود عسكرية، برلمانية واقتصادية تجارية. إضافة إلى التردد المكرر للقطعات العسكرية البحرية إلى موانئ البلدين والتعاون الأمني فيما يخص ضبط الحدود المشتركة التي تصل إلى 909 كم. كما أن ملفات التعاون الثقافي والرياضي لم تخلو أيضا من أجندة العلاقات بين البلدين في تأكيد واضح على عمق العلاقات ليس السياسية فحسب بل القومية التي تربط الشعبين الجارين.
وزير الداخلية الباكستاني "نثار علي خان" بدوره وفي لقاء مع سفير إيران في إسلام أباد في نيسان أبريل الماضي، أكد أنه لا شيء يمكن له أن يشكل عائقا في طريق الصداقة الإيرانية الباكستانية"
وزير التجارة الباكستاني "دستكير خان" خلال لقاء مع هيئات اقتصادية باكستانية في حزيران يونيو من العام الفائت أكد أنه رغم المشاكل في التحويلات المالية بين طهران وإسلام أباد إلا أن التجارة مع إيران أولوية بالنسبة إلى باكستان والحكومة الباكستانية تسعى لحل هذه العوائق بأسرع وقت.
توقيع اتفاق لتسيير قطار بين مدينتي زاهدان الإيرانية ومدينة كويته الباكستانية في حزيران يونيو الماضي.
انطلاق الأعمال من الجهة الباكستانية لبناء معبر حدودي جديد بين البلدين تحت مسمى "معبر الصداقة" وذلك في ولاية بلوشستان الباكستانية التي تحد ولاية سيستان بلوشستان الإيرانية.
تموز يوليو 2016 توقيع مذكرة تفاهم حول التجارة الحدودية وذلك خلال الجلسة الرابعة للجنة التجارة البرية الباكستانية الإيرانية.
في نفس الشهر أتى سفر وفد برلماني إيراني رفيع للمشاركة في فعاليات اللجنة الاقتصاد والتنمية المستدامة للمجالس الآسيوية في إسلام أباد، تخلل الزيارة لقاء مع رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني رضا رباني.
أيلول سبتمبر 2016 إقامة مؤتمر تحت عنوان التشاور السياسي بين طهران وباكستان في طهران حضره وزير الداخلية الباكستاني. ومن الجهة الباكستانية تم إقامة المؤتمر الثالث عشر لمراكز التحقيق الدولية في إيران وباكستان بالتزامن مع زيارة لوفد من وزارة الخارجية الإيرانية لإسلام أباد.
تشرين الأول أكتبر 2016، لقاء بين وزيري خارجية البلدين على هامش المؤتمر السابع عشر لوزراء خارجية دول عدم الانحياز في فنزويلا.
كانون الثاني يناير إعلان طهران عن استعدادها للعب دور الوسيط بين إسلام أباد ونيودلهي. وذلك خلال سفر لوزير الخارجية الإيراني لإسلام أباد للمشاركة في مؤتمر قلب آسيا.
وفي أواخر الشهر نفسه أتت زيارة رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني"علاء الدين بروجردي" لباكستان لتقوية العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين. تخلل الزيارة لقاءات مع رؤساء مجالس الشيوخ والنواب والشعب الباكستاني.
إضافة إلى كل ما ذكر، هناك عشرات الزيارات لوفود اقتصادية وسياسية وأمنية جرت بين البلدين، ولقاءات ثنائية على هوامش مؤتمرات في دولة ثالثة، وكلها تؤكد اتجاه البلدين لتعزيز العلاقات وتمتينها، رغم كل الضغوط والمغريات التي تمارس على إسلام أباد من أطراف عربية ودولية معروفة.