الوقت - في خطوة استكمالية لسياسات الكيان الإسرائيلي الممنهجة من أجل إكمال تهويد القدس وكل فلسطين، أقر الكنيست الإسرائيلي يوم الأربعاء، بالقراءة التمهيدية، قرار حظر رفع الأذان عبر مكبرات الصوت بمساجد الأراضي المحتلة والقانون هذا يحتاج بعد مصادقة اللجنة التابعة للحكومة، إلى المرور بثلاث قراءات، قبل أن يصبح قانوناً ساري المفعول.
وفي هذا السياق ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه وبعد جلسة نقاش ساخنة داخل الكنيست، صوت لصالح مشروع القانون 55 عضواً، بينما رفضه 47 عضواً، هذا وكانت قد صادقت اللجنة الوزارية على الصيغة التوافقية للقرار والذي ينص على منع الأذان من الساعة 11 مساءً إلى 7 صباحاً ، وبالتالي منع رفع أذان الصبح.
يتذرع الإسرائيلي في طرحه لمشروع القرار هذا بأن الأذان يسبب حالة من الضجيج والتوتر لآلاف الإسرائيليين وهنا لابد من الإشارة إلى أن هذا القرار يعد واحداً من أخطر القرارات العنصرية الإسرائيلية ولكنه ليس الأول من نوعه فيما يتعلق بحظر الأذان.
وكان نتنياهو قد أعلن تأييده لمشروع القرار هذا زاعماً أنه لايستطيع أن يحصي عدد شكاوى المواطنين من جميع الشرائح والأديان بسبب ضجيج الأذان حسب تعبيره وأن حكومته ملتزمة بحماية ماوصفهم بالناس الذين يعانون ضوضاء مكبرات الصوت رغم أنها دولة تحترم العبادة لأبناء جميع الأديان.
هذا وتصل غرامة عدم تطبيق هذا القانون في حال تم إقراره إلى خمسة آلاف شيكل.
وكان هذا القرار قد واجه غضباً شعبياً فلسطينياً حيث وصفوا القرار بأنه عنصري بامتياز وأنهم لن ينصاعوا لمثل هذا القرار، فحصر حظر الأذان على الفترة الليلية ربما هو ذريعة لتمريرالقانون في مرحلة أولى ليعدل بعدها تدريجياً لتوسيع فترة الحظر وفي ذلك انتهاكاً واضحاً لحرية العبادة وتعدي على الشعائر الإسلامية والدين الإسلامي.
ربما يسعى نتنياهو أن يظهر بصورة أنه يواجه الإسلام والمسلمين وبالتالي زيادة شعبيته في العقلية العنصرية الإسرائيلية، وذلك من خلال تحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني حيث أن نتنياهو وحكومته يريدون تسليط الأضواء على القضية الدينية وتصوير النزاع على أنه صراع ديني وصرف النظر عن القضية السياسية والتي هي القضية الجوهرية وتعزيز تهويد الدولة الفلسطينية وطمس معالمها العربية والإسلامية .
ما يستوجب القول هنا أن الإساءة إلى المعتقدات الدينية أمر حساس جداً ويحمل في طياته الكثير من التداعيات ولكن القضية الأساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليست قضية العبادة بل قضية وجود وسيادة أصحاب الأرض وضمان السيادة الفلسطينية تضمن للفلسطينين حق العبادة .