الوقت - في حديث خاص لـ"الوقت" مع عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد أحمد القبلي دار الحديث عن الدور السعودي في المنطقة وكشف خيوط المؤامرة المحاكة ضد الإسلام والعروبة كما تطرقنا خلال الحدیث عن الحرب في اليمن فكان لنا الحوار التالي..
الوقت: برأيكم ماهو دور السعودية في رسم خارطة المنطقة المضطربة وإلى ماذا تهدف من خلال سياساتها المتبعة حول القضايا العربية والإسلامية؟
محمد القبلي: أعتقد وللأسف الشديد أنّ السعودية تقوم بدور خطیر في رسم مخطط إستعماري كبير لايقتصرعلى الإحتلال فقط ولكنه يهدف لتفكيك الأمة الإسلامية وتمزيق النسيج الإسلامي والعربي أيضاً من خلال هجومها على اليمن وتهميش القضايا الإسلامية والعربية وأهمها القضية الفلسطينية کما أنها تريد أن تصوِّر بأن إيران عدوة للمسلمين وإظهار اليمن بأنه عدو للعرب وتجميل صورة المحتلين الذين يأتون من خارج الدائرة العربية إلى اليمن وتظهرهم على أنهم محررين فهناك مغالطة في المفاهيم و هناك تحريف للدين بحيث تنشأ جماعات مثل داعش و القاعدة، تصور بأن الجهاد هو أن ينفجر الشاب المسلم وسط أبرياء مسلمين وبالتالي حرفوا بوصلة الجهاد الذي أراده الله ضد الظلمة والمتكبرين والمتجبريين إلى الأبرياء والشعوب المظلومة والمستهدفة، لمصلحة الصهيونية العالمية والإستكبار وعلى رأسهم أمريكا. فهذا التهميش لم يأتِ من فراغ. هناك مؤامرة كبيرة تقف وراء هذا الأمر وتشمل الجانب الإعلامي، الثقافي، العسكري، السياسي والإقتصادي.... ولكن الشعب اليمني سيبقى صامدا بوجه التحديات التي يواجهها.
الوقت : ماهو مشروعكم في التصدي للجماعات الإرهابية والهجمة السعودية الشرسة على اليمن؟
محمد القبلي: "برنامجنا ينطلق من حقائق مايجري على أرض الواقع فمن الناحية العسكرية عندما يكون هناك اعتدال وعدل فلابدّ أن يكون هناك دفاع ومقاومة. وقد يصل الدفاع إلى العمق السعودي بحكم الضرورة لإسكات مصادر النيران والحد من انتشار التطرف. ومن الناحية الثقافية والدينية لابدّ من تصحيح المفاهيم الخاطئة المنتشرة وتوضيحها للناس، وتبيَّنَ أن مايجري ليس خلافاً بين الشيعة والسنة وليس صراع مناطقي ولاطائفي كما يريد أن يسميه ويظهره البعض. ولكن في الواقع هناك مؤامرة كبيرة للنفوذ والتغلغل داخل الأمة الإسلامية، واختراقها من خلال خلافات مصطنعة قد تكون على أساس ديني أو طائفي وقد تكون على أساس مناطقي. ولكن في الحقيقة الإستعمار والإستكبار هو من يصنع هذه الخلافات". نحن ندعو الإعلامين والمثقفين والنخب الثقافية بأن تنتبه إلى هذا الخطر وأن تنبِّه الجماهير إلى خطورة مايجري. فإذا عرف الناس العدو الحقيقي حينها يستطيعون أن يحصِّنوا أنفسهم.
الوقت: كيف ترى سعي بعض الدول العربية والإسلامية في الإقتراب من الكيان الصهيوني واللهث وراء التطبيع؟
محمد القبلي: هناك عرب للأسف الشديد يطعنون القضية الفلسطينية في الظهر وهذا ما يوصف بالخيانة تجاه قضية العرب والمسلمين الأولى وكان آخر التطورات وأهمها؛ التصريحات الأمريكية بنقل السفارة الأمریکیة إلى القدس، وهذا يعتبر تحدي سافر لتصفية القضية الفلسطينية تماماً مع وجود عرب و مسلمين صامتين وقد تنازلوا عن هذه القضية. ولكن بادرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإقامة المؤتمرات والندوات التي تدعوا لها لتذكير المسلمين بواجبهم تجاه هذه القضايا وهذه ليست مِنَّة و لكنها واجب. إذن هناك حق الإسلام والإنسانية على الجمهورية الإسلامية وهناك حق آخر على العرب والأخوة بالدم ولكن الكثير منهم قد تناسوه.
إعداد: عبدالسلام تقي