الوقت - تمر هذه الأيام الذكرى السابعة لانطلاق الثورة الشعبية في البحرين للمطالبة بالإصلاحات السياسية ونبذ الطائفية واحترام الحريات العامة لاسيّما حرية التعبير عن الرأي.
ولا زالت سلطات آل خليفة تسعى إلى قمع هذه الثورة السلمية من خلال اعتقال وتعذيب وقتل المزيد من المتظاهرين والتضييق على الرموز الدينية والوطنية لاسيّما المرجع الديني آية الله عيسى قاسم والأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان.
في هذا السياق أكد الناشط الحقوقي والإعلامي العراقي البارز المهندس "ساهر عريبي" أن ما ساعد النظام البحريني في تماديه وقمعه للشعب البحريني ورموزه وقياداته هو الدعم الذي يلقاه من القوى الأجنبية خاصة أمريكا وبريطانيا، وكذلك من الجيش السعودي، معرباً عن اعتقاده بأن القمع في البحرين بات السمة المميزة للأوضاع في هذا البلد.
وأوضح عريبي أن ثورة الرابع عشر من شباط/فبراير في البحرين تعتبر اليوم الثورة الأطول ضمن ما يعرف بثورات "الربيع العربي"، لافتاً إلى أن هذه الثورة قد تعرضت إلى قمع شديد من قبل نظام آل خليفة الذي حاول ويحاول استخدام كافة وسائل القمع وبدعم من قبل الجيوش الأجنبية لمحاصرة هذه الثورة السلمية التي لا تطالب بغير الحقوق المشروعة التي انتهكها آل خليفة المحتلين لأرض البحرين منذ نحو قرنين من الزمان.
وأشار عريبي كذلك إلى أن سلطات المنامة لم تستجب لمطالب الشعب العادلة ووجهت فوهات بنادقها وقتلت وجرحت المئات من المتظاهرين واعتقلت الآلاف وزجت بهم في السجون ونفذت الإعدامات بالكثير منهم، كما حلّت الجمعيات السياسية والحقوقية و أسقطت الجنسية عن عدد كبير من الرموز الدينية والوطنية في مقدمتهم آية الله الشيخ عيسى قاسم.
ولفت هذا الكاتب والحقوقي العراقي المقيم في لندن إلى أن مايحصل اليوم في البحرين مشابه لما كان يحصل في الأيام الأولى لانطلاق الثورة، ومما ساعد النظام في تماديه و قمعه لهذه الثورة هو الدعم الذي يلقاه من القوى الأجنبية وخاصة من أمريكا وبريطانيا وكذلك من الجيش السعودي، ولكن الشعب البحريني وعلى الرغم من كل هذه الانتهاكات لازال مصراً ومصمماً على المضي في ثورته التي تدخل عامها السابع تحت وطأة القمع الشديد وغير المسبوق على يد سلطات آل خليفة.
وفي جانب آخر من كلامه أكد عريبي إن نظام آل خليفة قد اشترى صمت العديد من الدول الغربية لاسيّما أمريكا وبريطانيا عبر صفقات التسلح وفتح أبواب البلاد أمام القواعد العسكرية الأجنبية، مشيراً في هذا الخصوص إلى أن البحرين هي مقر الأسطول الخامس الأمريكي.
وإضاف: إن النظام البحريني كان قد وضع الحجر الأساس في كانون الأول/ ديسمبر من عام 2015 لأول قاعدة بريطانية في البلد وفي عموم الشرق الأوسط، أي منذ انسحاب القوات البريطانية من المنطقة وتحديداً من شرقي قناة السويس في ستينات القرن الماضي".
وأعرب هذا الكاتب والحقوقي العراقي عن اعتقاده بأن استهداف آية الله الشيخ عيسى قاسم لا يمثل استهدافاً لشخصه فقط؛ بل للشعب البحريني برمته لإبعاده عن أرض آبائه وموطن أجداده منذ مئات السنين.
وضمن إشارته إلى التضحيات الكبيرة للشعب البحريني، أكد ساهر عريبي انه لا يعتقد بأن الأمور ستتجه كما تشتهي سلطات المنامة لأن هذا الشعب قد عزم أمره على الدفاع عن حقوقه المشروعة، مشدداً في الوقت نفسه على أن القضية البحرينية أصبحت الآن قضية وجود ولا يمكن أن تنتهي من خلال القمع مهما حاولت السلطات ومهما تواطأت ضد هذا الشعب مع القوى الأجنبية التي لا تريد الخير والأمن والاستقرار لهذا البلد وللمنطقة برمتها.