الوقت- المتتبع لتاريخ آل سعود وواقعهم يكتشف بوضوح أن هذه الأسرة التي حكمت ارض الحجاز، لعبت دوراً مخزياً في زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة، من خلال مشاركتها بتنفيذ المؤامرات التي تحيكها الدوائر المخابراتية المعادية للاسلام .
وتؤكد جميع الشواهد التاريخية ان ما تقوم به الاسرة الحاكمة في الرياض في الوقت الراهن، هو امتداد للواقع المزيف والمخرب الذي دأبت عليه هذه الاسرة طيلة حكمها لأرض الحجاز .
وهنا لابد من الاشارة الى دور الوهابية في دعم آل سعود للاستحواذ على مقدرات الحجاز، والذي بدأ بعقد صفقة مشبوهة بين محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي ومحمد بن سعود، والمجزرة الوحشية التي ارتكبها مسلحو سعود بن محمد(جد عبد العزيز) في مدينة كربلاء المقدسة في بداية القرن التاسع عشر، والتي أدت الى استشهاد اكثر من اربعة آلاف شخص من محبي وموالي اهل البيت عليهم السلام ونهب الأضرحة المقدسة في هذه المدينة .
وبعد سيطرة الوهابيين على مكة المكرمة والمدينة المنورة والدمار الهائل الذي أحدثوه في هاتين المدينتين ومن بينها هدم قبور الائمة الاطهار(عليهم السلام) والأولياء الصالحين، استتب الأمر لآل سعود كي يبسطوا نفوذهم على جميع الاراضي والمساحات الجغرافية التي عرفت فيما بعد باسم المملكة السعودية .
هذه الممارسات الهمجية والانتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها الوهابية وآل سعود منذ بداية سيطرتهم على الحجاز، ولّدت قناعة لدى المسلمين بأن ما يقوم به الوهابيون وحلفاؤهم من آل سعود، يأتي في سياق مؤامرة كبرى دبرت في ليل لزرع بذور الفتنة في العالم الاسلامي، والتمهيد لتمزيقه والهيمنة على مقدراته وسرقة ثرواته خدمة للمشروع الصهيو امريكي في المنطقة .
واتبعت الوهابية وآل سعود خطة مزدوجة لخداع المسلمين من خلال التظاهر بالاسلام من جهة وشراء الذمم والاستفادة من ذوي النفوس الضعيفة لترويج أفكارهم الهدامة من جهة اخرى، وذلك من خلال توظيف الثروات الهائلة التي تكتنزها ارض الحجاز، لتمرير هذا المخطط الذي يستهدف تشوية صورة الاسلام من جانب، وتفتيت صفوف المسلمين وتحقيق مآرب الاعداء من جانب آخر .
وقد استعانت الوهابية وآل سعود بشرذمة ممن يسمون أنفسهم "رجال دين" لتنفيذ هذا المخطط، بإطلاق الفتاوى التي تبيح قتل المسلمين لمجرد عدم اتباعهم لأفكار محمد بن عبد الوهاب المنحرفة ورفض الانصياع لأوامر الأسرة الحاكمة. ووصل الأمر بهؤلاء "شيوخ الوهابية" الى إصدار فتاوى تجيز ارتكاب المحرمات بحجة الضرورات، وباتت عندهم الغاية تبرر الوسيلة لإرضاء نزوات حكام آل سعود .
والدور الذي لعبته الوهابية وآل سعود في تبذير أموال المسلمين لقضاء شهواتهم ونزواتهم الشيطانية غير خاف على أحد، والموسوعات التي دونت في هذا المجال لبيان حجم الإسراف الذي مارسه آل سعود لإشباع غرائزهم الحيوانية، شاهد على الانحطاط الاخلاقي والقيمي الذي وصلت اليه الاسرة الحاكمة في الرياض .
وأما دعم سلطات الرياض للارهاب والارهابيين بالمال والسلاح فواضح وبيّن لكل ذي عينين، وما الجرائم الشنيعة التي ترتكب الآن في العديد من الدول الاسلامية لاسيما في العراق وسوريا ولبنان وافغانستان وباكستان، إلاّ شاهد واضح على هذا الدعم والذي يتم بالتنسيق مع المخابرات الغربية والاسرائيلية وبقيادة امريكية، ضمن مخطط مدروس لتقطيع أوصال الامة الاسلامية وهدر طاقاتها وامكاناتها البشرية والمادية وإشغالها في نزاعات طائفية وعرقية وقبلية، لحرفها عن قضاياها المصيرية لاسيما قضية فلسطين والقدس الشريف .
ويري جميع المراقبين بأن الفكر الوهابي السلفي الذي يتبناه آل سعود، هو السبب الرئيس الذي يقف وراء جميع المآسي والكوارث التي تقاسيها الشعوب والدول الاسلامية لاسيما شعوب ودول المنطقة. فبدلاً من إنفاق اموال المسلمين التي تستحوذ عليها السعودية من خلال استخراج وتصدير النفط الذي تزخر به أرض الحجاز، لخدمة قضايا المسلمين المصيرية لاسيما قضية الشعب الفلسطيني المظلوم، نرى السعودية اليوم توجه صواريخها نحو الشعب اليمني المسكين كي تقتل أبناءه وتدمر بلاده بدعم من امريكا والدول السائرة في فلكها، رافضة الاستماع لصوت العقل والمنطق ومتجاهلة للدعوات الخيّرة التي تطلق من قبل المخلصين لهذه الامة، بضرورة الإسراع بوقف هذا العدوان الظالم على الشعب اليمني الذي تُمزق الصواريخ اجساد اطفاله ونسائه وشيوخه، لا لجرم ارتكبوه سوى نصرتهم للحق الذي ضحوا من أجله بالغالي والنفيس، لتحقيق ما يصبون اليه من عزة واستقرار وحياة حرة كريمة بعيداً عن أي تدخل اجنبي .
وفي الختام لابد من التأكيد على ان الوهابية والفكر السلفي التكفيري الذي يدعمه آل سعود، سيدمر المنطقة برمتها إذا ما اتيحت له الفرصة لتحقيق ذلك، ولن تقف بوجهه سوى إرادة الشعوب الاسلامية ونخبها الواعية والمثقفة، من خلال التصدي لهذه الجرثومة التي زرعها الاستعمار في وسط الامة الاسلامية، كحلقة من حلقات التآمر الذي ما زال ينخر في جسد هذه الامة ويعيث فيها فساداً على يد العصابات الارهابية والتكفيرية ووعاظ السلاطين، الذين نبتت لحومهم على السحت الحرام الذي تغدق به السعودية، في وقت يعاني فيه الكثير من المسلمين من شظف العيش وما ينتجه من أمراض وتخلف وتقهقر في مختلف المجالات، بسبب هذه المؤامرة الماكرة والسياسة المزيفة التي تنفذ باسم الاسلام والاسلام منها براء .