الوقت- يعيش اليمن حالة انعدام الامن منذ سنوات وهو بلد يمتاز بموقعه الاستراتيجي وبشعبه الشجاع ، وقد عانى اليمن من اطماع القوى الاستعمارية الاجنبية ومن اطماع الامراء العملاء في المنطقة في تاريخه، وتعتبر السعودية احدى الدول التي فرضت سيطرتها على اليمن واستفادت من حالة عدم الاستقرار في هذا البلد .
وقد حاولت السعودية إبقاء اليمن في بيت الطاعة لعقود عن طريق عملاء مثل علي عبدالله صالح وبعد سقوط هذا الدكتاتور عمدت السعودية الى دعم عبد ربه منصور هادي لكن المعارضة الشعبية لهادي وعدم كفاءته قد تسببا بتأزيم الاوضاع في اليمن وقد ازدادت الاوضاع تعقيدا بعد فرار هادي من اليمن واللجوء الى السعودية وبعد العدوان السعودي على اليمن .
ويتبادر الى الذهن سؤال حول سبب تأخير حركة انصار الله في الرد على السعودية وهل ان هذه الحرب ستمنح فرصة لانصار الله؟ وهناك سؤال آخر هو هل ان الحرب ستزيد اوضاع اليمن سوءا ام ان وجود عدو خارجي سيزيد من اللحمة الداخلية ؟
سعى اليمن الى فضح عدم شرعية العدوان السعودي عبر عدم الرد جوا وبرا على القوات السعودية كما تسعى حركة انصارالله الى استغلال هذا العدوان من اجل تسريع القضاء على المتمردين والارهابيين المناصرين لهادي. ان الحرب الخارجية تمنح الحكومة المركزية اكبر فرصة وذريعة لتوحيد الصف الداخلي وضرب المتمردين والارهابيين الانفصاليين ويمكن وضع انتصارات انصارالله في عدن في هذا السياق حيث عمدت هذه الحركة الى تسريع تقدمها في جنوب اليمن ولذلك يمكن القول انها سوف لن تصرف طاقتها في مواجهة السعودية في الوقت الحالي .
وهناك امر آخر وهو ان حركة انصارالله ستستخدم القسم الاكبر من قوتها في الحرب البرية لكي لا يتهمها الآخرون بالهجوم جوا على مكة المكرمة والمدينة المنورة، ان اي رد جوي من قبل انصار الله على السعودية سيضع الحركة في حرج شديد ويجلب الأذى لباقي الجماعات الشيعية في المنطقة وهكذا أفشلت انصارالله المخطط السعودي واكتفت بإسقاط عدد من الطائرات السعودية .
ويسعى اليمن الى تفتيت التحالف المتشكل ضده عبر الدفاع المشروع عن نفسه وعدم القيام بهجوم جوي وبري على السعودية وكان من شأن التسرع في الرد على السعودية ان يوحد باقي البلدان العربية وتركيا وباكستان مع السعودية ويعطي الذريعة للمؤسسات الدولية العميلة لامريكا والغرب للدفاع عن السعودية .
ان تأني انصارالله وصبرها قد أعطى نتيجته المرجوة حيث نشاهد يوما بعد يوم الادانات الدولية ضد العدوان السعودي واذا استمر هذا العدوان وازدادت الادانات الدولية والشعبية في مختلف انحاء المنطقة والعالم ضد العدوان السعودي فعند ذلك تصبح الاجواء مهيأة للرد العسكري على السعودية وحينها يعجز السعوديون المرفهون باموال النفط عن مواجهة شعب شجاع يعاني من الفقر ويمكن ان يكون سبب التريث السعودي في الهجوم البري على اليمن هو هذا الأمر .
ومن خلال ما ذكرناه يمكن ان نستشف بأن التكتيك الذي تتبعه انصارالله في مواجهة العدوان السعودي هو تكتيك الصبر والانتظار ومن جهة اخرى القضاء علي العملاء والانفصاليين في الداخل وكذلك الصبر لكي تصبح الفرصة مؤاتية دوليا واعلاميا للرد على الهجوم البري السعودي المتوقع وفرض الهزيمة على التحالف العربي وتلقين السعودية درسا لن تنساه .