الوقت- في حال أردت القيام برحلة استجمام الى الصين الشعبية بهدف التمتع بطبيعة وعادات وتقاليد هذه القارة العجيبة، فعليك أن تستثني العديد من مدن هذا البلد من قائمة رحلتك، وعندما تهبط طائرتك في العاصمة بكين لابد لك من ارتداء قناع صحي جيد يَقيك من ضبابها القاتل.
سيخيّل إليك بأن الضباب الدخاني السام الذي يخيّم على العديد من المدن الصينية لايعدّ مشكلة عويصة لهذا البلد، إلا ان الواقع يشير الى مدى القلق الذي يعيشه سكان المدن الملوثة بالإضافة الى التحديات التي فرضها هذا التلوث على مسؤولي الحكومة لمواجهته وإنقاذ رئات المواطنين من سمومه التي أنهكتهم على مدى العقدين الماضيين.
وعندما تعزم السير في شوارع بكين ستدرك مدى خطورة الحالة التي يعيشها أهالي العاصمة، فالضباب الدخاني سيحجب عنك رؤية قمم ناطحات السحاب، وسيحرمك من التقاط صور جميلة لمعالم بكين الاثرية، ناهيك عن الأضرار التي سيتسبب بها لرئتيك وستشعر بأنك تعيش داخل مدينة ضربتها آلاف القنابل الكيماوية.
فرقة شرطة بيئية
ولوضع حدّ لهذه المعضلة أعلن مسؤولون في بكين عن تشكيل فرقة شرطة بيئية جديدة بهدف القضاء على التلوث ولمنع استخدام المواد الملوثة في المدينة، وجاء قرار الحكومة هذا بعد موجة من الغضب الشعبي جرّاء تفاقم مشاكل الصين المستمرة بشأن الضباب الدخاني.
وفي هذا السياق قال عمدة بكين "تساي تشي" خلال اجتماع نقلا عن وكالة "شينخوا": هدف هذه القوة البيئية الجديدة هو الحدّ من حفلات الشواء في الهواء الطلق وحرق القمامة وحرق الخشب والكتل الحيوية الأخرى.
كما كشف العمدة عن عدة تدابير أخرى، بما في ذلك خفض استخدام الفحم بنسبة 30 في المئة خلال العام 2017، وإغلاق 500 مصنعا ملوثا. ومنع حوالي 300،000 سيارة عالية التلوث من دخول العاصمة ابتداء من الشهر المقبل.
حالة تأهب قصوى
ويعيش سكان العاصمة بكين وعشرات المدن الصينية الاخرى أيام الشتاء "تحت غيمة سوداء من الضباب الرمادي"، علاوة على مستويات تلوث الهواء التي تتجاوز بشكل روتيني إرشادات منظمة الصحة العالمية.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت أكثر من 20 مدينة "حالة تأهب قصوى"، وهو أعلى مستوى تحذيري في نظام رباعي المستويات بالصين، بينما أطلقت بكين "التحذير البرتقالي" الذي يعدّ ثاني أعلى المستويات التحذيرية من التلوث في الصين.
إعداد: محمد أبو الجدايل