الوقت- وجّه وزير الدفاع الامريكي "آشتون كارتر" نقدا لاذعا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مفندا فيه وجود أي دور لروسيا بهزيمة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا،
كما اعتبر كارتر بحسب زعمه أن موسكو تتبنى استراتيجية تهدف إلى عرقلة جهود الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم بشكل واضح.
وتابع وزير الدفاع الأمريكي المنتهية ولايته في مقابلة مع صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية نشرتها على موقعها الإلكتروني يوم الجمعة: إن جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرامية للحد من النفوذ الأمريكي في ازدياد، مما يصعب من عملية إيجاد أطر تعاون بين واشنطن وموسكو.
وأشار كارتر بحسب اعتقاده الى أن هذا التوجه زاد على نحو مطرد تحت قيادة بوتين، قائلا إنه فيما يبدو أن هذا النهج هو جزء من تصوره الذاتي، وإن أحد الطرق التي يقيس بها نجاح سياسته لا يتمثل في النتائج التي يحققها على أرض الواقع، بل بمستوى الاضطرابات التي يمكن أن يحدثتها في بقية العالم، ويصورها لشعبه على أن لها مغزى سياسي.. موضحا أن هذا هو السبب وراء صعوبة تشييد جسر مع قادة روسيا.
وبشأن الإدارة الأمريكية القادمة قال كارتر: لا أسعى إلى تقديم المشورة للإدارة القادمة، مستدركا بأن تقييمه للسلوك الروسي -في سوريا وخارجها- يتناقض على نحو صارخ مع تحليل ترامب وبعض مستشاريه لروسيا عموما وبوتين على وجه التحديد.
هذا وكانت قد لفتت "وول ستريت جورنال" إلى إعجاب ترامب ببوتين كقائد، وتطلع إلى علاقات أفضل مع روسيا في العموم، بل وأشار إلى روسيا كحليف محتمل في هزيمة داعش.
وأما كارتر الذي يعدّ أي تقارب مع روسيا يمثل خطرا لمصالح أمريكا في الشرق الاوسط قال: كلما ازداد حزم الجيش الروسي في دعم الرئيس السوري بشار الأسد في الأشهر الأخيرة، كلما تعقدت الأمور بالنسبة للقتال ضد قوات داعش، وإن الروس لم يفعلوا شيئا لمحاربة (داعش) فلطالما تعاونوا مع القوات الحكومية السورية في محاربة المعارضة المعتدلة، وإن كل ما فعلوه كان خاطئا بل ويتناقض تماما مع ما قالوا إنهم في طريقهم للقيام به.
وبشأن الإصرار على تبنّي سياسة عدائية تجاه روسيا من خلال دعم قوات الناتو التي تموضعت قواتها بالقرب من الحدود الروسية الأمر الذي عدّته موسكو عملا استفزازيا، قال وزير الدفاع الامريكي: أثق تماما أن هذا الدعم هو أمر ضروري ينبغي علينا القيام به، وعلينا أن نستمر في الاستثمار في ذلك. وسيتعين علينا الإثبات للقيادة في أوروبا أنه يجب المحافظة على اتحاد منظمة الناتو، لأن انشقاق أعضاء التحالف هو أحد الأهداف الروسية التي لطالما كانت وستظل من أهداف موسكو.
وبهذا يكون قد ودّع كارتر منصبه في البنتاغون الذي سيتركه بمجرد "دخول الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب الى البيت الأبيض" في وقت لاحق من شهر كانون الثاني/يناير الجاري، بتوجيه خطاب لاذع يفضح مدى عدائية إدارة بلاده السابقة لروسيا.