الوقت - استهدفت الجماعات المسلحة في ريف ادلب الشمالي وبالتحديد في مدينة بنش المراكز الطبية في الفوعة وكفريا المحاصرتين، امعاناً في حصار البلدتين وحرمان الأهالي هناك من العلاج.
وهذا أدى إلى خروج المشفى الوحيد في البلدتين عن الخدمة منذ قرابة الشهر، جراء قصف للإرهابيين، وتعطلت نصف أقسامه، فيما محطة الأوكسجين متوقفة عن العمل منذ أشهر، وقسم المختبر شبه مجمد، وتتم فيه التحاليل الاسعافية فقط.
هذه الظروف دفعت بأهالي البلدتين إلى انشاء مشفى جديد، هو عبارة عن قاعة مقسمة بواسطة ألواح الخشب والحرامات، وهذه القاعة تصبح مظلمة عند توقف المولد الكهربائي الخاص بالمشفى والذي لا يتم تشغيله الا بالحالات القصوى، بسبب النقص في المواد النفطية.
لا مكان لأهالي الفوعة وكفريا للعلاج، ولا حتى دوام، حيث تكاد تختفي الأدوية المختلفة من صيدلية المشفى، وفي هذه الأيام من فصل الشتاء، فإن أهالي البلدتين لا يجدون أدوية الالتهاب والرشح، فكيف بأدوية الأمراض الأكثر حساسية.
توقف محطة الاوكسيجين، حرم مرضى الربو من الاوكسيجين الضروري لهم أثناء النوبات الشديدة، فيما قذائف المسلحين التي تحوي بعضها غازات سامة، تزيد الوضع سوءاً، ما يستدعي التدخل العاجل لمعالجة هذه الأوضاع الإنسانية.
لم تكتفي الجماعات المسلحة بحصار البلدتين، بل منعت وصول كامل المساعدات الإنسانية إليها، حيث تقوم الجماعات المنتشرة في محيطهما بتفتيش شاحنات الأدوية وسرقة بعضها، التي ساعد الهلال الأحمر السوري في إيصالها إلى البلدتين.
مااضطر الجيش السوري أن يسقط من الجو بالتعاون مع الحلفاء والعديد من الجهات مساعدات غذائية وطبية إلى المحاصرين في الفوعة وكفريا، وهذا ما ساهم إلى حد كبير في التخفيف من معاناة الأهالي، في معالجة المرضى والمصابين جراء اعتداءات المسلحين بالقذائف والصواريخ. ورغم كل هذه المعاناة فقد غابت المؤسسات الإنسانية الدولية عن الأوضاع في بلدتي الفوعة وكفريا، إلا من بعض التقارير الخجولة، والتي لا ترتقي إلى مستوى المعاناة، بمقابل انسياقها بدوافع سياسية إلى إصدار تقارير عن مناطق أخرى في سوريا، استناداً إلى مقابلات مع مسؤولي الجماعات المسلحة، وهم نفسهم الذين يحجبون المساعدات عن الأهالي في المناطق التي يسيطرون عليها، ويبيعونها بأغلى الأثمان.