الوقت - يعد يوم عيد الميلاد (الكريسماس) من أهم الأعياد المسيحية ويشير الى يوم ولادة سيدنا المسيح، عيسى ابن مريم (ع)، وهو عيد أصبح الاحتفال به أمنية في الشرق الأوسط اثر الاضطرابات الأمنية التي تضرب أرض الأنبياء. ومن سنن عيد الميلاد لدى المسيحيين رفع الصور التقليدية المنسوبة للمسيح، تزيين شجرة الميلاد، تبادل الهدايا والتهاني وأخيرا مشاركة بابا نوئيل في ليلة عيد الميلاد؛ ويدور هذا العيد حول تعزيز حسن النية، الكرم، العطف ولمّ شمل العائلة.
وفي هذا الصدد تحتفل الكثير من البلدان حول العالم بعيد الميلاد ويعود ذلك الى التوزيع الديموغرافي للمسيحيين في العالم وشيوع الثقافة الغربية وامتزاجها مع الاحتفال بحلول فصل الشتاء.
وبمناسبة حلول أيام أعياد الميلاد نشرت وكالة الأنباء الفرنسية مقالا بهذه المناسبة تطرقت فيه الى الأمن في إيران الذی يحيط بها بحر من العنف في الشرق الأوسط؛ حيث أكدت الوكالة أن إيران هي المكان الأكثر أمنا للمسيحيين، حيث تستطيع الأقلية المسيحية في إيران اقامة احتفالات أعياد الميلاد من دون أي هواجس أمنية.
وأخبر المسيحي الأرمني الإيراني، حامد داووديان مراسل AFP أن سلطات الحكومة الإسلامية الإيرانية لم تتعرض لهم (للمسيحيين) أبدا، وإنهم يعيشون ويربون أطفالهم في أمن تام، وتابع داووديان: نحن نعيش في إيران الى جانب المسلمين منذ 400 سنة، وخلال الحرب العراقية قاتلنا الى جانب المسلمين وقدمنا الدماء، ولم يتعرض لنا أحد حتى الآن.
وتضيف الوكالة: وفقا لتوجيهات آية الله الخميني في بداية الثورة، يعيش جميع المسيحيين –الأرمن والآشوريين- الى جانب اليهود والزرادشتية ويحصلون على نفس حقوق الفرد المسلم. ويقول كبير أساقفة المسيحيين الآشوريين في إيران، رمزي كرمو: إن الزحام في طهران شديد، ويوم العيد ليس بعطلة، ولكننا نشكر الله لأننا نعيش بهدوء في بلد يتوسط ساحات من العنف و الحروب.
ويقول أسقف الأرمن في أصفهان وجنوب إيران: خلال عهد العنف الديني؛ كانت الكنائس والكُنس ومعبد الزردشتية في أمان بجوار المساجد في أصفهان.
ويعيش المسيحيون والأرمن في أصفهان منذ 400 سنة، وفي هذا الصدد تبدو كنيسة "وانك" التي تعد اقدم كنائس هذه المدينة رمزا للتعايش السلمي في محلة "جلفا" بأصفهان، وتعد رمزا للعمارة الإيرانية والأرمنية يسحر التعايش السلمي فيها بين الأديان الإلهية كل من يزور المدينة.
وفي اشارة الى كنيسة وانك بأصفهان، يقول الأسقف بابكن جاريان: "إن الكثير من الأشخاص يصابون بالدهشة عندما يزورون الكنيسة لأول مرة، حيث من اللافت للنظر وجود هكذا مكان للمجتمع المسيحي في بلد إسلامي بالإضافة الى الجهود المبذولة للمحافظة على الكنيسة وصيانتها".
ويتابع: من أكبر مفاخر المجتمع الإيراني أن المسيحيين يعيشون بحرية الى جانب المجتمع المسلم، إن وجود المجتمع الأرمني في إيران يكشف أن جميع الاديان تعيش بسلام وهدوء وأمن في إيران.
وفي محلة جلفا، محلة الأقلية المسيحية في محافظة أصفهان تعيش هذه الأقلية منذ قرون الى جانب الاقوام الإيرانية الأخرى بسكينة، وتقع أغلب الكنائس في إيران بمناطق الأرمن حيث أن أغلب المسيحيين الإيرانيين هم من الأرمن، وإن وجود المجتمع الأرمني في منطقة جلفا بأصفهان أثر لا اراديا على اسلوب الحياة في هذه المنطقة، فإذا دخلت الى كنيسة "وانك" أو أي كنيسة اخرى في هذه المدينة فقد تنسى أنك في أصفهان، حيث أنك تدخل الى عالم آخر او من الأفضل أن نقول إنك ستواجه عادات وتقاليد واجواء سماوية ذات طابع مختلف، ستشعر بالاجواء السائدة في الكنائس حول العالم، ولكن أنت ما تزال هنا في إيران، ولكنه وجه آخر من وجوه إيران.