الوقت- يتساءل العديد من المتابعين للشأن الفلسطيني حول جدوى قرار مجلس الأمن الدولي الذي وافق غالبية أعضائه على وقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعن البنود التي أثارت غضب اسرائيل وامريكا؟.
الردود الاسرائيلية الأمريكية المندّدة بالقرار لاتدل سوى على إصرار تل أبيب بمواصلة الممارسات القمعية الظالمة بحق الشعب الفلسطيني، فقد سارع رئيس وزراء الكيان "بنيامين نتنياهو" بوصف القرار، الذي امتنعت امريكا عن التصويت عليه، بالمخجل.
ويعدّ مشروع القرار الأممي هذا نصراً سياسياً للدولة الفلسطينية ضد الاحتلال، على الرغم من حالة الإحباط التي تسيطر على الفلسطينيين بعد تأجيل مصر لتقديم مشروع القرار إلى مجلس الأمن مساء يوم الخميس الماضي، لاسيما جرّاء الضغوطات التي فرضتها عليها كل من تل أبيب وواشنطن.
ترحيب عربي
وفي سياق ردود الأفعال رحبّت فلسطين والدول العربية بقرار مجلس الأمن الدولي، فقد قال المتحدث بالرئاسة الفلسطينية "نبيل أبو ردينة" لوكالة الصحافة الفرنسية: إن قرار مجلس الأمن صفعة كبيرة للسياسة الإسرائيلية، وإدانة بإجماع دولي كامل للاستيطان، ودعم قوي لحل الدولتين. واعتبر القرار دعما دوليا كاملا لسياسة الرئيس محمود عباس القائمة على حل الدولتين.
فيما عدّت حركة التحرير الوطني (فتح) القرار انتصارا تاريخيا للشعب الفلسطيني ولكل أحرار العالم وأنه يدشن مرحلة جديدة من الصراع.
وأما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقد دعت الى ضرورة تحويل هذا القرار إلى خطوات عملية ليس لوقف الاستيطان وحسب بل لإزالة الاحتلال وما يتعلق به.
هذا واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي القرار "انتصارا لعدالة القضية الفلسطينية". وقالت: إن هناك رأيا عاما دوليا يتشكل ضد إسرائيل وسياساتها، وقد بات ممكنا عزلها ومقاطعتها وملاحقتها في كل المحافل لما ارتكبته من جرائم وعدوان ضد شعبنا.
الى ذلك أشاد سفير فلسطين لدى جامعة الدولة العربية "جمال الشوبكي" بمشروع القرار قائلا: إن القرار تاريخي وإن إسرائيل بحكم الإجماع الدولي ملزمة بتنفيذه.
ترحيب قطري أردني كويتي بالقرار
وأما على الجانب القطري فقد رحّب وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بالقرار الأممي معربا عن أمله بأن يشكل هذا القرار خطوة جادة نحو تحقيق السلام العادل والشامل للشعب الفلسطيني
وأما الأردن فقد وصف المتحدث باسم حكومتها "محمد المومني" القرار الأممي بالتاريخي، وقال إن التصويت بالأغلبية وامتناع عضو واحد (الولايات المتحدة) يؤكد قناعة الأسرة الدولية بعدم شرعية الاستيطان.
من جهته وصف رئيس مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) "مرزوق الغانم" قرار مجلس الأمن بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح.
بنود القرار
-على الكيان الاسرائيلي وقف بناء المستوطنات بشكل فوري وكامل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من ضمنها اورشيليم الشرقية.
-التأكيد على عدم تغيير الحدود المرسومة بين البلدين على أساس اتفاق عام 1967، من قبيل اورشيليم إلا في حال تم الإتفاق بين الطرفين عن طريق مباحثات غير رسمية.
-التأكيد على وقف عمليات الاستيطان بشكل كامل من أجل تحقيق حل الدولتين وإحلال السلام العادل.
- يتوجب على جميع الدول أخذ البند رقم 1 بعين الإعتبار ليتم التعامل مع الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية على أساسه.
-اتخاذ خطوات فورية للحدّ من السلوك الخشن المتبع تجاه المواطنين الفلسطينيين.
-دعوة الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى الإلتزام ببنود القرار الأممي المذكورة فيما سبق للحفاظ على السلام بينهما، والحدّ من الإستفزازات والدعوات المحرضة بينهما.
- يتوجب على جميع الأطراف المشاركة العمل بشكل جاد على دعم تنفيذ مشروع القرار والسعي لتطبيقه بشكل مباشر.
-يتوجب على المدير العام للأمم المتحدة أن يقدّم تقريرا كل ثلاثة أشهر بشأن إلتزام الطرفين بمشروع القرار.