الوقت- اعتبر خبراء ومحللون سياسيون ان الاتفاق الذي توصلت اليه ايران ودول 5+1 في لوزان الخميس الماضي حول البرنامج النووي الايراني هو ثمرة السياسة الذكية التي اعتمدها المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي .
واعتبر الخبير الدولي سياوش راندجبار دايمي والمتخصص في الشؤون الايرانية في جامعة مانشستر بأن رفع العقوبات مسألة غاية في الاهمية بالنسبة الى ايران التي لطالما وصفت هذه الاجراءات بغير القانونية وغير الاخلاقية .
الى ذلك اعتبر داوود هيرميداس بافاند السياسي الايراني والاستاذ في جامعة طهران بان آية الله خامنئي “سيكون صاحب الفضل” في حل إحدى أسوأ الازمات الدبلوماسية التي عاشتها ايران وفي إيجاد الظروف لتعزيز موقعها في المنطقة .
من جانبه اكد الخبير الايراني امير مهيبيان بان هذا الاتفاق النهائي يجب ان يحقق هدفين سبق للمرشد الاعلى ان حددهما ، وهما رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده منذ العام 2006 والحفاظ على البرنامج النووي الايراني حتى وإن تم تقييده ووضعه تحت مراقبة صارمة .
وقال “هذه كانت خطة المرشد الاعلى. كان من المهم ان نبرهن للعالم ان بإمكاننا إحراز إنجازات علمية على الرغم من الضغوط، لكن كان مهما ايضا التوصل الى رفع العقوبات”.وأضاف مهيبيان ان المرشد الأعلى “يريد حل هذه المسألة من اجل مستقبل البلد والمنطقة ”.
وبحسب مهيبيان فإن “القنبلة الذرية لم تكن يوما هدفنا. هذا وهم خلقته أمريكا وبعض الدول الغربية التي ساعدتنا في النهاية خلال المفاوضات. نحن نخرج رابحين ”.
يشار الى أن التهديدات الامريكية والاسرائيلية بشن هجوم عسكري على ايران لم تفلح في ردع الاخيرة عن مواصلة برنامجها النووي. وبلغت الازمة أوجها بين عامي 2010 و2012 مع اغتيال اربعة علماء ايرانيين وتوجيه طهران أصابع الاتهام في ذلك الى الكيان الاسرائيلي والغرب. واعتبر قائد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي حينها بأن سقوط هؤلاء الشهداء والعزلة الدبلوماسية التي عانت منها ايران واستفحال الازمة الاقتصادية فيها بسبب تشديد العقوبات الدولية عليها، عوامل جعلت عملية التخلي عن البرنامج النووي امرا مستحيلا سياسيا .