الوقت- انتقد عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق والمعارض لسياسات الولايات المتحدة التدخلية في دول مثل أفغانستان والعراق "رون بول"، مواقف المحافظين الجدد داعياً إلي إرسال "رسالة شكر" إلي إيران بسبب محاربتها لتنظيم داعش الإرهابي.
وجاء في مذكرته التي نشرها موقع "فيتسنيوز": بينما تواصل إيران دورها الفاعل في مساعدة العراق لمحاربة داعش، يشعر العديد من المحافظين الجدد الأمريكيين باليأس والإحباط، بسبب عدم وجود الجيش الأميركي هناك ليقوم بهذه المهمة.
وتابع بول بالقول: هم يريدون أن يعتقد الأمريكيون بأن هجوماً واحداً آخر فقط على العراق وسوريا ، يمكن أن يهزم داعش. ولكن أين هي المشكلة في أن دول المنطقة قد وقفت إلي جانب بعضها البعض، وقررت العمل معاً تجاه المعضلة المشتركة؟.
وأكد الناشط السياسي الأميركي: من المرجح كثيراً أن يتم حل مشكلة داعش علي يد دول المنطقة، بدل القنابل وقوات المشاة الأمريكية. إن قنابلنا تجعل المشكلة أسوأ، لأن هذه القنابل هي التي سببت هذه المشكلة قبل أي شيء آخر (غزو العراق في عام 2003). والشيء الذي افتعل من أجله المحافظون الأكاذيب لنا بشأن الحرب في العراق، وليسوا مستعدين لقبول ذلك حالياً، هو أنه قبل غزونا للعراق لم يكن هناك لا داعش ولا القاعدة في العراق وسوريا.
وأضاف بول: داعش هو فكرة، وليس دولة أو جيش، ولهذا السبب فلا معنى لإعلان الحرب عليه. ومن الواضح أنه إذا كنا نريد حقاً هزيمة داعش، فإن آخر شيء يجب أن نفعله هو القصف وإرسال القوات العسكرية إلي العراق وسوريا. إن قنابلنا وقواتنا لا تخدم إلا مزيداً من التجنيد من قبل داعش. العديد من هؤلاء المقاتلين المتطرفين هم من أوروبا وحتي أمريكا.
واستطرد قائلاً: إن المحافظين الجدد وغيرهم ممن يؤمنون بالسياسات التدخلية، ليسوا سعيدين بأن إيران قد اتخذت إجراءات لهزيمة داعش، رغم أنهم (المحافظين الجدد و...) يدعون أن داعش يمثل التهديد الأول لأميركا.
وأضاف الناشط المناهض للحرب في أمريكا: لماذا لا يحب هؤلاء هذا الخبر السار ؟ لأنهم يحلمون بعالم يعتقد فيه بقية العالم وخصوصاً دافعو الضرائب الأميركيون، أن أمريكا هي الدولة الحيوية والهامة الوحيدة ، ولا تحل أي مشكلة في أي مكان كانت، دون التدخل الأمريكي. هم يجادلون بأن مصداقيتنا ستنخفض إن لم نؤد الدور القيادي في كل صراعات العالم.
وأكد بول قائلاً: ربما إذا بدأ الناس في بقية الأماكن بالتفكير بأنهم قادرون علي حل مشاكلهم ومشاكل منطقتهم من دون التدخل الأميركي العسكري، فإنهم سيعتبرون أغلب الأميركيين والمحافظين الجدد تهديداً حقيقياً لأمنهم القومي والمالي.
وختم رون بول مذكرته بالقول: بدلاً من الغضب بسبب المساعدة الإيرانية لمعالجة مشكلة داعش، ربما يجب علينا أن نرسل لهم رسالة شكر وتقدير.