الوقت- في خضم الهجوم الذي تشنه قوات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في العراق على تنظيم داعش الارهابي التكفيري تأتي الغارات الامريكية على قوات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي تحت ذريعة "نيران صديقة" أو "الخطأ في الحسابات" لتكشف مدى الامتعاض الامريكي من الانتصارات الاخيرة للقوات العراقية وقوات الحشد الشعبي على الارهابيين ولتظهر ملامح مؤامرة امريكية على الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي اذا ما اضفنا الى هذه الغارات الامريكية الدعم الجوي الذي تلقيه الطائرات والمروحيات الامريكية على معاقل تنظيم داعش.
وكانت أنباء أشارت مؤخرا الى قيام طيران التحالف الدولي بقصف مواقع تابعة للجيش العراقي في مدينة الرمادي غربي العراق ما أدى الى مقتل أكثر من 40 عنصرا وإصابة العشرات، وقد شن نواب وأحزاب وجماعات شيعية عراقية هجوما عنيفا على امريكا، متهمين إياها بتعمد قصف القوات العراقية والحشد الشعبي، مطالبين بإيقاف التدخل الأمريكي في العراق.
وضمن ردود الأفعال هذه هدد حزب الله في العراق، بضرب المصالح الأمريكية في حال تكرار قصف التحالف الدولي لمواقع تابعة للقوات الأمنية في الرمادي، وقال الأمين العام للحزب حسين الرماحي "إنه في حال استمرار القصف المتعمد على مواقع القوات العسكرية والحشد الشعبي من قبل التحالف الدولي، فإننا سنرد وبقوة من خلال استهداف المصالح الأمريكية في العراق".
وقد وصلت ردود الافعال الى حد مطالبة الحكومة العراقية بطرد القوات الامريكية والتحالف الدولي من الاراضي العراقية، فقد اتهم النائب عبد العزيز الظالمي، عن كتلة الأحرار الشيعية، التحالف الدولي بقصف عناصر الجيش والحشد الشعبي بذريعة الخطأ، مبديا اعتقاده بأن الأمريكان لا يخطأون، وأضاف الظالمي أن عدد "الذين استشهدوا في الغارة الجوية لقوات التحالف الدولي بلغ 40 شهيدا، وأن على الحكومة والبرلمان الوقوف بحزم لطرد التحالف الدولي من أرض العراق وعدم السماح لهم بالتحليق فوق الأجواء العراقية".
وبدورها طالبت النائبة حنان الفتلاوي من التحالف الوطني مجلس النواب بالتحقيق في الموضوع مؤكدة أن الطيران الأمريكي تعمد قصف مواقع للجيش العراقي في منطقة البوذياب شمالي الأنبار وأن القصف تسبب باستشهاد حوالي 50 وجرح حوالي 25 من منتسبي لواء 50 في الفرقة 14 من الجيش العراقي.
وبدوره ذكر النائب والقيادي في "كتائب سيد الشهداء" أحد تشكيلات الحشد الشعبي، فالح الخزعلي "أن الانتصارات التي أحرزها الحشد الشعبي وفصائل المقاومة والأجهزة الأمنية أغاظت الأمريكيين فجعلتهم يوجهون نيرانهم صوب جيشنا الباسل".
وطالب الخزعلي في تصريح، العبادي بالتدخل الفوري "لإنهاء علاقة التحالف الدولي بحربنا على داعش بالاخص وأن الحشد الشعبي قد اثبت مع باقي تشكيلات الجيش والأجهزة الأمنية قدرته على دحر داعش".
وفيما يتعلق بعمليات تزويد جماعة داعش بالسلاح عن طريق الجو أعلنت كتائب حزب الله في العراق، عن عزمها نشر صواريخ مطورة مضادة للطائرات في جميع القواطع العسكرية المواجهة لداعش، لاستهداف المروحيات التي تزود عناصر التنظيم بالأسلحة والعتاد والمواد الغذائية.
وتعكس هذه الردود والتصريحات حالة الاستياء العراقي الشديد والغضب من قيام الامريكيين بطعن القوات العراقية في الظهر عبر قصفها ودعم اعدائها من الارهابيين في حين تدعي امريكا والتحالف الغربي بانهم يريدون محاربة الارهاب ودعم العراقيين، ومن الممكن ان تتطور حالة الاستياء والغضب العراقي الى وقوع حالة صدام بين الجماعات العراقية المجاهدة والقوات الامريكية والغربية وعندها يجب على الحكومة العراقية ان تقوم باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لايقاف الغارات الامريكية وغارات التحالف الدولي على الاراضي العراقية تحت اية ذريعة كانت.
ان نفاد صبر العراقيين ازاء الانتهاكات الامريكية والعدوان الامريكي على الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي يكشف عن وعي الشعب العراقي بمختلف فئاته ازاء المؤامرة الامريكية والغربية الجديدة التي تتمثل في الادعاء بمحاربة داعش من جهة وفي دعمه من جهة أخرى وكذلك وضع العصي في دواليب القوات الوطنية في العراق وان هذا الوعي لابد له ان يترجم كافعال على الارض من خلال ايقاف القوات الامريكية وقوات التحالف عند حدها.
ولا من شك ان استمرار هذا العدوان الامريكي الجديد على العراق وجيشه وقواته الشعبية سيقوي الجماعات الارهابية التي يسعى الشعب العراقي الى التخلص منها وقد حان الوقت لوقفة عراقية شاملة في وجه الامريكيين والغربيين وقطع يد هذه الدول عن سماء العراق وأرضه.