الوقت- تستضيف الدول الغنية في العالم مثل أمريكا 14 بالمئة فقط من مجموع 21 مليون لاجئ تشردوا بسبب الحروب المختلفة وخاصة الحرب الجارية في سوريا.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية ان عدد اللاجئين وصلت خلال العامين الماضيين بفعل الأزمات والإضطرابات في الشرق الأوسط وخاصة الحرب السورية الى 21 مليون شخصا لكن الدول الصناعية المتقدمة استضافت فقط 14 بالمئة من هؤلاء وهذا في وقت نجد ان ايران و7 دول أخرى هي لبنان والأردن وتركيا وكينيا وإثيوبيا وباكستان وأوغندا تستضيف لوحدها نصف عدد اللاجئين في العالم.
وكانت منظمة اوكسفام غير الحكومية التي تتخذ من ألمانيا مقرا لها قد اعلنت في وقت سابق ان 6 دول غنية في العالم التي تستحوذ على 60 بالمئة من حجم الإقتصاد العالمي تستضيف فقط 9 بالمئة من عدد اللاجئين في العالم وان دولا ضعيفة اقتصاديا هي التي تستضيف العدد الاكبر من اللاجئين.
وتعتبر اوكسفام احدى أكبر المنظمات الدولية للإغاثة والتي تسعى لإجتثاث الفقر والجوع والظلم وهي تضم 15 مؤسسة في 98 بلدا ومع إشتداد أزمة اللاجئين ركزت إهتمامها على هذه الأزمة بشكل خاص وإنتقدت أداء الدول الغنية إزاء هذه الأزمة.
وحسب تقرير لأوكسفام نشر في صحيفة غارديان اللندنية فإن أمريكا والصين واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا التي تمتلك لوحدها 56.6 بالمئة من الناتج المحلي الخام في كل العالم قد استضافت فقط 2.1 مليون لاجئ وهذا يشكل 8.9 بالمئة من كل عدد اللاجئين والمهاجرين في العالم.
وتستضيف ألمانيا حوالي ثلث هذه النسبة التي تستقبلها الدول الستة بما يقدر بـ 736,740 لاجئ، بينما توزع النسبة المتبقية والتي تقدر بـ 1.4 مليون لاجئ على الدول الخمس الأخرى.
أما عن نصيب بريطانيا، فأشار التقرير أنها تستضيف 168,937 لاجئ، وهو العدد الذي وصفه الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام في بريطانيا مارك جولدرينج بالمخزي.
وعلى الجانب الآخر، فيتم استضافة أكثر من نصف عدد اللاجئين في العالم "وهو ما يقرب من 12 مليون فرد" في ايران والأردن، وتركيا، وفلسطين، وباكستان، ولبنان، وجنوب أفريقيا، على الرغم من أن تلك الدول يمثل اقتصادها أقل من 2% من الاقتصاد العالمي.
وبموجب هذه الإحصائيات دعت منظمة أوكسفام الحكومات لاستضافة عدد أكبر من اللاجئين وبذل المزيد من الجهد لمساعدة البلدان الفقيرة التي توفر المأوى لغالبية اللاجئين في العالم.
واعتبر مارك جولدرينج أزمة اللاجئين هي واحدة من أكبر التحديات في عصرنا، وعلى الرغم من ذلك فإن المسؤولية متروكة للدول الأشد فقرا كي تتحملها وأضاف انها أزمة مركبة تتطلب استجابة منسقة وشاملة وتدخل من الدول الغنية للقيام بنصيبها من الأزمة من خلال الترحيب بالمزيد من اللاجئين وبذل المزيد من الجهد لمساعدتهم أينما كانوا.
أما العضو الآخر في منظمة أوكسفام روبرت ليندر فيقول من جهته: حينما يتم طرح موضوع دعم اللاجئين فإن الدول ذات الإقتصاديات الكبرى تبرز نفسها كأقلية صغيرة جدا، ان هذه اللعبة السرية غير المسؤولة يجب ان تنتهي.
وفي شهر يونيو الماضي أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد النازحين واللاجئين الذين فروا من النزاعات وحملات الاضطهاد في العالم، سجّل مستوى قياسياً بلغ 65.3 مليون شخص في 2015، مشيرة إلى أن شخصا من بين كل 113 في أنحاء العالم إما طالب لجوء أو نازح أو لاجئ، وإن 24 شخصاً ينزحون كل دقيقة.
ولفت تقرير الإحصاء السنوي للمفوضية، الذي صدر بالتزامن مع اليوم العالمي للاجئين إلى أنها المرة الأولى التي يتجاوز فيها عدد اللاجئين والنازحين في العالم، الستين مليون شخص، أي ما يعادل عدد سكان بريطانيا.
وقد ارتفع عدد اللاجئين، أي الأشخاص الذين غادروا بلادهم إلى 21.3 مليون شخص، وعدد النازحین أي الذين غادروا منازلهم لكنهم لا يزالون في بلدهم إلى 40.8 مليون شخص، كما أحصي 3.2 مليون طالب لجوء إلى الدول الصناعية عام 2015.