الوقت- من جديد كشف الاعتداء على قافلة مساعدات الأمم المتحدة في مدينة حلب، حجم الخلاف الأمريكي الروسي بشأن الأزمة السورية، حيث حملت الإدارة الأمريكية روسيا المسؤولية عن قصف القافلة، بينما نفت وزارة الخارجية الروسية هذه الاتهامات بشكل قاطع ونشرت مقطع فيديو يفند المزاعم الأمريكية وهو دعمته الأمم المتحدة لاحقاً.
وفي التفاصيل تعرضت قافلة المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري إلى هجوم أثناء توجهها إلى بلدة أورم الكبرى غرب مدينة حلب، مما أدى لمقتل 12 من طاقمها، وقال الناطق باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك صرح أن هذه الشاحنات كانت ضمن قافلة مساعدات انسانية مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأضاف أن القافلة كانت تضم 31 شاحنة محملة بمساعدات إلى بلدة أورم الكبرى لتوزيعها على 78 ألف شخص يقيمون في البلدة ومحيطها.
البيت الأبيض: موسكو مسؤولة عن الهجوم
وعلى الفور حمّل نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، بن رودس، موسكو مسؤولية الضربة الجوية على قافلة الأمم المتحدة ، وقال بن رودس للصحفيين "نحمل الحكومة الروسية مسؤولية الضربات الجوية في هذا المجال بالنظر إلى التزامها بموجب وقف الأعمال القتالية ووقف العمليات الجوية في مناطق تدفق المساعدات الإنسانية"، وأضاف أن واشنطن تفضل استمرار وقف إطلاق النار في سوريا لكنها تشعر بالقلق إزاء عدم إظهار الروس حسن النية.
روسيا تفند الادعاءات الأمريكية بمقطع فيديو
وبعد ساعات على الاتهامات الأمريكية، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها الحربية وكذلك السورية لم تقصف القافلة الإنسانية بالقرب من حلب، مستشهدةً بنشر بمقطع فيديو يظهر سيارة دفع رباعي تحمل مدفع هاون ثقيل للقافلة فی الموقع قبل الحادثة.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، "دراسة التسجيل المصور، من على متن طائرات دون طيار، لتحرك قافلة المساعدات الإنسانية عبر المناطق التابعة لسيطرة المسلحين أظهر تفاصيل جديدة.. التسجيل يظهر قيام الإرهابيين بنقل سيارة دفع رباعي تحمل مدفع هاون ثقيل مع قافلة المساعدات الإنسانية.
وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى أن خط سير القافلة يمر عبر مناطق تخضع للمسلحين، ولذلك قام مركز المصالحة الروسي يوم الاثنين بمرافقة القافلة المذكورة بطائرات بدون طيار، مشدداً على أن الحمولة وصلت بأمان وسلام إلى نقطة النهاية المحددة لها في تمام الساعة 13:40 بتوقيت موسكو، وبعد ذلك توقف المركز الروسي عن مراقبتها وبات مصير القافلة وجميع المعلومات عن مكان وجودها بحوزة المسلحين الذين يسيطرون على المنطقة المذكورة.
وذكر اللواء الروسي أن الإرهابيين من جبهة النصرة قاموا الاثنين في حوالي الساعة 19:00 بتوقيت موسكو بهجوم شامل وكبير في ذلك الاتجاه في حلب وبدعم من المدفعية وراجمات الصواريخ، وقال اللواء:"درسنا بدقة شريط الفيديو الذي نشره "النشطاء" من مكان الحادث ولم نجد ما يدل على إصابة قافلة الشاحنات بأية ذخائر حربية. ولم تظهر أي حفر في المكان ولا أي إصابات في هياكل الشاحنات أو تناثرها لقطع نتيجة موجات انفجارات القنابل الجوية. كل ما عرض في الفيديو كان النتيجة المباشرة لحريق بدأ وبشكل غريب في وقت واحد مع بدء الهجوم الشامل للمسلحين في حلب".
لافروف: الطيران الروسي والسوري لم يحلق وقت استهداف القافلة
كذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش مشاركته في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة من نيويورك الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول، أن الطيران الحربي السوري لم يكن قادرا على قصف قافلة المساعدات الإنسانية في حلب، لأن القصف جرى ليلا عندما لا يقوم الطيران السوري بطلعات في ذلك الوقت.
قال لافروف "عسكريونا أصدروا بيانا بهذا الشأن وقالوا إن الطيران لم يعمل هناك. والطيران السوري لم يكن قادرا على العمل لأن قصف القافلة جرى ليلا، والطائرات السورية لا تحلق في هذا الوقت، لأنها لا تملك مثل هذه الإمكانيات".
في حين اعتبرت الخارجية الروسية أن اتهام موسكو بقصف قافلة المساعدات الإنسانية في محيط حلب يهدف لصرف الانتباه عن خطأ التحالف الدولي بقصف مواقع الجيش السوري بدير الزور قبل أيام.
الأمم المتحدة تدعم الرواية الروسية
الى ذلك دخلت الأمم المتحدة التي اسُتهدفت حافلاتها على خط التحقيق لتؤكد رواية وزارة الدفاع الروسية، وأعلنت أن قافلة المساعدات الإنسانية في سوريا تعرضت "لهجمات" يوم الاثنين وليس لـ "ضربات جوية" مثلما أعلنت من قبل، وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ينس لايركه: "ليس بمقدورنا تحديد ما إذا كانت هناك ضربات جوية في واقع الأمر. وما يمكننا قوله هو أن القافلة هوجمت".
ونقلت وكالة رويترز، عن كبار مسؤولي المعونات الإنسانية في الأمم المتحدة في سوريا والمنطقة قولهم في وقت سابق أن ما حدث كان"ضربات جوية" ولكن سرعان ما عدل ذلك ليصير "هجمات" بعد ما قال لايركه إنه خطأ في الصياغة على ما يبدو.