الوقت- کشفت صحیفة الأخبار اللبنانية أن التصعيد الأخير للجماعات المسلحة في ريف حماة جاء بدعم سعودي خالص، واضعةً التطورات الميدانية الجديدة وسط سوريا ضمن مساعي الرياض للعودة الى المعادلة السورية بعد أن تم تهميشها.
وتحت عنوان "هجوم سعودي على حماة"، اعتبر الكاتب صهيب عنجريني، أن معارك حماة خطفت الضوء من معظم جبهات البلاد، بما فيها الجبهة الشماليّة. وتحظى المعركة بأهميّة كبرى في نظر "جهادييها"،ومموّليهم. ففي حين يبحث "المجاهدون" عن بوّابة لـ"انتصارات جديدة" على محاور فائقة الأهمية الاستراتيجيّة، ينشُد المموّلون عودةً سعوديّة إلى قلب الميدان السوري بعدما انحسر نفوذ المجموعات المحسوبة عليها لمصلحة المجموعات التركيّة.
وأكد الكاتب أن ما تشهده أرياف حماة أخيراً يبدو مختلفاً عن المرّات السابقة، مشيراً الى أن التوقيت الذي أختاره المسلحون لفتح المعركة ليس اعتباطيّاً، قائلاً :"يمكن التأكيد أنّ "غزوة مروان حديد" هي معركة "البحث عن نفوذ سعودي في قلب سوريا"، وخلال الشهور الأخيرة، تحوّل الشمال السوري بمعظمه إلى بوّابة لتعاظم الهيمنة التركيّة على المجموعات المسلّحة، وتضاءل الدور السعودي تدريجيّاً ليغدو أخيراً مجرّد دور هامشي. وتزامن ذلك مع انحسار السطوة السعودية عن غوطة دمشق الشرقيّة تدريجيّاً منذ مقتل مؤسّس "جيش الإسلام" زهران علوش. أمّا في الجنوب، فقد هيمنت غرفة عمليات (الموك) على المشهد منذ أكثر من عام، ليتلاشى النفوذ السعودي شيئاً فشيئاً.
وأضاف الكاتب أن حماة تشكل بوابة للعودة السعودية في ظل مفاوضات قد تكسب منها أنقرة، مستشهداً على كلامه بعدم انخراط ما يسمى "جند الأقصى" الذي يقود معارك حماة بمعارك حلب، قائلاً أن إملاءات المموّلين حالت بين الجند والانخراط في تلك المعركة، وفقاً لتأكيدات مصادر "جهاديّة" عدّة، وأضاف "في العمق، يرتبط السبب الجوهري في إبعاد التنظيم عن تلك المعركة بالصراع غير المعلن على النفوذ بين الأتراك والسعوديين،" فمن المعروف أنّ معركة حلب هي معركة تركيّة بامتياز، بينما معركة حماة معركة سعودية خالصة.
اضغط على الخريطة لمشاهدتها بدقة عالية: