الوقت- أثبتت التجارب أن أًصوات اليهود حسمت الكثير من المعارك الإنتخابية فرجّحت كفّة مرشح على آخر، على الرغم من أن عدد سكان اليهود لايتجاوز 2% من إجمالى سكان امريكا، ولكن بطبيعة تنظيمهم وفعاليتهم في المشاركة يمثّلون قوّة تصويتية في الانتخابات تصل الى 20%.
وفي التنافس الحالي المستعر بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري؛ فإن اليهود يميلون الى الحزب الديمقراطي بصورة كبيرة جداً؛ ونادرا ما يصوتون للحزب الجمهوري؛ وذلك يرجع الى ان الحزب الديمقراطي منذ قديم الزمن تعاطف مع قضايا اليهود وساعدهم في التغلب على كثير من الصعوبات التي صادفتهم؛ فضلاً عن أنه الحزب الذي يلبي طلبات اليهود بصورة اكبر؛ فمن المعروف ان الحزب الديمقراطي منذ نشأته يعمل على جذب الأقليات من كل جنس ولون وطائفة وعرق؛ بينما اهتم الحزب الجمهوري منذ نشأته بالبيض الأنجلو ساكسون البروستانت، حيث اتخذ الحزب الجمهوري رمزا رسميا يختصر الى حروف هذه الصفات WASP)) والذي تصادف معناه الى لفظ ( دبور) اي الذى يميل الى الشقرة والحمرة .
ولهذا يرى قسم من الناخبين اليهود أنه لا يمكن التصويت لترامب، حيث أفكاره السياسية، مثل منع دخول المسلمين إلى أمريكا، ترهب اليهود ذاتهم من الناحية التاريخية، كما أن طريقته في استعراض المواضيع غير جذابة وحتى وجهات نظره بشأن الكيان الإسرائيلي في كل مكان هي بالتأكيد لن تسهم في تهدئة الأمور بين إسرائيل وجيرانها.
لكن قسم آخر يرى أنه يجب على اليهود التصويت لترامب، حيث يجب أن يصوتوا لأي جمهوري، لأن ثماني سنوات أخرى من رئاسة الحزب الديمقراطي في نهاية المطاف ستجعل الأمور أسوأ بكثير بالنسبة لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
بالنسبة لهيلاري كلينتون، يدعو قسم من اليهود إلى التصويت لها باعتبارها جديرة بالثقة، وقوية ومازالت ليبرالية حقيقية، وهي صديقة لليهود الأمريكيين لفترة طويلة جدا وشخصية عامة معروفة.
كما أن هيلاري أكدت على عدم تبني "المبادرات المفاجئة" التي من شأنها أن تضعف العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، أي أنها تقف نفس موقف اليهود الأمريكيين: متمسكة بالقيم الليبرالية، وواقعية في السياسة الخارجية لصالح الكيان الإسرائيلي. والعلاقات القوية لها مع نتنياهو هي حقيقة راسخة، وفترة عملها كوزيرة للخارجية لم تفعل شيئا لجعلها أكثر جاذبية لأولئك الذين يريدون سياسة أكثر قوة لصالح الكيان الإسرائيلي في الشرق الأوسط.
سبب فعالية صوت اليهود في الإنتخابات
وسبب فعالية صوت اليهود وأهميته بالنسبة للمرشحين فيعود الى أنهم أكثر تعليما في المجتمع الامريكي؛ وثاني هذه الاسباب ان اليهود هم الاكثر اقبالا على القضايا العامة بين الشعب الامريكي حيث تصل نسبه اهتمامهم بالقضايا العامة ثلاثة أضعاف اهتمام الشعب الامريكي؛ وثالث هذه الاسباب: أن أكبر نسبة إقبال على اى انتخابات هي من نصيب اليهود الأمريكان إذ يُربي اليهود أبنائهم منذ الصغر ان المشاركة السياسية فى العملية الانتخابية هي جزء من كيان اليهودي ووجوده. ومن ثم ترتفع نسبه الإقبال عند اليهود عن غيرهم. ولهذا يتاسبق المرشحون في الإنتخابات على استمالة اليهود ذوو التأثير الكبير على مجتمعهم.
ويتواجد أكبر تجمع انتخابى لليهود في امريكا في نيويورك؛ ويعد أعلى تكتل وأعلى صوت إذ انه يمتلك كثير من وسائل الاعلام المباشر وغير المباشر ومن ثم يبث رسالة لتوجيه إرادة الناخبين والتأثير فيها بشتّى الوسائل.
لكن في النهاية الناخب اليهودي الأمريكي سوف يصوت لأحد المرشحين ترامب أو كلينتون على أساس موقفه أو موقفها من الكيان الإسرائيلي، وقد أظهرت نتائج الاستطلاع تأكيد 58% من المستطلعين من أن موقف المرشح للبيت الأبيض من إسرائيل سوف يحدد لمن سيصوتون.