الوقت - رصدت آخر تقارير لجنة الإحتياطي الفيدرالي (FOMC) أوضاع الإقتصاد الأمريكي في شهر يوليو 2016، حيث شهد توسعا في التضخم والأنشطة الاقتصادية وسوق العمل بوتيرة معتدلة.
البنك المركزي الأمريكي أو نظام الاحتياطي الفيدرالي (المعروف أيضا باسم الإحتياطى الفيدرالي)، هو أضخم بنك في العالم ومن أقوى أقسامه لجنة السوق الحرّة الفيدرالية. ويقوم أعضاء اللجنة المتألفون من 12 عضوا بتحديد وتوجيه السياسة الإقتصادية والنقدية في أمريكا.
وهيمن شبح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إضافة إلى التوظيف، على اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي أمس الأربعاء، ومن غير المرجح للغاية أن يعلن عن رفع في سعر الفائدة العام بسبب الوضع الراهن.
ومن المتوقع أن يترك بنك الاحتياطي الفدرالي سعر الفائدة دون تغيير مقابل توجيهات بشأن وتيرة تشديد السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة.
من جانبه قال المحلل مايك بيلي: في هذه المرحلة نعتقد أنه من غير المحتمل جدا أن نرى ارتفاعا في سعر الفائدة في يوليو/ تموز. يمكننا أن نذهب أبعد من ذلك وننظر إلى أسفل الطريق. ونحن نعتقد أنه لن يكون هناك رفع في سعر الفائدة على الأرجح الى ما بعد الانتخابات الرئاسية، في الأساس أعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يقول حسنا إن لم يكن هذا الصيف فسيكون أصعب قليلا بسبب الجدول الزمني للانتخابات.
خطورة الأوضاع المالية على نمو الاقتصاد
وكانت جانيت يلين، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي قد حذّرت في وقت سابق، من أن الأوضاع المالية في أمريکا أصبحت أقل دعما لنمو الاقتصاد.
ورفع البنك أسعار الفائدة 0.25 في المئة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي لأول مرة منذ تسعة أعوام.
وفي شهادتها المعدة لتدلي بها أمام الكونغرس، قالت يلين: الظروف الاقتصادية في البلاد أصبحت مؤخرا أقل دعما للنمو، مع تراجع تقييم أسعار الأسهم وارتفاع فوائد الاقتراض واستمرار ارتفاع سعر الدولار.
وأضافت: بعيدا عن هذه الخلفيات فإن اللجنة (في الاحتياطي الفيدرالي) تتوقع توسعا في الأنشطة الاقتصادية بوتيرة معتدلة في الأعوام القادمة واستمرار قوة مؤشرات سوق العمل، مع التعديل التدريجي للسياسة المالية.
وقد انتقدت يلين سياسية الصين النقدية واعتبرتها غير واضحة وتغذي تقلبات أسواق الأسهم العالمية.
وأضافت أن تراجع قيمة عملة اليوان الصينية أدى إلى حالة شك حادة بشأن سياسة أسعار الصرف الصينية وآفاق اقتصاد البلاد.
وأدى هذا الشك إلى زيادة تقلب الأسواق العالمية وتأجيج المخاوف بشأن توقعات النمو العالمي، بحسب يلين.
وبينما كشفت عن ثقتها في أن الاقتصاد الصيني لن يواجه "هبوطا حادا"، فإنها قالت إن الشك الذي خلفه ثاني أكبر اقتصاد في العالم كان وراء تراجع أسعار السلع عالميا، وهو ما تسبب في ضغوط على الدول المصدرة والشركات المصنعة حول العالم.
ويؤدي انخفاض أسعار السلع الأساسية إلى ضغوط على الاقتصادات التي تعتمد على تصدير السلع الأساسية بالإضافة إلى الشركات المنتجة لهذه السلع في أنحاء العالم.
وإذا وقعت مثل هذه المشكلة، على حد وصفها، فإن النشاط الخارجي والطلب على الصادرات الأمريكية قد يضعف، وأوضاع سوق المال قد تتوتر بشكل أكبر.
ويخشى الكونغرس من أن السياسة الجديدة ستفيد البنوك أكثر من المواطنين الأمريكيين، لأن البنوك تحصل على فائدة أكبر على الاحتياطات التي تضعها في البنك المركزي.
ومنح الكونغرس البنك المركزي الأمريكي سلطة فرض فائدة على الاحتياطيات الزائدة في عام 2006.
وعانت أسواق الأسهم الأمريكية خلال الأسابيع الأخيرة بسبب المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الصيني، وهو ما تسبب في انخفاض أسعار النفط والسلع الأساسية.
وكان لتراجع سعر اليوان دورٌ في خفض أسعار الصادرات الصينية مقارنة بنظيرتها الأمريكية.
وتباطأ نمو الاقتصاد الأمريكي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي بدرجة كبيرة إلى 0.7 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق 2014.
كما جاء معدل النمو أقل من الأشهر الثلاثة السابقة، والذي كان 2 في المئة.
نظام الاحتياطي الفيدرالي
تم إنشاء بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي أو fed ) في عام 1913، ردا على سلسلة من المخاوف المالية وتم إنشائه لرصد بعض المؤسسات المالية الأكثر نفوذا في العالم. منذ إنشائه توسعت مهامه بشكل كبير حيث يلعب دورا في توجيه السياسة الاقتصادية والسياسة النقدية في أمريکا والحفاظ على استقرار النظام الاقتصادي فضلا عن وظيفته التنظيمية.