الوقت- أظهرت الأبحاث الجارية في أمريكا في العقد الذي سبق هجمات 11 سبتمبر ان 160 مسلما أمريكيا فقط تم توجيه تهمة الضلوع بأنشطة إرهابية اليهم خلال ذلك العقد وإن هذا العدد يشكل "واحدا بالمئة" فقط من مجموع آلاف الجرائم العنيفة التي تحدث في أمريكا في كل عام.
وفي المقابل تتجاهل الحكومة الأمريكية موضوع قيام الحكومات الإسلامية بمساعدة المسؤولين الأمنيين والسياسيين الأمريكيين بعد هجمات 11 سبتمبر والتي أسفرت عن منع وقوع هجومين تقريبا من كل 5 هجمات كان خطط لها تنظيم القاعدة حيث أصبحت المعلومات التي يقدمها المسلمون أكبر مصدر للمعلومات الاولية للمسؤولين الأمريكيين لكشف وإحباط الهجمات، لكن السلطات الأمريكية ركزت فقط على عدد الهجمات ومخططات الهجمات وأوجدت تغطية اعلامية لنشاط المشتبه بهم من المسلمين الأمريكيين وأعلنت هذا الأمر قضية وطنية وضخمت هذه القضية أكثر مما كانت تبدو.
إن التخويف من الإسلام أو ما يعرف بالإسلامفوبيا لم يؤثر فقط على عدد صغير من المسلمين في منطقة خاصة بل ان الدراسات العالمية التي أجريت تظهر ان الرأي العام العالمي قد قلل من إحترام المسلمين والتواصل معهم وتحملهم، وهذا التقرير سيسلط الضوء على رؤى وأفكار الشعوب في الدول والمناطق والمجتمعات المختلفة ويهدف إلى تتبع سلسلة العمليات الموحدة التي تجري من أجل الإسلامفوبيا في الغرب.
لقد أعلن الكثير من المسلمين في العالم أنهم يشعرون بعدم الإحترام تجاههم في الغرب، وهذا الشعور مشترك عند نسبة كبيرة من المجتمعات الغربية، فعلى وجه الخصوص لايحترم 52 بالمئة من الأمريكيين و48 بالمئة من الكنديين المجتمعات الإسلامية، وهناك أيضا نسبة أقل مما ذكرناها في فرنسا وألمانيا وايطاليا وبريطانيا.
هل تعتقدون ان المجتمعات الغربية تحترم المجتمعات الإسلامية أم تعتقدون عكس ذلك؟
إن الجدول أعلاه (اللون الأزرق الداكن يظهر الجواب بأنهم نعم يحترمون، أما اللون الأزرق الفاتح يظهر الجواب بأنهم لايحترمون وذلك حسب النسبة المئوية والدول المختلفة) يظهر ان وجهات النظر عند الرأي العام في امريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا كانت متساوية منذ عام 2008 وحتى عام 2011 وإن هذه النسبة قد تراجعت 9 بالمئة فقط لدى الألمان.
ان هذا الجدول يظهر مقدار احترام حقوق المسلمين في أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا بين عامي 2008 و2011.
ان عناصر مختلفة مثل الفوارق الثقافية والمذهبية والمصالح السياسية تؤثر في العلاقات بين المجتمعات المسلمة والغربية. ان تأثير الإسلامفوبيا تميل إلى الخوف أو الكراهية تجاه سياسة أو ثقافة المسلمين وتدينهم، ان الدين والمصالح السياسية هما مصدر التوتر الذي ذكرناه في دول الشرق الاوسط وشمال إفريقيا وأمريكا وكندا. في دول جنوب الصحراء الإفريقية يعتبرون الدين مصدر توتر أكبر من السياسة لكن في الدول الاوروبية يعتبرون المصالح السياسية العامل الرئيسي للتوتر بين الغرب والإسلام.