الوقت - هو الارهاب, يتموضع في سيناء, يطلق اسمه أنصار بيت المقدس ليشير الى اسمى القضايا الاسلامية القدس. ينفذ عمليات شكلية على حدود الكيان الاسرائيلي و دون اصابات تذكر, يطلق صواريخا اقل من عدد اصابع اليد الواحدة الى الداخل الاسرائيلي, ليفوق الكلام والتهويل الاعلامي حجم الثقوب التي احدثتها تلك الصواريخ.. وكأن المطلوب الصورة الاعلامية وما يجري خلفها من استثمار, أكثر من صاروخ يمكن ان احسن الرامي توجيهه ان يقتل او يجرح دون ان يسقط في المناطق الخالية دون جدوى, أم أن المطلوب هو ان يسقط هناك؟؟
لم يصل في الماضي من شخّص ان طريق القدس تمر من جونيه في لبنان, المقولة الشهيرة التي أطلقها الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات حين انغمس في اتون الاقتتال الداخلي اللبناني ابان الحرب الاهلية, فأضاع القدس وطالت طريق جونيه ولم يصل الى القدس.
لم يصل من شخّص ايضا ان طريق القدس يمر بثورات لم تنتج حكومات ثورية, لأنها لم تكن ثورة, ولأنها لم تشمل ثوارا حقيقيين, ولم يصل من شخص ان ثورة تنتج للقدس حرية, تمر على دماء شعب سوري لطالما كان يأوي الثوار القدسيين الاصيلين, ويحميهن ويبذل الغالي والنفيس ليسلحهم ويدعمهم, ويدفع الفاتورة الاكبر لأجل فلسطين.
لم يصل من شخّص أن القدس وحريتها تنتزع من موائد التخمة الخليجية, ودولارات مشبوهة, وترف لم يعتد عليه صغار اطفال غزة الفقراء الذين سال دمهم على شواطئ البحر الغزاوي..
ولن يصل من ادار ظهره ليحمي الكيان الاسرائيلي في الجولان ويعالج جرحاه في مستشفياتها, ومن يهاجم جنوب لبنان ونظام الاسد النظام الممانع العربي الوحيد... في قتال مشبوه, لأن هناك في الجنوب اللبناني وسوريا ومن يدعمهما, من يبدو ان سيصل الى القدس ان لم يكن وصل!!
لن يصل كل من ترك غزة وحدود فلسطين, واستغرق في القاهرة وامارات سيناء. . . فسمت وجهة القضية واحد .. كالقبلة الحالية مكة والقبلة الاولى القدس .. سمت القبلة الاولى واحد .. ولا صلاة تقبل لمن لا يتوجه للقبلة, ولا جهاد يوصل للنصر الاصيل ان لم يراع سمتا واحدا نحو الهدف .. والهدف والسمت القبلة الاولى, وكل ما دونها تضليل وتشتيت واستنزاف وليس الا سيرا في طريق دون هدى, حيث لا يزيد السير الا ضلالة.
سيناء, وفصل من فصول التكفير المشبوه, الذي لا تقع عيناه الا على مناطق استراتيجية فعلا وتشكل خطرا على الكيان الاسرائيلي!!
سيناء, صديقة الجولان, تشاركت الحرب علي الكيان الاسرائيلي في التاريخ الحديث, وفيها صب شباب عربي دمه على التراب وسطر اروع المعارك البطولية ضد الكيان.
سيناء خاصرة المقاومة الغزاوية الفلسطينية, فدوي رصاص وقصف الحرب الاخيرة وزغاريد الانتصار الغزاوي في ارجاء سيناء ما زال يسمع.
الجولان خاصرة المقاومة اللبنانية السورية, ودوي قصف الكيان الاسرائيلي وقطرات دم شهداء جمعوا محور المقاومة وشكلوا رمزا لمرحلة قادمة ما زالت على صخور الجولان رسائل تقرأ.
وفي الجولان وسيناء, يعيد المشهد جمع القضية والجغرافيا, المقاومة هي المستهدف .. فهنا مقاومة لن تنسحب وتتوقف عند حدود بحيرة طبريا بل ستجتاز الجولان الى ابعد مدى, ولن تترك سيناء وقناتها للتسويات, وهناك جيوش مقاومة من شعب مصري حر من سيناء مع غزة سيتحد وقوافل سفن محاربة من قناة السويس من بلاد مقاومة ليست عربية عبرت وستعبر.
سيناء, المنطقة الاستراتيجية التي تتصدر المشهد العربي اليوم عبر حملات ارهابية تتخذ من سيناء معقلا لها, وقد تساءلنا سابقا, كيف تتشكل مجموعات ارهابية تشكل خطرا على الكيان الاسرائيلي وتمتلك سلاحا ثقيلا وتنفذ عروضا عسكرية, من دون ان تستهدف الغارات الاسرائيلية والتحالف اي هدف لها في سيناء!! فلماذا تضرب قوافل السلاح الايراني الوارد الى حزب الله في سوريا, وتترك تنظيمات التكفير تستعرض قوتها في سيناء!! أم أن الكيان الاسرائيلي يعرف ان ذاك السلاح يقاتله, وسلاح ارهاب سيناء تحت أمرته وبقيادته كحال سلاح النصرة في الجولان.
فلا بيت المقدس ولا جبهة النصرة ولا داعش, يقومون بعمليات على الكيان الاسرائيلي, لا بل يعترف الكيان الاسرائيلي على لسان حاخاماته ومسؤوليه, أن الحركات التكفيرية لا تشكل تهديدا عليه وهي هدية الرب لحمايته!!
لا نكتفي بهذه التصريحات الاسرائيلية بان التكفير لا يشكل خطرا على الكيان الاسرائيلي, لا بل ان مراقبة دور المجموعات الارهابية في العراق وسوريا ومصر ولبنان, يظهر جليا ان اهداف هذه المجموعات المتعاونة مع الكيان الاسرائيلي ليست الا خدمة للكيان الصهيوني الذي فقد قدرته على تحقيق أمنه واستقراره وسط تنامي تيار المقاومة في المنطقة ووصول الاشتباك الى نقطة خطيرة جدا على الكيان, فكان مشروع التكفير عبر حركات تدعي الجهاد, مخرجا يغطي ويعوض فشل السياسات الاسرائيلية والامريكية في المنطقة.
سيناء, قلب مشروع الوطن الفلسطيني البديل الذي طرحه الصهاينة كجل للقضية الفلسطينية, تعود مع رياح اردنية تمهد لدور يرسم للاردن في قادم الايام, مطلوب جره اليه عبر شعلة احراق الطيار التي قد تكون شعلة احراق الاردن بأسره, حيث يبدو ان التوجه الجديد للسياسة الاسراامريكية, يمهد لتنفيذ مشروع وطن فلسطيني بديل في غزة وجزء من الاردن وسيناء, والمطلوب من هذه المنطقة الكثير ومنها اختلاق فوضى تجعل من تلك المنطقة مصدر قلق لحكومة مصر وتشكل معاقل ارهابية تعطي ذريعة للتدخل الخارجي تحت عنوان الحماية والتطهير ومن ثم اعلان هذه المنطقة كصيغة حل للازمة في المنطقة لتكون وطنا بديلا لفلسطين !!
فما هي الاهداف الحقيقية وراء حراك الارهاب في سيناء تحت اعين الكيان الاسرائيلي؟؟ موضوعنا في الجزء الثالث, تحت عنوان "الارهاب في سيناء _ بين مكر الكيان الاسرائيلي وسياسة الرئيس السيسي"