الوقت- في تطور شكل منعطفا في تاريخ اليمن بحسب المراقبين، اصدرت اللجان الثورية الجمعة الاعلان الدستوري لنقل السلطة في اليمن من القصر الرئاسي، والذي ينص على تشكيل مجلس وطني انتقالي عدد اعضائه 551 ، ويحل محل مجلس النواب المنحل، ما يعتبره المراقبون منعطفا في تاريخ الثورة الشعبية في البحرين، وسط توقعات بان يغير وجه العملية السياسية في هذا البلد باتجاه المزيد من تحقيق ارادة الشعب اليمني وتخليص هذا البلد من عقود من النفوذ والتدخلات الاقليمية والدولية، فيما افادت الانباء عن مغادرة المبعوث الاممي جمال بن عمر الى السعودية.
وسيتولى رئاسة الجمهورية وفقا للاعلان الدستوري في المرحلة الانتقالية مجلس رئاسة مكون من 5 اعضاء ينتخبهم المجلس الوطني وتصادق عليه اللجان الثورية، واكد استمرار العمل بالدستور النافذ، وان الحقوق والحريات مكفولة، والدولة تلتزم بحمايتها، وفق مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة خلال سنتين.
وشدد الاعلان الدستوري على اعتماد السلمية في حل النزاعات بما يكفل سلامة الوطن ومصالحه، مشيرا الى ان السياسة الخارجية تقوم على اساس مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدولة، معلنا تشكيل مجلس وطني انتقالي عدد اعضائه 551 عضوا يحل محل مجلس النواب المنحل.
واوضح انه على مجلس الرئاسة ان يكلف شخصا من المجلس الوطني او من خارجه بتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية، مؤكدا ان اللجان الثورية تاخذ على مسؤوليتها حماية الوطن والمواطنين.
وكلفت اللجنة وزيري الدفاع "محمود الصبيحي" والداخلية" جلال الرويشان" في الحكومة المستقيلة بالقيام بإدارة مهام مؤسسات وأجهزة الدفاع والداخلية حتى تشكيل حكومة جديدة، حيث شكلت اللجان الثورية اللجنة الامنية العليا برئاسة وزير الدفاع محمود الصبيحي وعضوية قادة المؤسسات الامنية والعسكرية، وستعمل السلطات الانتقالية على تشكيل حكومة وانجاز الاستحقاقات المحددة في البيان في غضون سنتين.
واعتبر مستشار الرئيس اليمني المستقيل فارس السقاف تولي حركة انصار الله المسؤولية الكاملة هو الافضل لليمن، مؤكدا اَن الاعلان الدستوري افضل من عودة النظام السابق ومن حالة الفراغ في السلطة، وشدد على اَن ما قامت به حركة انصار الله جاء نتيجة لفشل القوى السياسية في ايجاد حل للازمة السياسية.
وأوضح أنه على الحركة تحمل الامر لأنها المسيطرة الوحيدة على العاصمة صنعاء، مشيراً الى اَن انصار الله استكملوا التغيير في السلطة بعد اَن رفض الجميع الشراكة.
هذا واعتبر حزب الأمة في اليمن الإعلان الدستوري خطوة تاريخية داعيا القوى السياسية إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا ومراعاة الأوضاع الأمنية والظروف المعيشية للمجتمع.
وفي تطور لاحق عاد المبعوث الدولي جمال بن عمر الى صنعاء لاستكمال الحوارات بين القوى السياسية بطلب من الامين العالم بان كي مون، بعد ما افادت انباء عن مغادرته اليمن الى السعودية بشكل مفاجئ.
من جهته، هدد مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات في حال لم تستأنف المحادثات لاخراج اليمن من الازمة التي يعاني منها، وشدد المجلس على ضرورة احترام الاتفاقية الموقعة من اجل تسوية الازمة من قبل كافة الاطراف.
وفي السياق نفسه اعلنت امريكا معارضتها اعلان انصار الله اقامة مجلس رئاسي وحل البرلمان اليمني، ودعا وزير الخارجية جون كيري على هامش مؤتمر ميونيخ للامن مجلس الامن الى اتخاذ موقف حاسمٍ بهذا الصدد.
من جهة اخرى دعت حركة انصار الله اليمنية كل القوى والاحزاب السياسية الى الشراكة الوطنية لانقاذ اليمن من ازمتها السياسية .
وقال محمود الجنيد عضو المجلس السياسي لحركة انصار الله في تصريح للعالم مساء الجمعة: نحن مثلما مددنا ايدينا في 21 سبتمبر الماضي الى هذه القوى والاحزب للشراكة الوطنية نمد اليوم ايضا ايدينا ونقول ان الفرصة متاحة لهذه القوى ان تلحق بركب الثورة ونحن نرحب واليمن يتسع للجميع .
واضاف الجنيد ان اليمنيين عانوا كثيرا وكانوا ينتظرون هذه اللحظة، بعد الانسداد السياسي وتلكوء وتباطوء بعض الاحزاب السياسية التي اعتادت ان تدير هذا البلد بالازمات والحروب والمشاكل، مشيرا الى ان اللجان الثورية استطاعت ان تعطي الحلول لمشاكل اليمن عبر اعلان البيان الدستوري.
واشار الجنيد الى ان زعيم انصار الله عبد الملك الحوثي يلقي اليوم خطابا سيدعوا فيه الشعب اليمني الى الالتفاف حول هذا الانجاز الثوري العظيم، كما سيدعو كل القوى السياسية الى الشراكة الوطنية وسيبعث رسائله الى المجتمع الدولي والاقليمي بان مصالح الدول مكفولة في اليمن، وان الاحترام المتبادل للعلاقات الدولية هو هدف هذه الثورة، ونحن جاهزون ومستعدون للتعاون المشترك في اطار احترام سيادة البلد وامنه واستقراره .
وكانت الاحتفالات عمت الجمعة العديد من المحافظات والمناطق اليمنية بعيد إعلان اللجان الثورية البيان الدستوري الذي سينظم المرحلةَ الانتقاليةَ في البلاد.
ويبدو الافق في اليمن اكثر وضوحا من ذي قبل بعد هذه الخطوة الثورية، التي يعتبر المراقبون انها يمكن ان تضع اليمن على السكة اذا ما تعاملت القوى السياسية في هذا البلد من منطلق المسؤولية والحس الوطني، وتركت الماضي وتراكماته عبرة ودرسا، حتى لا تلعب الاهواء والميول الاقليمية والدولية بهذا البلد على حساب شعبه وحقوقه المشروعة.