الوقت- بعد العراق وسوريا وليبيا يسعى تنظيم داعش الارهابي الى الامتداد في اليمن ايضا وقد توافد العشرات من عناصره إلى محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن عن طريق البحر حسبما قال مصدر أمني لصحيفة "المنتصف" الأسبوعية والذي اوضح إن أجهزة المخابرات اليمنية تلقت معلومات بتوافد العشرات من تنظيم داعش الإرهابي الى حضرموت من جنسيات مختلفة .
وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية بدأت عملية تعقب للإرهابيين، منوهاً أن بينهم فرنسيون وافغان وصوماليون وسوريون، ومن دول مجاورة أخرى .
وأوضح المصدر، أن مجاميع من العناصر الإرهابية استقرت في بلدة وادي سر بوادي حضرموت، فيما تمركز آخرون في منطقة حجر الصيعر التابعة لنفس المديرية .
وكشف اللواء علي الأحمدي، رئيس جهاز الاستخبارات اليمنية (الأمن القومي) عن وجود مجاميع صغيرة من تنظيم "داعش الارهابي" في محافظات: إب ولحج وحضرموت .
وأضاف، في تصريحات نشرتها صحيفة "السياسة" الكويتية الشهر الجاري أنه: "نشبت في 14 يناير الجاري معركة بين عناصر من داعش الارهابي وآخرين من القاعدة في وادي سر بمديرية القطن بمحافظة حضرموت سقط فيها عدد من القتلى والجرحى من الجانبين ".
وقال إن أجهزة الأمن تتابع تحركات هؤلاء العناصر، حيث اعتقلت ستة من عناصر "القاعدة"، كما ألقت أجهزة الأمن واللجان الشعبية بمحافظة أبين، القبض على 23 مشتبهاً بانتمائهم إلى "القاعدة" الذي يخوض اليمن حرباً ضارية ضده، حيث إن هذا التنظيم يشكل عصابات إرهابية صغيرة في المناطق الوعرة ويشكل خلايا إرهابية في المدن .
وأكد الأحمدي، أن شخصين يحملان الجنسية الفرنسية يشتبه في انتمائهما لتنظيمات متشددة محتجزين حالياً لدى أجهزة الأمن اليمنية ويخضعان للتحقيق مع عشرات الأجانب من جنسيات مختلفة، إضافة إلى مئات اليمنيين من تنظيم "القاعدة ".
الی ذلك كشف مسؤول يمني طلب عدم ذكر اسمه أن تنظيم داعش باشر الانتشار في اليمن وتشكيل حضور ميداني له وتجنيد الأنصار في البلاد التي تشهد اضطرابات أمنية وسياسية.
وقال المسؤول اليمني، في حديث مع مكتب سي ان ان في واشنطن، إن التنظيم بات موجودا في ثلاث محافظات بجنوب ووسط اليمن، وقد بدأت المنافسة تشتد بينه وبين الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، المعروف باسم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ."
وأضاف المسؤول أن التنافس بين التنظيمين وصل إلى حد المواجهة المسلحة في مناطق بشرقي البلاد الشهر المنصرم، وذلك دون تقديم المزيد من التفاصيل حول نتائج تلك المواجهات.
وبحسب المسؤول اليمني، فإن داعش تتفاوض مع المتشددين المحليين في اليمن مشددة على إمكانياتها المالية التي تسمح لها بتمويل العمليات، بعكس القاعدة التي يلفت المسؤول اليمني إلى أن أساليبها تبدلت خلال الفترة الماضية وعادت لاعتماد أساليب ما قبل عام 2011، وذلك بتأسيس خلايا صغيرة وتنفيذ عمليات اغتيال محددة ضمن مسؤولين في جماعة الحوثي أو في صفوف الجيش اليمني .
ويرى مسؤولون أمريكيون أن داعش يحاول بالفعل تجنيد عناصر في اليمن، ولكن القاعدة تبقى القوة المهيمنة في صفوف المسلحين بذلك البلد.
ويرى محللون، بينهم كاثرين زيمرمن، الباحثة في مؤسسة "أمريكان انتربرايز" قولها أن محاولة داعش التغلغل في اليمن نظرا للأهمية الدينية التاريخية لهذا البلد لدى المسلمين، إلى جانب كثرة المقاتلين الذين خرجوا لتنفيذ عمليات ضمن صفوف الجماعات المسلحة، ما يدل على وجود فرص كبيرة للتجنيد .
وفي الأثناء، كشفت مصادر مطلعة، أن التنظيم داعش الإرهابي يستعد لإعلان "ولاية اليمن"، وذلك بعد عودة العشرات من أعضائه اليمنيين إلى بلادهم، على خلفية سيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور في البلاد.
وأكدت المصادر أن التنظيم وبعد دراسة الأوضاع في اليمن، وخاصة في أعقاب سيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور هناك، ومغادرة العشرات من مقاتليه اليمنيين؛ قرر تأسيس ولاية اليمن، والتي من المتوقع أن يتم الإعلان عنها بشكل بيعة لخليفة التنظيم أبو بكر البغدادي خلال أيام قليلة.
كما أشارت المصادر في تصريحاتها ، إلى أن "الأوضاع في اليمن استدعت الطلب من المقاتلين اليمنيين المغادرة لغرض التصدي لجماعة الحوثي التي باتت هي الحاكم الفعلي للبلاد، الأمر الذي سيمهد لظهور تنظيم داعش هناك".
وعن تعارض العمل بين تنظيم "داعش الارهابي" في اليمن، وبين تنظيم القاعدة، قالت المصادر إن التنظيم ينتقد القاعدة لما وصفه بـ"تخاذلها في الدفاع عن البلاد بوجه الحوثيين"، معتبرًا أن ما قامت به القاعدة لا يمثل حتى الآن من وجهة نظر تنظيم "داعش الارهابي" شيئًا، خاصة وأن سقوط مؤسسات الدولة في يد الحوثيين منحهم فرصة كبيرة للعمل، إلا أن القاعدة لم تنجح باستغلالها .
وقد ترددت انباء عن قيام تنظيم داعش الارهابي خطة للاستيلاء على اليمن، لمواجهة سيطرة الحوثيين على عدد من المحافظات، وعلى رأسها دار الرئاسة بصنعاء.
وقال أبومحمد البغدادي، أحد مقاتلي التنظيم: يجب على أنصار داعش في اليمن، أن يكون لهم حراك سريع على الأرض.
ووجه رسالة عبر أحد المواقع الجهادية التابعة لداعش، إلى من سماهم "خلايا الخلافة " ، ببدء خطة للاستيلاء على أكبر كمية من الأسلحة بشتى أنواعها وخصوصاً الأسلحة النوعية و "الكيماوية "
وتابع "البغدادي": "يجب التركيز، أيضاً، على احتلال المطارات والاستحواذ على الطائرات والصواريخ، والاستيلاء على البنوك والمصارف والأموال الحكومية المودعة فى المباني الرسمية، وكذلك السيطرة على سجلات ومقرات دوائر الاستخبارات، كما يجب السيطرة على مباني الإذاعة والتليفزيون "
ومن خلال هذه التصريحات يمكن القول ان اليمن مقبل على مرحلة من الاضطرابات الامنية التي سيتسبب بها داعشيون عائدون من العراق وسوريا لكن حجم هذه العمليات والاضطرابات ومدى فاعليتها امر لايمكن التكهن به بشكل دقيق.