الوقت- أكّد مسؤولون عديدون في حركة طالبان الافغانية مساء الأحد بأن زعيمهم الملا اختر منصور قتل في غارة أمريكية نفذتها طائرة بدون طيار في باكستان وان الحركة تعقد اجتماعا لتعيين قائد جديد.
ورغم أن الحركة لم تنشر اي بيان رسمي حول مصير زعيمها حتى الان، كشف مصدر كبير في طالبان لوكالة فرانس برس "يمكنني ان اؤكد ان الملا منصور رحل”. واكد مسؤولان اخران مقتل منصور الذي ترأس طالبان منذ الصيف الماضي بعد الاعلان المفاجىء لوفاة الملا عمر مؤسس الحركة، وقالا ان قادة الحركة مجتمعون حاليا في كويتا، كبرى مدن جنوب غرب باكستان، لتعيين قائد جديد.
الاستخبارات الافغانية ورئيس الوزراء الافغاني عبد الله عبد الله أكّد في وقت سابق الاحد مقتل الملا منصور في ضربة السبت كما ان مسؤولا اميركيا قال انه قتل "على الارجح". واضاف المسؤول الاميركي ان عددا من الطائرات المسيرة التابعة للقوات الخاصة الأمريكية شنت العملية في منطقة نائية على طول الحدود بين باكستان وافغانستان "جنوب غرب مدينة احمد وال"، مشيرا إلى أن منصور كان في سيارة مع رجل آخر قتل بدوره "على الارجح".
مسؤول امني باكستاني علّق على الحادث موضحاً أن الضربة "دمرت بالكامل" السيارة التي كانت تقل شخصين. واوضح مسؤول اخر ان الجثتين نقلتا الى مستشفى في كويتا كبرى مدن ولاية بلوشستان.
واورد مسؤولون باكستانيون ان الرجل الذي قدم على انه زعيم طالبان كان يسافر بهوية باكستانية واسم مستعار، وكان وصل من ايران لتوه في سيارة مستاجرة. كذلك، أوضحت وزارة الخارجية الباكستانية أنه عثر على جواز سفر يحمل ختم الخروج من إيران في الواحد والعشرين من أيار، يوم الإستهداف.
في السياق ذاته، أعلنت مصادر إعلامية في باكستان اكتشاف تأشيرة في جواز السفر قد تم ختمها من الأراضي الإيرانية، موضحة أن الزيارة إستغرقت شهراً واحداً.
مجّلة "نيوزويك" الأمريكية قالت بعد تأكيد مقتل زعيم طالبان "الملا اختر محمد منصور" في هجوم طائرة أمريكية بدون طيار في منطقة بلوشستان الباكستانية - على الحدود مع أفغانستان – إنه تم العثور على جواز سفر داخل السيارة يحمل صورة مشابهة لزعيم حركة طالبان ، وعلى ولكن بأسم مستعار"والي محمد". وأوضحت الصحيفة أن جواز السفر يحمل ختم الخروج من إيران في 21 أيار، يوم إستهداف زعيم طالبان.
نواز شريف، رئيس الوزراء الباكستاني، علّق على قضية جواز السفر ، موضحاً أنه من غير المؤكد أن يكون جواز السفر الذي يحمل إسم "والي محمد" يعود للملا منصور نفسه.
في السياق ذاته، نقلت وكالة رويترز عن "محمد قاسم" شقيق سائق السيارة التي قتل فيها الملا منصور، أن شقيقه نقل الملاّ منصور من منطقة "تافتان" على الحدود بين باكستان وإيران
من جانبها، لم تصدر الجهات المعنية في إيران أي تعليق على الإتهامات الأفغانية والأمريكية، كما أن وزارة الخارجية الإيرانية لم تعلّق على إتهامات باكستان حتى الساعة.
صراع على السلطة
يفتح إغتيال منصور باب التساؤل على مستقبل الحركة في ظل هذه الظروف الصعبة، سواءً لناحية المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، أو لناحية القتال مع تنظيم داعش الإرهابي حيث رجّحت مصادر أن إستهداف واشنطن يأتي في سياق تضعيف طالبان على حساب داعش الذي ستستخدم أوراقه واشنطن ضد العديد من الدول في مقدّمتها إيران وروسيا والصين.
المحلل والصحافي الباكستاني أحمد رشيد قال إن مسألة خلافته قد تؤدي إلى "صراع على السلطة، وسيكون هناك عدد من المرشحين"، كما أن المحلل الأفغاني ميا غول واثق، فرأى أن مقتله "سيزيد من تشرذم حركة طالبان".
في المقابل، يرى البعض أن ضربة منصور لن تضعف الحركة بإعتبار أن منصور تعيين منصور، الذي كان وزيران للطيران المدني، أثار خلافات داخلية كبيرة، فظهرت حركات انشقاق عن الحركة من الذين يعارضون قيادته، وانضم آخرون إلى تنظيم داعش المتواجد في شرق أفغانستان.
مصدر آخر في طالبان يرى أن حقاني، زعيم شبكة حقاني التابعة لطالبان واحد نواب منصور، يعتبر الاوفر حظا لخلافة الملا اختر مشيرا إلى أن حظوظ الملا عبد الغني بارادار تعتبر قوية ايضا.
ويرى محللون أن هاتين الشخصيتين تعتبران مقربتين من باكستان التي تستضيف ابرز قادة طالبان من أجل ممارسة نفوذ عليهم وارغامهم على العودة الى طاولة المفاوضات مع كابول التي بدأت في 2015.
وتأتي هذه الضربة بينما تواجه الحكومة الافغانية اختبارا صعبا في مواجهة مقاتلي طالبان الذين احرزوا تقدما في مناطق عدة في البلاد حيث بدأت الحركة منتصف نيسان/ ابريل "هجوم الربيع" وشنت هجوما عنيفا في وسط كابول في نهاية نيسان/ ابريل.