الوقت – تبادر بعض الدول العربية في الخليج الفارسي الى الحاق الأذى بايران في هذه الايام والامر لم يعد حكرا على السعودية، ومن هذه الدول الامارات والكويت والبحرين وهم يطلقون التصريحات المعادية لايران بين الفينة والأخرى ويستدعون السفراء الايرانيين لديهم ويبدو ان المستهدف ليست ايران فقط بل ان كل شيعي وكل من ينتسب اليهم يصبح مستهدفا.
ويقول مصدر مقرب من آية الله الطبرسي وهو احد العلماء الشيعة المقيمين في الكويت ان المسؤولين الكويتيين ليسوا راضين عن هذه الاوضاع ولايردون ايذاء الشيعة لكن المد السلفي والوهابي وبضغط من السعودية يستهدف الكويتيين الشيعة بتفجيرات وهجمات بفعل تصاعد العداء السعودي لايران.
ويضيف المصدر ان المسؤولين الكويتيين قالوا للشيعة بان عليهم اخذ احتياطاتهم في مواجهة الوهابيين قائلا : ان الكويتيين لايبحثون عن توتر مع ايران ابدا وان كل خطوة كويتية معادية لايران هي بفعل ضغط السعوديين الذين ينشطون بقوة ضد ايران ويضغطون على الحكومة الكويتية.
ويقول الحاج عبدالله البهبهاني وهو احد التجار الكويتيين ان الحكومة الكويتية تسعى لعدم جر الخلافات السعودية الايرانية الى داخل الكويت مضيفا بان هناك تياران في داخل الحكومة الكويتية هما تيار سعودي وتيار ايراني وهما يتنافسان دوما فيما بينهما لكن مجيء الملك السلمان الى الحكم في السعودية قد اضعف التيار الايراني رغم فقدان نفوذه بالكامل.
وفي هذا الصدد يقول مصدر دبلوماسي ايراني ان كل الدول العربية في الخليج الفارسي يعانون من ضغط السعودية فالبحرين تحولت الى محافظة تابعة للسعودية لكن الكويت ليست كذلك حيث يحاول مسؤولوها عدم اغضاب الايرانيين والحفاظ على علاقاتهم مع السعوديين في نفس الوقت ولذلك يقومون في بعض الاوقات بخطوات لاتعجب الايرانيين لكنها لاتعجهم ايضا، لكن وعلى الرغم من ذلك فإن التفجيرات التي حدثت في الكويت اخافت مسؤوليها وهم لايريدون الآن اثارة السلفيين والوهابيين لكي لايهددوا امنهم القومي وفي نفس الوقت يحاول المسؤولون الكويتون الحؤول دون حدوث توتر بين الشيعة والسلفيين في بلادهم.
وفيما يتعلق باداء الاماراتيين يقول الدبلوماسي الايراني ان الامارت تعمل ايضا بتأثير من السعودية لكنها تختلف بشدة مع السعوديين في بعض الاحيان فمحمد بن زايد آل نهيان يسعى لكسب الرضا السعودي لكي يصبح اميرا على الامارات كلها وهو على خلاف مع امير دبي محمد بن راشد.
من جانبه يقول مصدر اماراتي مطلع ان محمد بن راشد لديه مشاعر ودية قوية تجاه ايران فهو قد درس في مدينة شيراز الايرانية ويعلم بطبائع الايرانيين ويحبهم ويرغب في الحفاظ على علاقات دبي وايران بقوة ولذلك اصبح هناك خلاف بينه وبين امير ابوظبي ووزير الخارجية عبدالله بن زايد.
ويقول مصدر مقرب من وزارة الخارجية الايرانية ان الوزارة تسعى الى ادارة الاوضاع الراهنة وتبذل جهودا كبيرة للتعامل مع مشاكل المنطقة العربية متوقعا عدم حصول تطور دراماتيكي في العلاقات الاماراتية الايرانية الا في حال حدوث امر طارئ فالاماراتيين لايستطيعون قطع علاقاتهم الاقتصادية مع ايران ولايبحثون عن ذلك في الحقيقة وانهم يقولون دائما للايرانيين ان الكلام الذي يصدر عنهم في بعض الاحيان او ما يقومون به في بعض الاوقات هو بضغط من السعودية وان الامارت لاتريد الان التوتر مع ايران ولاتريد توريط نفسها في ورطة جديدة.