الوقت- اعتبر مستشار قائد الثورة الاسلامية في ايران للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي ان استمرار بشار الأسد في رئاسة سوريا يشكل خطا أحمرا بالنسبة لايران، مشددا على استمرار التعاون الروسي الايراني في سوريا.
واكد ولايتي خلال لقاء مع صحيفة الاخبار اللبنانية أن الوضع الميداني على الأرض السورية هو لمصلحة الدولة الشرعية، أكثر من أي وقت مضى، مشددا على وجود ارادة مشتركة لدى موسكو وطهران في تمتين هذا التعاون وتعزيزه في المستقبل"، مشيرا الى انه غير المعادلة العسكرية على الأرض لمصلحة الطرف الإيراني، السوري، الروسي وحزب الله.
وقال ولايتي: "حسب معلوماتنا، فإن الجانب الروسي قد وصل إلى قناعة مفادها أن ليس هناك من بديل للرئيس بشار الأسد ومجموعة الحكم المتعاونة معه، حاليا، في سوريا، واصبحت موسكو مصرّة على بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه.. أما بالنسبة إلى ايران، فهناك إرادة راسخة وعزم أكيد على ضرورة استمرار الدكتور بشار الأسد في رئاسة سوريا، ونحن نعتبر أن هذا الأمر هو خط أحمر بالنسبة إلينا".
وحول الوضع في العراق، اكد ولايتي انه لم يقع انقلاب في العراق، مشيرا الى اخلاء الحشد الشعبي للمقار الحكومية خلال ساعات واخراج المحتجين من المنطقة الخضراء.. مؤكدا ان الحضور الاميركي في العراق هو اضعف مما كان عليه منذ شهرين أو ستة أشهر أو سنة، وتابع ولايتي: "ان الحشد الشعبي في العراق، الذي استطاع أن يتصدى للمجموعات الإرهابية المتطرفة، مثل "داعش"، لا يصعب عليه أن يتصدى لبعض الأطراف غير المسؤولة وغير الواعية، التي تثير بعض الاضطرابات والقلاقل في الساحة العراقية، واعتبر ان ازاحة الحكومة العراقية الحالية هو ضرب من الوهم والخيار، وانه تتمكن أي قوة من إزاحة هذا الحكم في العراق.
وفيما يتعلق باليمن، اكد ولايتي ان السعودية اضطرت الى السماح للرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي ان يجلس الى طاولة المفاوضات مع حركة انصارالله لانها ادركت ان القدرة الاساسية العسكرية الموجودة في اليمن متاحة في ايدي الحركة، واعتبر ان من الاسباب التي ادت الى قبول السعودية ان يأتي اليمنيون المحسوبون عليهم إلى طاولة المفاوضات، هو الضغط الذي مورس من اميركا عليهم. بالاضافة الى ان هناك ضغط آخر تمارسه الأسرة الحاكمة في السعودية. حيث لا يوافق البعض منهم على هذه الحرب.
واكد ولايتي انه لا توجد لدى ايران مشكلة مع السعودية، وان اي مشكلة طرات على العلاقات الثنائية فان السعوديين هم الذين اوجدوها.
ورفض ولايتي الذريعة غير المنطقية التي تتمسك بها السعودية بشان ضرورة ان تكف ايران عن حضورها وتأثيرها في العالم العربي.. متسائلا: "من هي الدولة العربية ومن هو الشعب العربي الذي أعطى هذا التفويض أو التوكيل للسعودية كي تتحدث باسمه في هذا المجال".
واضاف: "نحن نرى أنه لو تخلت السعودية عن هذه الادعاءات الواهية التي تتمسك بها، فإن المشكلات التي تعاني منها ستحل على صعيد المنطقة، ليس فقط تجاه ايران". مشددا على ان النظام السعودي يعيش في عالم من الأوهام، وسيكتشف ذلك عاجلا أم آجلا.
وبشأن مصر، قال ولايتي: "من يحكم مصر، فهذا الأمر لا يخصنا.. الشعب المصري هو الذي يقرر في نهاية المطاف من هو الطرف الذي يحق له أن يحكم المصريين.. الجمهورية الإسلامية في ايران، ليس لديها مطالب في مجال إرساء العلاقات مع الدول الأخرى.. إذا شعرت الدول الأخرى بأن المصلحة الثنائية، لها وللجمهورية الإسلامية، تقتضي أن ترسي علاقات مع إيران، فهي تأتي إلى طاولة المفاوضات وتتفاوض معها لإقامة مثل هذه العلاقات وإرسائها".