الوقت- قبيل أيام على زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسعودية المقرّرة يوم الأربعاء في 20 أبريل/ نيسان، يلتقي خلالها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، يتصاعد الجدال في واشنطن حول مشروع قانون الحادي عشر من سبتمبر في الكونغرس الأمريكي، مقابل تهديد السعودية بسحب الأموال المقدّرة بأكثر من 750 مليار دولار من الأسواق الأمريكية.
مشروع القانون الذي يحمل السعودية مسؤولية هجمات الحادي عشر من سبتمبر في المحاكم الأمريكية، ويحظى بتأييد متنامي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي داخل الكونغرس، إنتشر كالنار في هشيم الصحافة الأمريكية، الأمر الذي دفع بمرشحي الرئاسة لتصويب بوصلتهم فيما يخص تأييدهم لمشروع القانون المتعلق بهجمات 11 سبتمبر 2001 والذي من شأنه أن يتيح تسمية السعودية كمتهمة ومسئولة أمام القضاء الأمريكي، وفيما يلي أبرز التصاريح الأمريكية التي صدرت مؤخراً:
كلينتون تؤيد قانون "هجمات 11 سبتمبر" لمحاسبة السعودية
أعلنت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، اليوم الاثنين 18 إبريل، تأييدها لمشروع القانون المتعلق بهجمات 11 سبتمبر 2001 والذي من شأنه أن يتيح تسمية السعودية كمتهمة ومسئولة أمام القضاء الأمريكي.
قالت هيلاري كلينتون إنه لابد من محاسبة ومعاقبة أي شخص يشارك أو يدعم “الإرهاب”، مؤكدة تأييدها لمشروع قانون الحادي عشر من سبتمبر.
ساندرز: الأسرة السعودية المالكة تدعم أفكار القاعدة وداعش
من جانبه، أعرب المرشح الرئاسي الأمريكي بارني ساندرز عن قلقه حيال مواقف السعودية منذ زمن، وأضاف: إن الأسرة السعودية المالكة تدعم الفكر الوهابي المتطرف المتصل بافكار القاعدة و"داعش".
ووصف المرشح الأمريكي الديمقراطي في تصريح له نقلتها شبكة “سي ان ان” الأمريكية دور السعودية بالمقلق، وقال: إنه لطالما كان يقول "إن هناك الكثير من القلق حول الدور الذي لعبته السعودية على مدار سنوات طويلة".
واتهم السعودية بأنها "تدعم الفكر الوهابي الذي يعدّ جناحا يمينيا متشددا في الإسلام، وأفكار القاعدة وداعش على صلة به"، حسب قوله.
وتابع ساندرز: "لدي الكثير من القلق حول الدور السعودي عامة، ودور الأسرة المالكة في السعودية على صعيد دعم الحركة الوهابية".
وأضاف مرشّح الرئاسة الأمريكية قائلاً: "الأمر لا يتعلق فقط بأن معظم منفذي هجمات سبتمبر كانوا من السعودية، بل كذلك بالدعم المقدم لداعش ولتنظيمات متطرفة أخرى".
وتابع ساندرز قائلا إنه لا يرغب في إعطاء قرار حول أمر تشريعي لا يعلم عنه الكثير حاليا مضيفا: "أنا بحاجة للمزيد من المعلومات التي لا بد من توفرها قبل التعليق، ولكن لدي الكثير من القلق حول الدور السعودي عامة ودور الأسرة المالكة في السعودية على صعيد دعم الحركة الوهابية التي تعتبر جناحا يمينيا متشددا في الإسلام وأفكار القاعدة وداعش على صلة بها" وفق قوله.
بوب غراهام: السعودية تعرف ما نعلمه عن هجمات 9/11 وعلى أمريكا الرد على “تواطؤها”
من جانبه، ردّ عضو سابق في الكونغرس وحاكم فلوريدا بوب غراهام على تهديد السعودية الأخيرة بالقول: أنا غاضب لكنني لست مستغرباً .. السعوديون يعرفون ما قاموا به في الحادي عشر من سبتمبر ويعرفون أننا نعلم ما قاموا به، على مستوى المسؤولين البارزين في الحكومة الأمريكية على الأقل، وهم يتصرفون لأننا لم نقم بأي رد على تواطؤهم في مقتل ثلاثة آلاف أمريكي بشعور من الحصانة معتقدين أن بإمكانهم القيام بما يريدون دون عقوبات، وهذه الحصانة تمتد الآن في محاولتهم للضغط على المستويات العليا للبيت الأبيض والكونغرس لمنع قانون يحدد ما إذا كانت السعودية متآمراً مشاركاً.
وحول قول السعودية أنها تريد أيضاً نشر الثمانية والعشرين صفحة، قال غراهام: أعتقد أن تريده السعودية من خلال هذا التهديد حقاً هو إبعاد هذه القضية عن الأمريكيين وأنهم سيلزمون الحكومة الأمريكية بذلك كغطاء لقولهم بأننا نريد نشر جميع المعلومات، تتحدث عن الثمانية والعشرين صفحة في التقرير، وهي مهمة، لكن هناك آلاف الوثائق الأخرى التي تتحدث عن دور السعودية في هجمات الحادي عشر من سبتمبر والتي تم حجبها أيضا، أعتقد أن على الرئيس الالتزام بنشر جميع هذه المعلومات وأن تكون هناك شفافية كاملة مع الأمريكيين تجاه ما قام به السعوديون لكي تعامل جميع الأطراف على مستوى الحقيقة على الأقل في هذه الفترة المتقلبة لعلاقتنا.
إدارة أوباما تضغط
لم تقف إدارة أوباما مكتوفة الأيدي من القرار، بل كثّفت ضغوطها على الكونغرس لمنع تمرير مشروع القانون حتى لا تنهي عهدها بكارثة إقتصادية، رغم أن العديد من الخبراء اكدوا أن الأموال السعودية باتت في عداد "المجمدة" بشكل غير رسمي.
وفي هذا السياق، ردّ البيت الأبيض، اليوم الإثنين، على كلام مرشحي الرئاسة عبر أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي، بين روديز، الذي قال: إن حكومة السعودية لم تقم بدعم أفراد تنظيم القاعدة الذين نفذوا الهجمات بل أفراد سعوديين.
يذكر أن عائلات ضحايا هجوم الحادي عشر من سبتمبر إتهمت مسئولين سعوديين بابتزازهم أمريكا لإخفاء دورهم في تمويل الإرهابيين الذين نفذوا هجوم مركز التجارة العالمي في 2001، وفقا لصحيفة ديلي نيوز الأمريكية الأحد.